29 أبريل 2013

السماء والجاذبية.. اكتشاف إسلامي .

السماء والجاذبية.. اكتشاف إسلامي .

لو درسنا جميع آيات القرآن التي تتحدث عن السماء لوجدناها مطابقة لما نراه اليوم رؤية يقينية لهذا الكون الواسع، ماذا يدل ذلك؟ لنقرأ ........

يقول عز وجل: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [الروم: 25]. في هذه الآية إشارة قوية إلى الجاذبية، وكما نعلم فإن الجاذبية لم يتم اكتشافها إلا في القرن العشرين، وتبين أن قوى الجاذبية تربط أجزاء الكون فلا يتفكك أو ينهار. وفي عام 1912 أعطى آينشتاين تفسيراً علمياً لسرّ ترابط الكون من خلال أمواج الجاذبية.
ولكن القرآن تحدث عن هذا السر قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) فقوى الجاذبية هي مخلوق من مخلوقات الله يعمل بأمر الله، فالسماء والأرض وكل محتويات الكون لا يمكنها القيام والاستمرار والتماسك إلا بوجود هذه القوى الجاذبة، وهي أمر من عند الله تعالى.
وفي هذه الصورة نرى "سديم النسر" وهو مجموعة من النجوم حديثة الولادة، وغيوم من الدخان الكوني، إنه بناء محكم. وفي مركز الصورة نرى ما يسميه العلماء "Pillars of Creation" أعمدة الخلق. والعلماء يتحدثون عن أعمدة من الجاذبية لا تُرى، ويمكن أن نتذكر قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [الرعد: 2].
فكثير من الآيات تشير إلى حقيقة الجاذبية الكونية، وهذه النجوم لا يمكن أن تتماسك لولا قوة الجاذبية. والعلماء من غير المسلمين يعتبرون أن قوة الجاذبية وُجدت هكذا بمجرد المصادفة، ولكن القرآن يحدثنا عن قدرة الله تعالى وتسخيرة لقوة الجاذبية لإمساك هذه النجوم، يقول عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41].
كذلك فإن العلماء يتحدثون في أبحاثهم عن "أبنية كونية عملاقة" تتألف من المجرات والقرآن سبقهم للحديث عن هذه الأبنية وسماها "البروج" يقول عز من قائل: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16].... وهكذا عشرات الآيات تأتي مطابقة لما يراه العلماء اليوم بأحدث التلسكوبات.
ونقول لأولئك المشككين: بالله عليكم هل يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم وهو نبي أمي أن يقدم وصفاً دقيقاً للكون كما نراه اليوم؟ إن هذه الآيات هي دليل صادق على أنه نبي مرسل من عند الله تعالى، وأن كل كلمة في هذا القرآن هي الحق من عند الله، ونتذكر في هذا المقام قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [يونس: 53].
ملاحظة:
أحبتى فى الله..إن الجاذبية هي اكتشاف إسلامي وليس غربي! وهذا ما نراه واضحاً في كلام البغدادي الذي تحدث عن قوانين الجسم المقذوف والسقوط الحر فقال: "فكذلك الحجر المقذوف فيه ميل مقاوم للميل القاذف؛ إلا أنه مقهور بقوة القاذف؛ ولأن القوة القاسرة عرضية فيه، فهي تضعف لمقاومة هذه القوة والميل الطبيعي ولمقاومة المخروق.. فيكون الميل القاسر في أوله على غاية القهر للميل الطبيعي، ولا يزال يضعف ويبطئ الحركة ضعفًا بعد ضعف وبطئًا بعد بطء حتى يعجز عن مقاومة الميل الطبيعي، فيغلب الميل الطبيعي فيحرك إلى جهته".
وهذا يشير بوضوح إلى أن البغدادي يتحدث عن تأثير الجاذبية الأرضية. وكذلك تناول عدد من علماء المسلمين موضوع تسارع الجاذبية الأرضية مثل الخازن في كتابه "ميزان الحكمة"، وهذا يدل على سبق علماء المسلمين للغرب في هذا المجال.
ــــــــــــ
دمتم بخير.

البرق خلف الجبل .

البرق خلف الجبل

لنتأمل هذه الصورة الرائعة التي أبدعها الخالق سبحانه وتعالى... إنها لوحة فنية مليئة بالإعجاز....



صورة للبرق خلف الجبل... إن هذه الظواهر الكونية تشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى.
وهنا نتذكر آية عظيمة يقول فيها الله تعالى: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 20]. تأملوا معي كلمة (يَخْطَفُ) ... لماذا لم يقل "يكاد البرق يعمي أبصارهم" ماذا يشير فعل الخطف؟
إن هذه الكلمة (يَخْطَفُ) تستعمل في اللغة العربية للتعبير عن سرعة الأشياء "سرعة خاطفة" وهي من أقوى الكلمات للتعبير عن السرعة الهائلة وغير المدركة بالعين...

 وبالفعل اكتشف العلماء أن سرعة شعاع البرق أكثر من 150 ألف كيلو متر في الثانية!! تصوروا أن هذه السرعة تعني أن هذا الشعاع لو قدّر له أن يطوف حول الكرة الأرضية لقطعها خلال ربع ثانية فقط!! ولذلك قال تعالى (يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ)...
لا نملك إلا أن نقول سبحان الله! فهذه الدقة اللغوية العجيبة تشهد على أن هذا القرآن من تنزيل العزيز الحكيم وليس بقول بشر كما يدعي الملحدون!.
ــــــــــــ
دمتم بخير.

أهمية نوم القيلولة .

أهمية نوم القيلولة

دراسات كثيرة تؤكد أهمية أخذ إغفاءة قصيرة كل يوم خلال النهار... وهذا سينشط الدماغ ويفيد صحة الإنسان...

النوم معجزة من معجزات الخالق تبارك وتعالى، ولكن لماذا أمرنا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أن نأخذ غفوة في النهار؟ وهل هناك حكمة علمية من ذلك؟ .....

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأخذ غفوة خلال النهار فقال: (قيلوا، فإن الشياطين لا تقيل) [رواه الطبراني]، وقد أظهر بحث علمي جديد أن قيلولة الإنسان أثناء العمل تقلل من خطر الإصابة بمشكلات قلبية خطيرة، وربما قاتلة، وقال الباحثون إن قيلولة النهار في المكتب تفيد القلب لأنها تقلل من الإجهاد والاضطراب، حيث يشكل العمل المصدر الرئيسي للإجهاد. وفي بحث آخر يؤكد العلماء أن النوم بالنهار ضروري جداً ليعوض الإنسان ما فاته من نوم الليل، بل إن نوم الليل لا يكفي، وقد يكون ضاراً إذا امتد لفترة طويلة!

تظهر صور الدماغ بالمسح المغنطيسي أن النوم يساعد الدماغ على التذكر وتثبيت المعلومات ويخلصه من التراكمات والتعب ولذلك القيلولة ضرورية جداً ومفيدة للكبار والصغار...
لذلك ينصح الأطباء بالاستيقاظ ليلاً والقيام ببعض النشاطات وعدم النوم لفترة طويلة لأن ذلك يضرّ القلب، فتأملوا معي الحكمة النبوية الرائعة من النوم نهاراً. وتأملوا هذه الآية الكريمة التي أخبرتنا عن معجزة النوم بالليل والنهار، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
ــــــــــــ
دمتم بخير.

الزهور والحشرات .

الزهور والحشرات

سبحان الله، لقد سخر الله للزهور وسائل متطورة لجذب الحشرات إليها ولولا هذه الظاهرة لم يتمكن النبات من البقاء والتكاثر.. لنتأمل...

جاء في خبر علمي أن العلماء قد اكتشفوا أن الأزهار تتمايل مع هبوب النسيم من أجل أن تجذب الحشرات بغرض تلقيحها.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف بينما كانوا يدرسون زهورا برية على ساحل ويلز. ولوحظ أن الزهور المتمايلة تجذب عددا أكبر من الحشرات وبالتالي تنتج بذورا أكثر.
كذلك اتضح أن الأزهار التي تتمايل تجذب أنواعا أكثر من الحشرات من الزهور الساكنة. لسنوات كان العلماء يعرفون أن الزهور تستخدم الألوان الجذابة والروائح والرحيق لاجتذاب الحشرات الملقحة، ولكن لم ينتبه أحد إلى أن التمايل قد يكون أيضا وسيلة للجذب.


وتوصل العلماء إلى أن عددا أكبر من الحشرات يزور الزهور التي تتمايل وبالتالي تنتج تلك الزهور عددا أكبر من البذور.
إن هذا التوازن في عالم النبات والذي لولاه لما استمرت الحياة على الأرض، هو ما أشار إليه القرآن قبل 14 قرناً، يقول تبارك وتعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 19-21].
كما تحدث القرآن في الآية التالية للآيات السابقة عن أهمية الرياح في التلقيح من أجل استمرار الحياة، يقول تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22] فسبحان الله.
ــــــــــــ
دمتم بخير.

السواك

السواك

نذكر إخوتنا بضرورة استعمال السواك والحرص على تنظيف الأسنان وبخاصة قبل كل صلاة...

كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن عبادة السِّواك، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) [رواه البخاري].
حتى أن الرسول الكريم أكد على تكرار استعمال السواك قبل كل صلاة: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) [رواه البخاري ومسلم].
هذه نصيحة النبي الكريم قبل ألف وأربع مائة سنة، فما هي نصيحة الأطباء في الألفية الثالثة؟ يوجد في فم الإنسان بشكل دائم عدد ضخم من الجراثيم التي تهاجم الأسنان باستمرار وتتغذى على بقايا الطعام. وعند تحليل المادة الموجودة في السواك تبين أن فيها خصائص تساعد على وقف نمو الجراثيم بالفم. كما يحتوي خشب السواك على فيتامين C الضروري للحفاظ على الأسنان ووقايتها من التسوس.
كما أن هذا الفيتامين يحمي اللثة من الالتهابات كما تبين أن السواك يحتوي على مادة الفلوريد الضرورية لوقاية الأسنان من النخر وزيادة بياضها. تُبين الأبحاث الحديثة إن الاستمرار على المسواك خمس مرات كل يوم يمنع التهاب اللثة، ويعطي نعومة للأسنان.
وبما أن المسواك يحتوي على مادة السيليكا فإنه يعطي الأسنان صلابة إضافية لمينائها. تؤكد الأبحاث الطبية أن مسواك عود الأراك يحتوي على مادة مضادة للعفونة ومطهرة وقابضة تعمل على خفض وقطع نزيف اللثة. كما أكدت البحوث وجود مادة صمغية تحمي الأسنان من التسوس، كما تبين وجود مادة كبريتية تطهر الفم. وصدق رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم عندما قال: (عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة للرب) [رواه أحمد]!
ــــــــــــ
دمتم بخير.

ظاهرة الصدوع الأرضية .

ظاهرة الصدوع الأرضية

 لقد أقسم الله بالأرض ذات الصدع؟ فهل كشف العلماء حقائق جديدة حول هذه الظاهرة؟ دعونا نتأمل الصورة ...

نشرت مجلة الطبيعة الأمريكية أحد أهم التجارب العلمية بتاريخ 24/2/2005 وتتضمن التجربة أن العلماء يحاولون تقليد الصدع الضخم الذي يمتد عميقاً في الأرض لأكثر من ستة كيلو مترات ونصف، ويحاول العلماء استكشاف المزيد حول هذا الصدع الذي تشكل قبل عشرات الملايين من السنين. هذا الصدع موجود تحت منطقة Rio Grande في الولايات المتحدة الأمريكية. ويقولون إن ظاهرة تصدع الأرض هي من أهم الظواهر المحيرة، فكيف تشكلت هذه الصدوع ولماذا؟
يعتقد العلماء أن هذه التجارب التي تهدف لمحاكاة الصدوع الأرضية ستقدم بعض الإجابات عن مثل هذه الأسئلة. وتظهر الصورة المرسومة بالسوبر كمبيوتر القشرة الأرضية وهي تنقسم إلى لوحين يتباعدان عن بعضهما مما يساهم في تشكيل هذا الصدع الهائل. ولكن ينبغي علينا أن نتذكر أن القرآن ذكر هذه الصدوع كآية من آيات الخالق تبارك وتعالى بل وأقسم بالأرض وأنها ذات صدع، والهدف من هذا القسم هو أن ندرك أن القرآن كتاب الله وأنه القول الفصل وليس بالهزل، يقول تعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) [الطارق: 12-14]، وسبحان الله!
دعونا نتأمل هذه الصور للصدوع أرضية حقيقية:





 
ــــــــــــ
دمتم بخير.

24 أبريل 2013

نظرية التطور الكوني: رؤية جديدة للزمن والقوانين الكونية .

نظرية التطور الكوني: رؤية جديدة للزمن والقوانين الكونية.

بعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تدبراً ودراسة تبين لي أن الكون ليس كما ينظر إليه العلماء اليوم، بل هناك أشياء كثيرة تحتاج لرؤية جديدة... نرجو الاطلاع على هذا البحث الهام........

مقدمة
نقدم لإخوتنا القراء رؤية جديدة للزمن والكون والقوانين الفيزيائية التي وضعها الله لتنظم هذا الكون وتحفظ توازنه. وأود أن أخبركم في البداية بأن هذه النظرية مستوحاة بالكامل من القرآن الكريم وهي في معظمها تنقد الأفكار السائدة اليوم والتي يعتبرها العلماء ثوابت كونية.
فبعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تبين أنه لا وجود لشيء ثابت في الكون، ومن هنا بدأت فكرة البحث، فالزمن يتغير ويتطور باستمرار، والقوانين الفيزيائية تتغير وتتطور، والمادة أيضاً تتغير وتتطور. وهذا يتفق مع قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) [الروم: 8]. ثم يقول بعد ذلك: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11].
وبناءً على هذه الآية فإن الخلق يبدأ من الصفر ثم يتطور ويتغير ثم يعود كما بدأ، أي أن هناك "دورة" كل مخلوق في الكون، والزمن هو مخلوق، والقوانين التي تحكم المادة مخلوقة، وكذلك المادة مخلوقة، وجميعها بدأت من الصفر.
النظرية الجديدة المستنبطة من القرآن والسنة
أحبتى فى الله ! طبعا لدينا الكثير من الأفكار الإبداعية وكذلك الكثير من الشباب المسلمين، ولكن وبسبب "تخلفنا العلمي" لا نملك وسائل عرض هذه الأفكار إلا من خلال المجلات العلمية الغربية التي تقوم على الإلحاد أصلاً، وهذا لا يتفق مع مبادئ ديننا الحنيف، فأنا مثلاً أرفض أن أطرح أي بحث علمي إذا لم يرتبط بقدرة الله تعالى وبأن القرآن هو الأصل وأنه لا يمكن الفصل بين العلم والدين أبداً. وبسبب ذلك لا نجد من يتبنَّى مثل هذه النظريات المستمدة من القرآن والسنة!!
ولذلك فإننا نقدم هذه النظرية اليوم ليتأكد كل من ينتقد الإعجاز العلمي أننا لا نجلس وننتظر الغرب حتى يكشف الحقائق، بل نسعى ونحاول ونجاهد في اكتشاف هذه الحقائق حسب الإمكانيات المتوافرة لنا، والقاعدة التي نعتمد عليها هي آيات القرآن الثابتة، على عكس علماء الغرب الذين لا يملكون أي قاعدة للبحث سوى ما يرونه ويلمسونه.
النظرية الجديدة تتألف من ثلاثة أجزاء تتعلق بالمكان والزمن والقوانين كما يلي:
تطور الزمن
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)، وفي هذا الحديث إشارة مباشرة وقوية إلى أن الزمن يتغير وليس ثابتاً، ولكن ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن "تيار الزمن" يجري بسرعة متغيرة مع مرور السنين، ويمكن أن طرح بناءً على الحديث الشريف، نظرية "دورة الزمن" أي للزمن دورة يتكرر فيها تشبه دورة الماء على الأرض (الدورة الهيدرولوجية).
ولكن الدورة الهيدرولوجية تتكرر كل عام، أما "دورة الزمن" فتتكرر عبر مليارات السنين. وهذا يعني بالنتيجة أن سرعة الضوء ليست ثابتة كما يعتقد العلماء (300 ألف كيلو متر في الثانية)، بل تتغير باستمرار مع مرور الزمن. لأننا مثلاً لا يمكن أن نسير بالسيارة بسرعة مئة كيلو متر فجأة، لابدّ أن نبدأ من الصفر ثم نسرع ثم نبطئ ونتوقف! وكذلك الضوء عندما خلقه الله تعالى بدأ بسرعة تساوي صفراً ثم تطورت حتى وصلت إلى السرعة التي نراها اليوم، ثم ستتباطأ حتى الصفر.
ولكي نفهم هذه النظرية ينبغي أن ننظر إلى الزمن على أنه "كائن حي" له بداية وله نهاية!! وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في آية عظيمة: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [الأنعام: 2]. فالأجل هو الزمن، فكما أن الله تعالى حدَّد لكل مخلوق أجلاً كذلك حدَّد للزمن أجلاً ينتهي ويتوقف عنده، وذلك يوم القيامة، حيث إما خلود في النار أو خلود في الجنة.
ومن هنا يمكن أن نقول إن الزمن بدأ من الصفر عند بداية خلق الكون، ثم تسارع حتى وصل إلى السرعة القصوى، ثم بدأ بالتباطؤ حتى يصل إلى الصفر من جديد، وهذه هي الفكرة الجديدة التي أود أن أطرحها من خلال هذا البحث. وبالتالي فإن سرعة الضوء في بداية خلق الكون كانت صفراً، ثم تسارعت حتى الحدود الحرجة، وهي الآن تتباطأ حتى يأتي زمن يتوقف الضوء عن الحركة ويتلاشى مثله مثل بقية المخلوقات في الكون، وهذا ما نجد له إشارة في قوله تعالى: (هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
تطور القوانين
القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون مثل قانون التجاذب الكوني، غير ثابتة أيضاً، وفي بداية خلق الكون لم يكن هناك أصلاً أية قوانين، ولكن الله خلقها مع المادة الأولية التي خُلق منها الكون (يمكن أن نقول مجازاً لحظة الانفجار الكبير، وأود أن أسميه الفتق الكوني). وبعد ذلك تطورت هذه القوانين وهي تتغير باستمرار.
ولابد أن ننظر إلى القوانين الفيزيائية على أنها "كائن حي" يتطور وأن لها دورة كذلك مثل الزمن. فعلى سبيل المثال فإن قانون الجاذبية الذي يقضي بأن أي جسمين في الكون تنشأ بينهما قوة تجاذب تتناسب عكساً مع مربع المسافة بينهما، هذا القانون ليس ثابتاً، بل في بداية الخلق لم يكن موجوداً أصلاً، وقد خلَقه الله مع المادة والزمن، وسوف يأتي زمن تزول فيه هذه القوانين، وتتلاشى وهنا نجد آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم: 48]. فالأرض سوف تتغير والسموات تتغير يوم القيامة.

وفي هذه الآية إشارة إلى تغير طبيعة المادة، وبالتالي تغير طبيعة القوانين التي تحكم هذه المادة مصداقاً لقوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ).
تطور المكان
لكي تكتمل هذه النظرية لابد أن نتناول "المكان"! أو ما يسميه العلماء "الفضاء" فالمكان أصلاً لم يكن موجوداً في بداية الخلق، وبالتالي نشأ من نقطة صغيرة جداً وبدأ يكبر ويتطور ولازال يتوسع وهذا ما أخبر عنه القرآن في آية عظيمة: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. وللمكان دورة خاصة به يمكن أن أسميها "دورة المكان"، أي أن المكان بدأ من الصفر وسيعود إلى الصفر وفق دورة كونية محكمة تشهد على عظمة خالقها عز وجل. وهنا تتجلى آية لطيفة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].

الفكرة الجديدة التي يقدمها هذا البحث هي أن كل شيء في هذا الكون متغير، وأن الله تعالى وكلامه لا يتغير. ويمكن تمثيل الكون المرئي بثلاثة محاور: الأول يمثل المكان، والثاني يمثل القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون، والثالث يمثل الزمن. وهناك معادلات تحكم تغير المكان والزمان والقوانين: القانون الأول: تغير القوانين/تغير الزمن (ق/ز)، والقانون الثاني هو: تغير المكان/تغير الزمن (م/ز). إن كل شيء في هذا الكون هو مخلوق مثله مثل الإنسان، يتطور ويتغير ثم يفنى، وهذا ينطبق على الزمن وعلى القوانين الرياضية وعلى المكان أيضاً.
المعادلات الرياضية المطلوب إثباتها
ينبغي أن نبحث عن نسبة تغير "انسياب الزمن" مع مرور مليارات السنين، ويمكن أن نضع المعادلات البسيطة التالية:
القانون الأول: نسبة تغير القوانين الفيزيائية إلى تغير الزمن.
القانون الأول: نسبة تغير المكان إلى تغير الزمن.
فإذا ما تمكَّنا من معرفة هذين القانونين فسيكون من السهل علينا إعادة حساب عمر الكون، وعمر الأرض وعمر الإنسان على الأرض وغير ذلك من الأرقام التي تم قياسها على أساس أن القوانين ثابتة لا تتغير.
 
يمثل هذا الشكل تغير سرعة الضوء مع مرور الزمن، حيث بدأت من الصفر ثم تطورت وتسارعت حتى تصل إلى الحدود القصوى ومن ثم تتباطأ حتى تتوقف. ونحن الآن ربما نقف بعد منتصف الطريق أي بعد السرعة القصوى في مرحلة تباطؤ الزمن حتى يتوقف يوم القيامة. إن هذا التغير لسرعة الضوء وللقوانين سوف يؤدي إلى إعادة تصحيح جميع القوانين الفيزيائية المعروفة اليوم، لمراعاة تغير الزمن وتغير هذه القوانين مع مرور الزمن.
نتائج البحث
فيما لو صحَّ هذا البحث ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني الكثير والكثير، وسوف نعدد ذلك في هذه النقاط:
1- بما أن سرعة الضوء غير ثابتة فهذا يعني أن جميع القياسات الكونية مثل حجم الكون ومواقع المجرات وسرعتها وبعدها عنا... كل ذلك سيتغير وسوف تبرز أرقام جديدة أكثر دقة من الأرقام التي بين أيدينا اليوم. أي أن عمر الكون لن يكون 13 مليار سنة كما يقدّره العلماء اليوم، بل سيكون أقل من ذلك بكثير.
2- كل الأرقام التي تحدد عمر الأرض وعمر الآثار وعمر الصخور وتاريخ وجود الإنسان وعمر الكائنات الحية... كل ذلك سيتغير وستكون هناك أرقام جديدة أقلّ من الأرقام الحالية. أي أنه سيتوجَّب على العلماء أن يدخلوا في حساباتهم الجديدة تغير القوانين الفيزيائية وتغير المكان وتغير انسياب أو تيار الزمن.
وأخيراً ربما يتساءل القارئ الكريم: هل يتفق علماء الفيزياء مع هذه النظرية، أم أن هناك ما ينقدها ونقول: بناءً على المعرفة الحالية لا يمكن نقد أو إثبات هذه النظرية، وتبقى محل اختبار ودراسة حتى نتوصل إلى الأدلة الرياضية على ذلك. ولكننا كمسلمين يجب أن نعتقد بها لأنها تتفق مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
 اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين,,,,
ــــــــــــ
دمتم بخير.

البعوضة: هي القاتل الأول في العالم !!

البعوضة: هي القاتل الأول في العالم !!
من خلال دراسات حديثة ظهرت أهمية هذه الحشرة التي تعتبر الأخطر في العالم، لنتأمل كيف تمارس عملها وهل تستحق أن تذكر في القرآن؟....

ربما تعجب عزيزي القارئ أن أخطر حشرة في العالم هي البعوضة! فهي المسؤولة عن موت ملايين البشر، وهي السبب في نقل مرض الملاريا إلى الملايين، ويقول الخبراء إن البعوضة قتلت بهذه الطريقة أكثر من كل الذين قتلوا بسبب الحروب على مر التاريخ!
يوجد أكثر من ألفي نوع من البعوض حول العالم. والبعوضة هي مصاصة دماء من الطراز الأول وتتفوق على جميع الحشرات الأخرى في هذا الجانب. والبعوضة لها تركيب معقد جداً لا يزال العلماء يكتشفونه يوماً بعد يوم.
 
صورة إلكترونية للبعوضة الأنثى وهي التي تهاجم الإنسان لأنها تتغذى على الدم من أجل تغذية بيوضها بالهيموغلوبين الغني بالبروتينات، بينما الذكر لا يهتم بذلك! البعوضة هي الوحيدة القادرة على إيواء طفيلي الملاريا الذي يفتك بالبشر.
زوَّد الله البعوضة بأنبوب حاد يثقب الجلد بسهولة ومن خلال مضختين صغيرتين يقوم بمص الدم، ولكي لا يتخثر الدم فإن البعوضة ترش عليه بعض اللعاب ليبقى سائلاً وسهل الامتصاص. وأثناء رش اللعاب تُدخل إلى الجسم طفيليات الملاريا التي تحملها وتدعى plasmodia ، إن حجم طفيلي الملاريا صغير جداً فكل خمسين ألف طفيلي تملأ مساحة تساوي "نقطة" في نهاية هذه الجملة.
ولا ضرورة لإقحام كل هذا العدد ليصاب الإنسان بالمرض، ولكن يكفي أن يلتقط دم الإنسان طفيلياً واحداً ليكون ذلك كافياً لقتله! هذا الطفيلي ينتقل بعد عدة دقائق إلى الكبد. ويختبئ داخل خلية من خلايا الكبد، ولا يشعر الإنسان بأي شيء لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم يظهر الخطر بشكل مفاجئ.
 
نرى في هذه الصورة طفيليات الملاريا باللون الأصفر تدمر خلايا الدم الحمراء!! كل طفيلي يمكن أن يتكاثر إلى 40000 طفيلي جديد، وتتم هذه العملية بهدوء دون أي ممانعة من الكبد أو من الجهاز المناعي للإنسان.
إنه يتغذى على محتويات الخلية ويأكل كل شيء ثم يتكاثر بداخلها مما يؤدي إلى تضخم الخلية وانفجارها. والآن تبدأ الطفيليات بالانتشار عبر الدم وتخترق خلايا الدم الحمراء فتتغذى عليها وتتكاثر ومن ثم تنفجر هذه الخلية محررة أعداداً هائلة من الطفيليات. وعند هذه اللحظة تبدأ أعراض المرض بالظهور، الإعياء والتعب والصداع وآلام العضلات... لقد بدأ المرض بالظهور. وتبدأ حرارة المريض بالارتفاع، وتبدأ العضلات باهتزازات لا إرادية كنتيجة لتدمير الخلايا.
ولكن الطفيليات لا تكترث بالمريض وتتابع تغلغلها في خلايا جسده وتفجيرها خلية تلو الأخرى حتى يصل إلى الدماغ ويُصاب بالشلل، وهنا بداية النهاية. فالدم لم يعد قادراً على إيصال الأكسجين للجسد، والرئتين تتعطلان بسبب نقص الأكسجين، والقلب لم يعد قادراً على ضخ الدم، وخلايا الدماغ تبدأ بالانفجار والموت... ويدخل المريض في غيبوبة غالباً ما تنتهي بالموت.
حقائق وأرقام
·         مرض الملاريا يمكن أن يهدد نصف سكان العالم. وبخاصة أن هذا الطفيلي تطور (بإذن الله) وتمكن من حماية نفسه من المضادات الحيوية التي لم تعد تؤثر على هذا الطفيلي القاتل.
·         مرض الملاريا يقتل كل سنة مليون إنسان معظمهم من أطفال أفريقيا!
·         يمكن للبعوضة أن تعيش في أي بيئة وفي أقسى الظروف، بل وتنتقل إلى أبعد مكان في العالم بواسطة الطائرات ومع المسافرين.
·         يقف العلماء اليوم عاجزين أمام هذا المرض، فالبعوضة سوف تستمر في حملها لهذا المرض ونقله إلى البشر، وهذه البعوضة لا يمكن القضاء عليها لأن أعدادها كبيرة ومنتشرة في كل مكان تقريباً.
 
هذه بعوضة بطنها مليئ بالدم، لقد امتصت كمية كبيرة من الدم وهو ضروري لإنتاج البيوض، ولذلك فلديها قدرة هائلة على شم الروائح وتحسس الحرارة والأشعة غير المرئية وتحديد الهدف من مسافات بعيدة، والانقضاض عليه بسهولة. إنها آلة معقدة ومحيرة للعلماء... كيف تقوم بكل هذه العمليات المنظمة والدقيقة... إنها أكثر من مجرد حشرة!
أحبتى فى الله !
بعد كل هذه الحقائق عن حشرة هي الأخطر من نوعها، ألا يستحق هذا المخلوق الذي نحسبه تافهاً وضعيفاً ولا قيمة له، ألا يستحق هذا الجندي المطيع لخالقه أن يذكره الله في كتابه المجيد؟ يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) [البقرة: 26].
يقول العلماء إن البعوضة الأنثى هي الأخطر وهي التي تستحق الدراسة، وربما ندرك لماذا ذكر الله كلمة (بَعُوضَةً) بالمؤنث. أما ما يُقال عن "حشرة" تعيش فوق رأس البعوضة، فهذا لا أساس له. فجسد البعوضة يحوي الكثير من البكتريا وربما نجد في قوله تعالى: (فَمَا فَوْقَهَا) أي فما فوقها في الصغر، إشارة إلى طفيلي الملاريا الذي تحمله هذه الحشرة، والله أعلم.
ويقول تعالى في آية أخرى: (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [المدثر: 31]. فهذه البعوضة هي جندي من جنود الرحمن، وكذلك ما تحمله من طفيليات كلها مسخرة بأمر ربها يسلطها على من يشاء، نسأل الله العافية.
ــــــــــــ
دمتم بخير.

النمل يحمل الموتى إلى المقبرة!!

النمل يحمل الموتى إلى المقبرة!!
في بحث جديد حيَّر العلماء: كيف يتمكن النمل من معرفة النملة الميتة بسرعة مذهلة فيسارع إلى حملها وإلقائها في مقابر خاصة خارج المستعمرة... إنها قدرة الخالق عز وجل....


سبحان الله النمل الأرجنتيني البالغ يكتشف النمل الميت فينقله خلال ساعة من الوفاة إلى خارج مستعمرة النمل ليجمعه على شكل كومة من الجثث حيث يطلق النملة الميتة نوعاً من الروائح الكيميائية التي تدل على وفاتها وكأنها تخبر النملات: أنا ميتة خذوني خارج المستعمرة. ويعتبر التخلص من الجثث سلوكاً تلجأ له النملة للمحافظة على سلامة بيئة المستعمرة وحمايتها من الأمراض، وهو مشابه لما يقوم به البشر. ويأمل العلماء استخدام هذه المواد الكيميائية لتطوير المبيدات الحشرية للقضاء على النمل. في الصورة تبدو نملة عاملة تحمل نملة صغيرة في طور الحضانة إلى تلك الكومة.

 
إن النمل بهذا التصرف يشبه البشر، ومن هنا ربما نستطيع توسيع فهمنا لمعنى قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. وفي هذه الآية إجابة شافية لحيرة العلماء الماديين الذين لا يعترفون بالخالق سبحانه وتعالى.
ملاحظة ورد على شبهة
أحبتى فى الله.. إن بعض المشككين انتقد القرآن وقال إن آياته غير مترابطة، حيث يكون الحديث عن الكفار مثلاً ثم تأتي آية تتحدث عن الكون أو الأرض أو البحار... ثم يعود الحديث عن الكفار من جديد... ويقولون إن هذا دليل على عدم ترابط آيات القرآن، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ولذلك فعندما ندقق النظر بالآية التي سبقت هذه الآية نجدها تتحدث عن طلب للملحدين بأن تنزل معجزة على النبي صلى الله عليه وسلم: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [الأنعام: 37]، ثم تأتي الآية 38 من سورة الأنعام وهي آية تحوي العديد من المعجزات، وهي قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
فلو كان لدى هؤلاء الملحدين علم كما قال تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) لم يطلبوا أي معجزة، لأن كل شيء في الكون يشهد على وجود الخالق الحكيم، ولذلك جاءت هذه الآية لتحدثهم عن حقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، وهي أن بقية المخلوقات هي أمم أمثالنا، وبالفعل لا زال العلم يكتشف مصداق هذه الآية يوماً بعد يوم.
والآن لنقرأ النص القرآني المؤلف من ثلاث آيات: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأنعام: 37-39].
إذاً لا يوجد انقطاع في معاني الآيات إنما جاءت الآية 38 لترد على الكفار طلبهم بنزول معجزة، فقد وضع الله آية عظيمة مليئة بالمعجزات (الآية 38)، ولكنهم لم يشغلوا عقولهم، ولذلك قال تعالى في الآية التي تسبق هذا النص مباشرة: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [الأنعام: 36].
ــــــــــــ
دمتم بخير.

22 أبريل 2013

ألوان النار: معجزة نبوية .

ألوان النار: معجزة نبوية
لا تنتهي معجزات هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفي هذه المقالة نتناول حقيقة علمية طالما درسناها في مختلف المراجع وهي تتعلق بإشعاع الجسم الأسود تتعلق بتدرج درجات الحرارة، أي علاقة لون النار أو الإشعاع بدرجة الحرارة. وسوف نرى بأن الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه الحقيقة العلمية، والتي يعتبر الغرب نفسه أنه هو أول من تحدث عنها! ....


طالما خاف الإنسان من النار، حتى نجد الأساطير قد نسجت حولها منذ آلاف السنين. وقد وصل الأمر بالخوف من النار عند بعض الشعوب قديماً إلى عبادتها، ومنهم من كان يسجد للشمس كرمز من رموز النار والحرارة.
ففي قصة سيدنا سليمان عليه السلام نجد ذكراً لهؤلاء الكفار على لسان الهدهد الذي أخبر سليمان بأنه رأى أناساً يسجدون للشمس من دون الله، وأن الشيطان هو من زيّن لهم هذه الأعمال، يقول تعالى على لسان الهدهد: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم) [النمل: 23-26].
سبحان الله! هذا كلام هدهد ليس من البشر بل هو من البهائم، فإذا كان هذا الطير البسيط قد أنكر السجود لغير الله تعالى، وهو يعلم بأنه لا إله إلا الله، فكيف بمن يجعل لله ولداً وشريكاً؟ وكيف بمن ينكر وجود الله تعالى؟ أليس هذا الشخص أضلّ من البهائم؟ بل إن البهائم تفهم أكثر منه!
في هذا البحث نتناول حقيقة علمية طالما درسناها في مختلف المراجع وهي تتعلق بإشعاع "الجسم الأسود" blackbody بمعنى آخر تتعلق بتدرج درجات الحرارة، أي علاقة لون النار أو الإشعاع بدرجة الحرارة.
وسوف نرى بأن الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه قد تحدث بدقة مذهلة عن هذه الحقيقة العلمية، والتي يعتبر الغرب نفسه أنه هو أول من تحدث عنها! وسوف نأتي أولاً بالحقائق العلمية التي اكتشفها علماء القرن العشرين، ثم نتأمل كلام النبي الأميّ عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرناً كيف تناول هذه الحقيقة وكيف تحدث عنها لنكتشف التطابق والتوافق بين العلم وكلام سيد المرسلين، وهذا يثبت أن النبي الكريم لا ينطق عن الهوى، بل كل كلمة جاء بها هي الحق!
إشعاع الجسم الأسود
يؤكد العلماء بأن لون الضوء الذي يشعّه الجسم المشتعل أو المحترق يتعلق بدرجة حرارة هذا الجسم، وهذه حقيقة لم تكن معروفة في الماضي، إنما هنالك قياسات حديثة أثبتت وجود هذه العلاقة. حتى إن العلماء يؤكدون بأن العامل الوحيد الذي يؤثر على لون الضوء الصادر من الجسم المسخّن هو درجة الحرارة. ولذلك يسمي العلماء هذه العلاقة "بدرجة حرارة اللون" .
عندما تزداد درجة الحرارة تنتقل الألوان من الطول الموجي الأكبر باتجاه طول الموجة الأقصر، أي من اللون الأحمر إلى اللون الأصفر فالأزرق فالبنفسجي وأخيراً فوق البنفسجي وأخيراً اللون الأسود.
لدى البدء بتسخين أي جسم فإن لونه يبدأ بالتغير من الأحمر، ثم عندما تزداد درجة الحرارة يصبح اللون أكثر بياضاً ويقترب من الأصفر. وإذا علمنا بأن اللون الأبيض هو مزيج من ألوان الطيف الضوئي السبعة، فإن اللون الذي يطغى خلال هذا التسخين هو الأبيض، أي مزيج من ألون قوس قزح السبعة.
وأخيراً عندما ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير، فإن الألوان تصبح قاتمة أو غامقة حتى تنتهي باللون الأسود، وهذا اللون لم يتم الحصول عليه بعد عملياً ولكن العلماء يؤكدون بأن اللون الأسود هو نهاية ألوان الطيف الضوئي الحراري . 
 
شكل (1) تسخين أي جسم سوف يعطي ضوءاً لونه أحمر في البداية، وكلما ارتفعت حرارة الجسم تدرج اللون باتجاه الألوان الفاتحة حتى يصل إلى الأبيض، وبعد ذلك وكلما ارتفعت درجة الحرارة يتدرج اللون باتجاه الألوان القاتمة نحو الأزرق الداكن.
حقائق علمية مؤكدة
بعد دراسات استمرت سنوات طويلة وضع العلماء قوانين فيزيائية مهمة أهمها قانون الإشعاع للجسم الأسود، وهذا القانون يقضي بأن كثافة الطاقة الضوئية تتناسب مع طول موجة الضوء ودرجة حرارة الجسم، أي أننا نستطيع أن نحدد لون الطيف الضوئي الذي يبثه الجسم الساخن فقط اعتماداً على درجة حرارته. أي أن هنالك علاقة مباشرة بين درجة الحرارة ولون الضوء.
ونجد في أقوال العلماء اليوم تأكيداً لهذه الحقائق، حتى إنهم يدرسونها في الجامعات اليوم، ويقولون :
As you can see, if you heat a blackbody to 1900K, it glows orange. As the temperature increases, the color of the radiated light moves to yellow, then white, and finally to blue.
أي " أنك تستطيع أن ترى إذا سخنت جسماً أسوداً إلى درجة حرارة 1900 درجة كلفن أن هذه الجسم يتوهج باللون البرتقالي، وعندما تزداد الحرارة يتحرك اللون الناتج عن الإشعاع باتجاه الأصفر، ثم الأبيض وأخيراً الأزرق".
وهذا الكلام يحدد الطيف المرئي للضوء، أما درجات الحرارة العالية جداً فيؤكد جميع العلماء أننا لا نراها، لأنها مظلمة!!
ويعتقد العلماء نظرياً بأننا إذا سخّنا الجسم إلى درجة حرارة لا نهائية فإن طول موجة الضوء الناتج ستكون صفراً!! أي أنه ليس هنالك أي ضوء، بمعنى آخر هنالك إشعاع أسود وتصبح عندها النار الناتجة عن احتراق هذا الجسم ذي درجة الحرارة اللانهائية سوداء مظلمة.
وهذا طبعاً كلام نظري أي لا يمكن تطبيقه عملياً، لأننا لا نستطيع رفع درجة حرارة الجسم إلى اللانهاية، هنالك حدود للحرارة لأن الحرارة العالية لا يستطيع أي جسم أن يتحملها.
 
شكل (2) إننا نرى من الألوان التي تصدرها النار فقط مجالاً محدوداً هو الطيف المرئي للضوء، ولكن بعد ذلك وعندما ترتفع درجة الحرارة كثيراً تختفي الألوان المرئية وندخل في نطاق اللون الأسود المظلم أي المجال غير المرئي.
أرقام وألوان
- يبلغ طول موجة اللون الأحمر 700 نانو متر، أما اللون البنفسجي فطول موجته 400 نانو متر.
- يبدو النجم ذو درجة الحرارة التي تكون بحدود 4000 كلفن لونه أحمراً.
- النجوم ذات الحرارة حتى 10 آلاف درجة كلفن تبدو بيضاء.
- النجوم التي درجة حرارتها أكبر من 10 آلاف كلفن تبدو زرقاء قاتمة .
- إذن نحن أمام تدرج: أحمر – أبيض – أزرق، ولكن ماذا بعد الأزرق؟
 
شكل (3) من هذا المنحني البياني نستطيع تحديد درجة حرارة أي لون، فاللون الأحمر هو لون له طول موجة كبير، ولذلك يعتبر من الألوان الباردة! أما اللون الأزرق الداكن فهو ذو طول موجة قصير ولذلك هو من الألوان الساخنة، وهكذا نستطيع أن نستنتج بأن أسخن الألوان هو الأسود!!
اللون الأحمر هو أول الألوان ظهوراً
عندما نسخن أي شيء ونرفع درجة حرارته فإن أول لون يظهر نتيجة احتراق هذا الجسم هو اللون الأحمر، ولذلك يعتبر العلماء أن اللون الأحمر هو أبرد الألوان!! على عكس ما نشعر.
 اللون الأبيض هو اللون المركزي
يقيس العلماء اليوم الألوان بدرجة الحرارة التي تعبر عنها، فدرجة حرارة اللون الأحمر هي بحدود 1800 درجة كلفن أما اللون الأبيض المصفر وهو لون وسط النهار عندما تكون الشمس مشرقة فهذا اللون درجة حرارته 6000 كلفن وأخيراً اللون الأزرق فحرارته 10000 كلفن، ومن هنا نخلص إلى نتيجة وهي أن اللون الأحمر أبرد من اللون الأزرق!! وهذه حقيقة علمية، لم يستطع العلماء الوصول إليها إلا مؤخراً بالأرقام والقياسات .
حتى إننا نجد الذين يتعاملون مع الألوان يجعلون من اللون الأبيض لوناً مركزياً ويطلقون مصطلحاً اسمه "توازن اللون الأبيض" .
اللون الأسود هو آخر الألوان ظهوراً
لا بدّ أننا سمعنا جميعاً بما أطلق عليه العلماء "الثقب الأسود" ، وهو نجم انفجر على نفسه وتهاوى ثم انضغط بفعل الجاذبية الفائقة وأصبح لا يُرى، أي هو جسم درجة حرارته عالية جداً ولا يمكن تصورها.
إن الثقب الأسود يمثل المرحلة النهائية من عمر النجوم ويمثل المرحلة النهائية من حرارة النجوم، وبالتالي فإنه يمثل المرحلة النهائية من ألوان النجوم.
وبالتالي يمكن القول بأن اللون الأسود هو آخر الألوان الحرارية، ولذلك أطلق العلماء على الجسم التخيلي الذي يعتمدون عليه في نتائج تجاربهم "الجسم الأسود"، وهم لم يصلوا إلى هذا الجسم بعد إلا نظرياً.
إذن نحن أمام ثلاثة ألوان رئيسية هي الأحمر، ثم الأبيض، وأخيراً الأسود وهو غير مرئي. وبالطبع يوجد بين هذه الألوان الثلاثة مراحل متعددة، أي أن ألوان الطيف الضوئي الناتج عن ارتفاع الحرارة يتدرج من الأحمر باتجاه البرتقالي فالأصفر ثم يصبح أبيضاً ثم ينحدر نحو اللون الأزرق فالبنفسجي ثم يتجاوز الألوان المرئية إلى الجانب المظلم، أي الطيف غير المرئي وينتهي بالأسود.
والآن نأتي إلى كلام حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وننظر كيف تحدث عن النار. وبعد أن رأينا العلم البشري وما توصل إليه من حقائق يقينية، نأتي إلى المعلم الأول: هل من معجزة نبوية في هذا المجال؟ وهل حدّد لنا الألوان كما رآها العلماء في العصر الحديث؟
الحديث النبوي المعجز
لقد جاء النبي الكريم في زمن كان المشركون فيه يقدّسون النار ويعبدونها، فقد كان الاعتقاد السائد عند هؤلاء أن النار إله ينبغي السجود له! فكيف تعامل الرسول الأكرم مع هذه القضية، وكيف تحدث عنها، وهل صحّح المعتقدات السائدة وقتها، أم ترك الناس على جهلهم؟
لقد تناول النبي الكريم الحديث عن ألوان النار من خلال تحذيره من عذاب الله تعالى. وقد استخدم معجزة علمية ليؤكد لكل من مشكك بأن هذه النار آتية لا محالة، وأن إخبار الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضمن إطار معجزة علمية هو تأكيد على صدق كلامه صلى الله عليه وسلم.
يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة) [رواه الترمذي].
وهنا يتدرج اللون حسب هذا الحديث من الأحمر إلى الأبيض انتهاء بالأسود!! وهذا يطابق تماماً العلم الحديث. وهنا يؤكد الحديث على أن المرحلة النهائية هي الظلمات، وهذه لا نراها في الدنيا ولكن العلماء أخبرونا عنها من خلال دراستهم للثقب الأسود.
يقول تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً) [الغاشية: 1-4]. وكلمة (حامية) تدل شدة الحرارة أي تدل على درجة حرارة عالية، ونجد فيها إشارة إلى عمليات إحماء للنار أي تسخين مستمر، وبالتالي تغير في الألوان. وهذا يؤكد صدق الحديث النبوي الذي اعتبره بعض العلماء حديثاً ضعيفاً .
ونود أن نشير إلى انه لا يوجد أصلاً كلام ضعيف أو قوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن كلامه كله حق وكله صحيح، ولكن المقصود بالحديث الضعيف هو أن أحد الذين نقلوا إلينا هذا الحديث مشكوك في صدقه أو ذاكرته أو سلوكه.
لذلك أي حديث نقرأه إما أن يكون صحيحاً أو غير صحيح، لا توجد مرحلة متوسطة، وبما أننا نرى أن هذا الحديث مطابق تماماً للعلم. وأن الحقائق التي وصل إليها العلماء عن علاقة لون النار بدرجة حرارتها لم تكن معروفة من قبل، ولذلك يستحيل أن يكون هذا الكلام من عند بشر غير رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان متصلاً بالوحي.
ولذلك ليس هنالك مشكلة في اعتبار هذا الحديث صحيحاً على هذا الأساس، لا سيما أننا نجده في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة.
إعجاز نبوي مذهل
1- لقد جعل العلماء من اللون الأبيض لوناً مرجعياً لتوازن الألوان، وهذا ما فعله النبي الكريم عندما اعتبر أن اللون الأبيض في منتصف الطيف: أحمر-أبيض-أسود.
2- إن العلماء يقفون عند اللون الأزرق لأنهم لا يدركون اللون الأسود أو الحرارة اللانهائية، ولكن النبي الكريم تناول من خلال هذا الحديث أشياء لا نراها ولكنها موجودة ويؤمن بها العلماء وقد رأوها من خلال الأرقام والحسابات.
3- لقد تدرج النبي الكريم في حديثه من اللون ذي الموجة الأطول، باتجاه اللون ذي الموجة الأقصر، أي من اللون الأحمر إلى الأبيض، ثم انتهى بالموجات القصيرة جداً وهذه لا يمكن رؤيتها فهي سوداء!! إن هذا التدرج في الألوان أو في الأطوال الموجية هو ما يتبعه العلماء اليوم حيث نلاحظ أنهم ينطلقون عادة في تصنيفهم للألوان من الأحمر باتجاه الأزرق.
4- تناول الحديث المراحل الزمنية لتغير الألوان، أي أن هنالك زمن ينقضي وهنالك عمليات إحماء وتسخين بنتيجتها تتغير الألوان، وهذا ما يتحدث العلماء عنه اليوم.
5- بما أن العلماء اليوم اكتشفوا أن لون الطاقة الحرارية يتعلق بدرجة الحرارة فقط، فإن النبي الكريم من خلال حديثه هذا يكون هو أول من ربط بين درجة الحرارة ولون هذه الحرارة قبل أن يكتشفها علماء الغرب بقرون طويلة!
6- إن الحديث أشار إلى تغير اللون مع تغير درجة الحرارة، فاللون الأحمر هو أبرد الألوان، وهذا ما يقوله العلماء اليوم، أما اللون الأبيض فهو اللون المركزي أو اللون المعتدل. بينما الألوان القاتمة تكون درجة حرارتها عالية جداً فهي ساخنة.
ردّ على شبهة
قد يقول من يريد أن يشك بهذا الحديث بأن النار لا تتطلب زمناً مقداره ألف سنة حتى تحمرّ، لأننا مثلاً نرى ضوء الشمعة يستغرق جزءاً من الثانية حتى يصل إلى اللون الأحمر، فما هو الجواب عن هذه الشبهة؟
إن النبي الكريم يتحدث هنا عن نار يوم القيامة وهي ليست كنار الدنيا التي نراها، بل إن كل ما نراه في الكون اليوم هو جزء من نار جهنم. ولذلك فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله إن كانت لكافية؟ فقال: إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً) [رواه البخاري]. ففي هذا الحديث إشارة واضحة إلى عظمة نار جهنم وشدة حرارتها، وأن النار يوم القيامة أعظم بكثير من النار التي نراها في الدنيا بسبعين ضعفاً.
وتأمل أخي القارئ النار التي تستغرق ألف سنة حتى تحمرّ ثم ألف سنة أخرى حتى تبيض ثم ألف سنة حتى تسودّ، وقد يكون كل يوم من هذه السنوات يساوي ألف سنة مما نعدّ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47]، تأمل كيف سيكون شكل هذه النار؟ وكيف ستتحمل أجسامنا ناراً كهذه إن لم يتغمّدنا الله في رحمته؟
وأخيراً
نقول لكل من يشك بيوم القيامة ويشك بعذاب الله ويشك برسالة الإسلام أن يقرأ قليلاً عن معجزات هذا النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه. وندعوه لتأمل هذه النفحات الإعجازية وأن يطرح على نفسه سؤالاً ويحاول الإجابة عنه: كيف علم النبي الكريم بتدرج الألوان هذا؟ وكيف علم بأن المرحلة النهائية لدرجات الحرارة ستكون اللون الأسود؟ وكيف علم بالعلاقة بين درجة حرارة النار ولونها؟ ونكرر قولنا لأولئك المستهزئين: ادرسوا حياة هذا النبي وتعاليمه وما جاء به من رحمة وهدى ونور، ثم ارسموا في أذهانكم وقلوبكم الصورة التي تناسب هذا النبي الرحيم.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا عذاب النار وحرّها وظلماتها، ونتذكر الأمر النبوي الشريف: (اتّق النار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة) [رواه البخاري]. اللهم اجعلنا من عبادك المُخلَصين، الذين قلتَ فيهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 65-66].
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين,,,
ــــــــــــــ
دمتم بخير.

أعياد المسلمين .

 أعياد المسلمين . أحبتي فى الله لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟  الحقيقة أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله ع...