28 سبتمبر 2013

الشفاء في تراب البحر .

الشفاء في تراب البحر .


كلما صدر بحث جديد في مجال من مجالات العلم وجدنا إشارة له في كتاب ربنا سبحانه وتعالى، والآن إلى هذا الاكتشاف ....

فريق من العلماء من جامعة أبردين في بريطانية بدراسة واستخراج المضادات الحيوية من أعماق البحار (على عمق أكثر من عشرة آلاف متر) حيث وجدوا أن الرواسب في قاع البحر تحوي مضادات حيوية قوية جداً تساعد على علاج الأمراض.
 
هذه الأسرار وغيرها هي نعمة من نعم الله تعالى علينا ولم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى أشار لوجود أسرار في البحر ينبغي علينا استغلالها، يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الجاثية: 12]. ومعنى (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) أي نبحث وننقب عن هذه النعم المجانية التي سخرها الله لنا من دون ثمن.. فالحمد لله على هذا العطاء.
ــــــــــــ
دمتم بخير.

21 سبتمبر 2013

إذا أردتَ النجاح... تعلم من النمل .

إذا أردتَ النجاح... تعلم من النمل .

دعونا نتعلم شيئاً من أسرار النجاح لدى النمل وكيف يعتمد أساليب محددة تجعله من أهم المخلوقات في التعاون والنجاح....

من منا لم يتعرض لضغوط نفسية أثناء العمل أو الدراسة أو في المنزل.. وكم مرة أحسسستَ بالفشل والإحباط ... وكم مرة شعرت بأنك لا تستطيع أن تفعل العمل الذس تريد أو تدرس الكتاب المطلوب منك.. وغالباً ما يشعر الإنسان بعدم التوازن وفقدان القدرة على التأقلم مع الظروف المحيطة... إذاً يمكن أن تجد حلولاً عملية عند عالم النمل!!
مع أن الدراسات أثبتت وجود أكثر من 11000 نوع من النمل، وملايين المستعمرات التي تحي مليارات النمل... إلا أنها جميعاً تعمل بدقة وكفاءة وتعاون وتنظيم حتى من دون وجود ملكة للنمل أو وجود قائد يقود المجموعة... كل فرد من أفراد النمل يعرف ما عليه القيام به.
وإليكم التقنيات التي يستخدمها النمل في حياته لتحقيق النجاح:
1- إياك واليأس! هذه قاعدة مهمة جداً مبرمجة مسبقاً في دماغ كل نملة تخلق حديثاً، فالله تعالى أودع في دماغها برامج معقدة تجعلها لا تفقد الأمل من النجاح، فهي تكرر المحاولة إثر المحاولة حتى تحقيق النجاح.
فقد تحاول النملة الحصول على الرزق والإمساك بالحبة أو ورقة الشجر وحملها ووضعها في المسكن وتبقى تحاول أكثر من مئة مرة، ولا تترك هذا العمل ولا تمل ولا تيأس، وهذا هو أحد أهم تقنيات النجاح في الحياة، كما يقول علماء النفس.

التعاون في عالم النمل من أهم طرق النجاح في العمل
2- التواضع والعمل بجد ونشاط وتقنية الإخلاص: هل تعلم أن النمل مخلص في عمله ويتقن أداء واجباته من دون أن يُطلب منه ذلك؟ هكذا وجد العلماء. كل نملة تقوم بالعمل على أكمل وجه، فلا غش ولا كذب ولا تلاعب ... بل عمل جاد مخلص، وهذا هو أساس النجاح، بل هو أساس النجاح في الآخرة أيضاً .. وهو الإخلاص.

التخطيط وتحديد الأهداف والتعاون الجماعي للحصول على الرزق
3- تقنية التضحية والإيثار! هل تعلمون أن النمل يضحي بنفسه وحياته من أجل حماية الآخرين وتأمين الراحة والغذاء لهم؟! فالنمل مهندس بارع في صناعة الجسور الحية على الرغم من الألم والتحمل والموت في سبيل بناء المستعمرة.. وسبحان الله، يقول علماء النفس إن التضحية من أهم أسرار النجاح في العمل..

الحرب والهجوم والمقاومة وإبعاد الأعداء عن المستعمرة أحد أساليب النجاح
4- تقنية التخطيط الجماعي والتعاون! فكثير من الناس يفشل بنتيجة الانفراد بالقرار وعدم التعاون مع الآخرين أو استشارتهم، وقد أثبت العلماء أن النمل لا يعمل أبداً بشكل فردي بل بشكل جماعي. والعمل الجماعي والتعاون هو أحد أهم مبادئ النجاح في الشركات الكبرى..

الحب والتعاون والإيثار بين الكبار والصغار ضروري جداً للنجاح والاستمرار
5- الهدف! وهو أهم أساليب النجاح في الحياة، فمن دون وجود هدف واضح لن تحقق النجاح. ويقول العلماء إن النمل يضع استراتيجية ويحدد أهدافاً قبل القيام بأي مهمة. ويوزع العمل حسب الاختصاص.. فهذه النملة تقوم بالحراسة، وتلك تقوم بالمراقبة والتحذير من وجود خطر، ونملة أخرى تربي الصغار، ونملة رابعة تدافع عن المستعمرة... وهكذا يعتمد النمل على توزيع الاختصاصات مثل الشركات الكبرى.

التخلص من العناصر الضارة في المستعمرة أحد أساليب النجاح في العمل
والآن أحبتي في الله! هل تعلمتم معي شيئاً من أسرار النجاح من هذا المخلوق الصغير والضعيف... ولكنه قوي بإرادته وعزيمته، وبالفعل هو مثال نحتذي به فهو مخلوق محكم الصناعة ويتجلى فيه إبداع الخالق ويستحق أن ينزل الله تعالى سورة باسمه ألا وهي سورة النمل التي قال الله تعالى في آية منها: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]..
ــــــــــــ
دمتم بخير.

19 سبتمبر 2013

ونهى النفس عن الهوى .

ونهى النفس عن الهوى.

اتباع الهوى والشهوات مضر بالإنسان ويسبب الإدمان تماماً مثل تعاطي المخدرات.. وهذا ما تؤكده دراسة علمية جديدة....

في دراسة جديدة أجريت عام (2012) تبين أن عملية وقوع الإنسان في الحب تتم خلال 1/5 من الثانية (خمس ثانية) حيث يستجيب الدماغ بشكل سريع للمرأة التي ينظر إليها الرجل وتنشط في دماغه منطقة محددة هي ذاتها التي تنشط أثناء ممارسة الجنس أو تعاطي المخدرات.
ولذلك يؤكد العلماء أن كثرة النظر إلى النساء يؤدي لتنشيط هذه المنطقة بشكل متكرر مما يجعل الدماغ يفرز كمية كبيرة من هرمون يدعى هرمون السعادة، وتحدث بنتيجة ذلك تفاعلات في هذه المنطقة تحرض الإنسان على الإدمان على النظر إلى النساء تماماً بنفس الطريقة التي يدمن يها الإنسان على المخدرات.
 
يقول العلماء إن الإدمان على النظر إلى النساء يؤدي لتلف في خلايا المخ وانخفاض أداء الإنسان وتراجع قدراته الذهنية... ومن هنا ندرك لماذا نهى الإسلام عن النظر للنساء واتباع الهوى وجعل الجنة ثمناً لذلك.
ولكن العلماء يقترحون علاجاً للتخلص من الإدمان على المخدرات أو التدخين أو الجنس... وذلك من خلال التحذير والتخويف من عواقب هذه العادات السيئة، وزرع الثقة بالنفس للسيطرة على النفس والتحكم بها وعدم الانقياد وراء شهواتها وهواها.
وسبحان الله ... القرآن أطلق هذا التحذير قبل أربعة عشر قرناً ليضمن لنا الحياة المطمئنة السعيدة، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 40-41]. وتأمل معي هذا التسلسل: (خَافَ) ثم (وَنَهَى) .. وتأتي النتيجة والمكافأة وهي الجنة. وقال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [ص: 26].
ولذلك فإن الذي يطبق تعاليم القرآن يعيش حياة هادئة ومستقرة على عكس الملحدين الذين تضطرب حياتهم ولا يعرفون معنى السعادة الحقيقية... فهل ننهى أنفسنا عن الشهوات ونتذكر ونعمل لما بعد الموت؟!
ــــــــــــ
دمتم بخير.

16 سبتمبر 2013

سرعة الإنسان أمام الكون .

سرعة الإنسان أمام الكون.

دعونا نقارن بين السرعة التي توصل إليها البشر والمسافات التي تمكنوا من قطعها وبين حجم هذا الكون ....

أحبتى فى الله نشر خبراً علمياً على موقع بي بي سي وأحببتُ أن أتأمل هذا الخبر معكم لنقارن أنفسنا وسرعتنا مع هذا الكون الذي يدعي الملحدون أنه وُجد بالمصادفة! الخبر كما يلي:
أكدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن المركبة الفضائية فويجر 1 أصبحت أول شيء من صنع الإنسان يغادر المجموعة الشمسية. وكان هذا المسبار قد أطلق قبل ستة وثلاثين عاماً، لكن العلماء يعتقدون أنه غادر مجموعتنا الشمسية في أغسطس / آب من العام الماضي، وهو الآن على بعد حوالي 19 مليار كيلومتر عن الأرض في جزء بارد ومظلم من مجرة درب التبانة.
وسيواصل فيوجر استكشاف هذا الجزء المجهول من الفضاء وسيقوم بإرسال صور ورسائل إلى أن تنفد طاقته بعد حوالي عشرة أعوام.
كيف نقرأ هذا الخبر
إذاً الإنسان تمكن من سبر أغوار الفضاء واخترع مركبة فضائية سريعة جداً ولكنها استغرقت 36 عاماً حتى تغادر المجموعة الشمسية، والشمس كما نعلم هي نجم من نجوم مجرة يبلغ عدد الشموس فيها أكثر من 100 مليار ...
إن سرعة هذه المركبة بحدود 62 ألف كيلومتر في الساعة، إذاً هي سريعة جداً وتستطيع أن تلف الأرض في 40 دقيقة فقط! وعلى الرغم من ذلك فإن سرعة هذه المركبة في الثانية الواحدة هي فقط 17 كيلومتر في الثانية.
دعونا الآن نقارن هذه السرعة التي صممها البشر بسرعة الضوء، إن الضوء يسير بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية، ويقطع في ساعة كاملة مسافة أكثر من مليار كيلومتر بقليل، أي أن الضوء إذا انطلق من الأرض فإنه سيغادر المجموعة الشمسية (19 مليار كيلومتر) خلال 19 ساعة تقريباً.
إن مجرتنا تمتد لمسافة تقدر بأكثر من 100 ألف سنة ضوئية، أي أن الضوء يحتاج مئة ألف سنة حتى يقطعها من طرفها إلى الطرف الآخر. ولكن ما هو الزمن اللازم للمركيةالفضائية إذا أرادت الخروج خارج مجرتنا؟
العلماء يقولون إن الأرض لا تقع في مركز مجرتنا بل على مسافة تقدر بثلاثين ألف سنة ضوئية، أي أن شعاعاً من الضوء إذا انطلق من أرضنا فإنه سيسير 30 ألف سنة حتى يخرج خارج المجرة. ولكن ماذا عن المركبة الفضائية؟ إن هذه المركبة إذا انطلقت اليوم من الأرض فإنها ستصل إلى حافة مجرتنا خلال أكثر من 500 مليون سنة!!
ولو تابعت هذه المركبة رحلتها حتى تصل إلى أبعد مجرة مكتشفة عند حافة الكون فإنها ستحتاج إلى أكثر من 350 تريليون سنة (التريليون هو ألف مليار)، فتصوروا معي كم سرعة البشر ضئيلة أمام حجم هذا الكون، وهل يتخيل إنسان عاقل أن يصل إلى هذه المجرات البعيدة؟

صورة تخيلية لمجرتنا التي تحوي مئة مليار شمس!! شمسنا تظهر في هذه الصورة كنقطة صغيرة لا ترى ولكن تم تكبيرها بالدائرة البرتقالية التي نراها في الشكل. تصوروا معي أن المركية الفضائية حتى لو بلغت سرعتها أقصى سرعة كونية وهي سرعة الضوء، فإنها ستستغرق أكثر من ثلاثين ألف سنة حتى تتمكن من مغادرة هذه المجرة!!
لذلك قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن: 33]. ومعنى السلطان هنا هو قدرة الله تعالى التي يمنحها لمن يشاء، كما حدث مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج عندما صعد خارج هذا الكون إلى السماء السابعة.
وهنا تتجلى أمامنا آية أخرى يقول فيها تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57]. فتصوروا معي كم هو عظيم هذا الكون... مسافات لا يمكن لأحد أن يتصورها... وكل هذا هو جزء من الكون المرئي حيث يؤكد العلماء أننا لا نرى من الكون إلا أقل من 1 % ومعظم مادة الكون لا تُرى... ولذلك أقسم الله تعالى بهذه الأشياء التي لا نراها فقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ *وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحافة: 38-40].
إن مركبة فوياجر الآنفة الذكر قد استغرقت 36 سنة حتى غادرت مجال شمسنا، وهناك علماء قاموا بتصميم هذه المركية وماتوا قبل أن تخرج هذه المركبة خارج المجموعة الشمسية، فكم من الأجيال سيموتون قبل أن تصل هذه المركبة لأقرب نجم إلينا بعد 75 ألف سنة!!
ولا نملك إلا أن نقول: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191].
ــــــــــــ
دمتم بخير.

13 سبتمبر 2013

الخشوع طريق النجاح .

  الخشوع طريق النجاح .

هل تريد أن تصل لقمة النجاح في عملك أو دراستك أو حياتك الاجتماعية؟ الحل من القرآن الكريم... لنتدبر هذه الآية ....
أحبتى فى الله عندما نقرأ سورة المؤمنون التي تبدأ بقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2]، ونتساءل: ما هي علاقة الفلاح وهو النجاح بالخشوع؟ 
فالخشوع هو الطريق الأقصر للنجاح في الدراسة أو العمل أو النجاح في الحياة الاجتماعية أو في اتخاذ القرار السليم والخشوع هو الطريق الأقصر للنجاح في تحقيق السعادة في الدنيا، ولكن كيف يكون ذلك، وما هي علاقة الخشوع بهذه المسائل؟
1- يقول علماء النفس في دراساتهم العلمية حول أسرار النجاح: إن أكثر ما يفقد الإنسان فرص النجاح في حياته هو تشتت التفكير وعدم التركيز، وينصحون بضرورة ممارسة التأمل والنظر إلى شيء ما لأن ذلك يساعد على تركيز الفكرة وبالتالي اتخاذ قرارات صحيحة.
2- تؤكد الدراسات العلمية أن التأمل لفترات طويلة يساعد النظام المناعي على أن يكون نشيطاً ويؤدي عمله على أكمل وجه ويقاوم مختلف الأمراض، وبالتالي يكون الجسم صحيحاً وخلايا الدماغ نشطة مما يساعد على اتخاذ قرارات صائبة وزيادة فرص النجاح. مع العلم أن ما يسميه العلماء بالتأمل هو جزء من الخسشوع الذي نمارسه في صلاتنا.
3- الخشوع في الصلاة يعني التفكير بعمق في معاني الآيات حيث تتضمن هذه الآيات معاني كثيرة تغير حياة الإنسان بالكامل نحو الأفضل. فالله تعالى يأمرنا بالطهارة والصدق وحسن الخلق والصبر وبر الوالدين والإحسان للآخرين... وينهانا عن الخمر والزنا والفساد في الأرض وينهانا عن إيذاء الآخرين وينهانا عن الفواحش وكل ما يضر الصحة... وبعد تدبر وتطبيق هذه التعاليم يصيح المؤمن أكثر صحة وقوة وتوازناً... ويساعده هذا على النجاح أكثر في الحياة وفي جميع المجالات.
4- تؤكد جميع الأبحاث العلمية أن المحافظة على نظافة الجسد وطهارته والالتزام بمواقيت الصلاة يجعل المؤمن أكثر نشاطاً وانضباطاً وبالتالي يساعده هذا الأمر على النجاح في حياته العملية. كذلك فإن ممارسة الخشوع تجعل الإنسان أكثر سعادة، أي أن الخشوع هو طريقة سهلة لعلاج الاكتئاب أيضاً.
5- كما أن الخشوع لله يمنح الإنسان ثقة عالية بنفسه وبقدراته على النجاح لأنه يتصور أن الله تعالى معه، وأن الله سيذلل له المصاعب ويدله على الطريق الصحيحن وهذا الإحساس يساعد الإنسان كثيراً على النجاح في العمل أو الدراسة.
6- النص القرآني الكريم ربط بين ثلاثة محاور أساسية وهي: الإيمان (الْمُؤْمِنُونَ) – الصلاة (صَلَاتِهِمْ) – الخشوع (خَاشِعُونَ)، والإيمان هو عمل القلب أما الصلاة فهي عمل الجوارح أو الأعضاء والخشوع هو عمل القلب، وهنا نلاحظ أن الله تعالى أعطى أهمية أكبر لعمل القلب ليدلنا أن الهدف من الصلاة ليس مجرد القيام والركوع والسجود كأعمال بدنية إنما المقصود هو زيادة الإيمان واليقين والخشوع..
7- إن القرآن في هذا النص ربط بين النجاح والخشوع وهذا مطابق للدراسات العلمية التي تؤكد على أهمية التأمل في النجاح، وبالتالي فإن القرآن أحقّ أن يُتّبع لأن تعاليم القرآن تضمن لنا النجاح والسعادة.
وأخيراً دعونا نعيد قراءة النص الكريم: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2]، ونتساءل: هل أصبح للخشوع معنى أعمق وأهم في ممارسة هذه العبادة؟ وهل نطبق هذا الخشوع في حياتنا: في الصلاة وفي تلاوة القرآن وفي الدعاء... وحتى أثناء معاملة الناس نكون خاشعين لله تعالى فنرحم الآخرين ونساعدهم ونفعل الخيرات... عسى الله أن يرحمنا في الدنيا والآخرة.
ــــــــــــ
دمتم بخير.

الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً .

  الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً .

 
 
نتابع رحلة التأمل في آيات قرآنية تنطق بواقعنا اليوم وتصوره تصويراً دقيقاً.. وهذا يثيت أن القرآن صالح لكل زمان ومكان....

آيات طالما فسرها المفسرون على أنها نزلت في حق اليهود والنصارى الذين حرفوا كلام الله تعالى، واشتروا به ثمناً قليلاً، وكتموا الحقيقة مقابل المال والسلطة... فهؤلاء لهم عذاب أليم يختلف عن عذاب الكافر العادي... ولكن هل هذا كل شيء؟
أحبتى فى الله لو تأملنا واقعنا اليوم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، وجدنا أن هذه الآيات تصور لنا الواقع اليوم، وهذا يدل على إعجاز هذه الآيات وأن القرآن لم ينزل لفترة محددة بل كل آية فيه تصلح لعصرنا هذا، وليس كما يدعون أنه نزل لعصر محدد وفي ظروف محددة.
فكم من علماء المسلمين اليوم يحرّف الحقائق ويصدر الفتاوى ويضلّ الناس بعلم أو بغير علم، وذلك مقابل المال أو الشهرة أو قليل من السلطة... وكم من الفتاوى بدأت تظهر اليوم على عكس السنوات الماضية، وعندما نرجع لخلفية هذا العالم أو ذاك نجده قد قبض المال مقابل هذه الفتاوى بطريقة أو بأخرى. حيث نجد صاحب الفتوى ينال من الشهرة والمال بقدر خدمته لأعداء الإسلام، ونجد المواقع الإلحادية والعلمانية هي أول من ينشر ويروّج لهذه الفتاوى ليقولوا للناس: انظروا هذا هو الإسلام!!
الأسلوب الجديد لتحريف القرآن
ولذلك نجد أن كل فتوى لا تتفق مع ديننا الحنيف نجدها منشورة على المواقع المعادية للإسلام، وبنفس الوقت نلاحظ استضافة هذا العالم وظهوره على فضائيات لم يكن ليحلم بها، ونجده يعيش في مستوى مادي لم يكن ليحلم به... ولكن ما هو الثمن؟ إنه تحريف كلام الله! ولكن ليس التحريف بتغيير الكلمات عن مواضعها لأن الله حفظ كتابه إلى يوم القيامة.. ولكن التحريف هنا بتشويه معنى الآية وتحريف تفسيرها وتشكيك الناس بعقيدتهم.
تحريف معنى آية الحجاب
فهذا العالم يقول إن الحجاب عادة وليس عبادة .. وآخر يقول إن الحجاب ليس من الإسلام .. وسبحان الله، إذا لم يكن الحجاب ليس فريضة، فما هو الذي يميز المرأة المسلمة عن غيرها؟ وإذا خرجت المرأة المسلمة متبرجة فمن يضمن لنا حمايتها من التحرش والأذى ... ومن يحمي الشباب المسلم من الفتنة في هذه الحالة؟
إذا كانت كل الدراسات العلمية أثبتت بأن النظر إلى المرأة المتبرجة يدمر خلايا الدماغ، ويعطل أجزاء من المخ تتعلق بالذاكرة واتخاذ القرار... وكل الدراسات العلمية تؤكد أن كشف وتعريض أجزاء من جسد المرأة لأشعة الشمس يسبب السرطان.. وكل العلماء أثبتوا أن السبب الرئيسي لزيادة جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي هو التبرج... وسبحان الله يأتي بعض من ينتسبون للإسلام ليقولوا إن الإسلام لم يفرض الحجاب... ولم يبقَ إلا أن يحلّوا الخمر والفاحشة...
تحريف معانى آيات العبيد والإماء
عالم آخر ينتقد أحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بحجة أنها لا تتفق مع القرآن حسب فهمه أو منطقه، ويريد أن يلغي معظم الأحاديث التي يقوم عليها الدين ويزعم أنه يدافع عن الدين!! وسبحان الله، وكالعادة نجد مثل هؤلاء الكتاب ينشرون أبحاثهم في مواقع الإلحاد... فهل هذه خدمة للإسلام أو خدمة مجانية للإلحاد؟
وأصبحت أسهل طريقة للشهرة أن تطعن في الإسلام، فتثير قضايا غير موجودة اليوم ولا نستطيع الحكم عليها لأنها اختفت منذ زمن بعيد، وقد كانت مقبولة في منطق ذلك الزمن أما اليوم فنجدها غريبة وغير مقبولة... مثل ملك اليمين والجواري والسبايا والعبيد ... فما الفائدة من إثارة هذه المواضيع إلا خدمة أعداء الدين؟؟
فنظام العبيد والإماء كان منتشراً قبل الإسلام وجاء الإسلام ونظم هذه الظاهرة ووضع قوانين من خلالها يضمن الحماية والسلامة لهؤلاء العبيد والأيامى.. ومعظمهم كان يدخل في الإسلام طواعية وكانت هذه القوانين سبباً في دخول الكثيرين في دين الله... وهذه القوانين الخاصة بتنظيم العلاقة بين الرجل وما يملكه من عبيد وإماء، وهي قوانين صارمة ساهمت في نشر الإسلام وليس في نشر الفاحشة!!
ولم نعلم أبداً بأن الفاحشة انتشرت بين المسلمين بسبب هذه الظاهرة، على عكس التحرر الذي ينادي به العلمانيون اليوم والذي كان سبباً في انتشار الزنا والشذوذ بنسب مرعبة والأرقام التي تقدمها الأمم المتحدة عن أعداد المصابين بأمراض جنسية معدية هي خير دليل على أن نظام التحرر العلماني فاشل ويؤدي إلى التهلكة... بينما نظام الإماء والجواري كان ناجحاً لأنه ساهم في القضاء على هذه الظاهرة ظاهرة العبيد والإماء... ومع مرور الزمن اختفت هذه الظاهرة.
تحريف معاني آيات حرية الاعتقاد
وعندما تواجه الملحدين صعوبة في ردّ بعض المسلمين عن دينهم يستدعون بعض العلماء المتأسلمين بشكل خفي ويطلبون منهم فتوى حرية الاعتقاد فيقولون كلاماً حقاً يرادبه باطل، فيقولون إن بإمكان المسلم أن ينتقل لدين آخر بحرية دون قيود أو مساءلة.. فالله تعالى يقول: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف: 29]، ويتناسوا بقية الآية: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا) [الكهف: 29]. فلا يذكرون عقوبة ذلك الكافر المرتد عن دينه وأنه سيكون خالداً في النار.
يقول تعالى: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 217]. ونقول إذا كان هناك شخص يريد أن ينتحر فهل نتركه يقتل نفسه بحجة الحرية الشخصية؟ وإذا قرر شخص ما أن يحرق الشقة التي يعيش فيها فهل من المنطق أن نتركه يفعل ذلك ويسبب الأذى لجيرانه ومن حوله بحجة أنه حرّ فيما يريد؟؟
فالله تعالى أعطى حرية الاعتقاد وحرية الانتقال لدين آخر وحرية الكفر والإلحاد ولكن لا يسمح بنشر الإلحاد والعلمانية والفاحشة والشذوذ بين الناس، فأنت حر في اعتقادك بشرط ألا تسيء للآخرين، وألا تجاهر بالمعصية وألا تفتن الناس وتشككهم في عقيديتهم...
خدعة "القرآنيون"
أما أولئك القرآنيون - والقرآن منهم بري - فاتخذوا كلمة حق يُراد بها باطل.. وادعوا أن كل ما يتفق مع القرآن من كلام النبي الكريم فهو حق وما دون ذلك فهو الباطل!! وسبحان الله، متى كان كلام رسول الله يتناقض مع كلام الله! إنها حجة واهية لضرب الإسلام من الداخل... وهذه طريقة خبيثة يتقنها أعداء الإسلام...
وبالنتيجة وصل هؤلاء إلى أن معظم أحاديث النبي الكريم لا تتفق مع القرآن حسب فهمهم للقرآن. وبالتالي أبطلوا مفاهيم إسلامية كثيرة على رأسها الحجاب والجهاد والإسلام السياسي... ووصلوا إلى نتائج تجعلهم يقبلون حتى بالشذوذ الجنسي... سبحان الله، بحجة أنه لا يوجد تحريم قاطع في القرآن حسب تفسيرهم لآيات القرآن!!
ومشكلة هؤلاء أنه لا يوجد بينهم عالم واحد في علوم وأصول الحديث... فالمقياس لديهم هو فهمهم للحديث فإذا اتفق مع عقولهم المحدودة قبلوا به وإلا يرفضونه ... وهكذا وجدوا أنفسهم أمام أحاديث كثيرة لا تتفق مع منطقهم وبالتالي شككوا الناس في هذه الأحاديث، ولو كان لديهم أسلوب البحث العلمي وأثبتوا بشكل علمي أن هذا الحديث ضعيف فلن يستطيع أحد أن يرفض أبحاثهم، أما أن تعتمد أبحاثهم على الفهم الخاص لكل واحد منهم فهذا ليس أسلوباً علمياً، بل هو مجرد أسلوب فاشل للطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم... ويقولون إنهم يدافعون عن النبي؟؟!
جعلوا الإسلام أنواعاً
وهكذا أحبتي فى الله وكما تلاحظون ليس المقصود هو الدفاع عن الإسلام أو تنقيته من الشوائب أو ما يسمونه الإسلام المعتدل، حيث ليس هناك إسلام معتدل وآخر متطرف.. وكأننا أمام ديانتين متناقضتين، الإسلام كله رحمة وكله تسامح ومحبة وعدل... ولكن هذه المفاهيم لا تتحقق إلا باتباع تعاليم محددة، وحتى الدول الغربية اليوم تتغنى بالرحمة بالحيوان، وهم يرون ملايين الأطفال يموتون أمام أعينهم جوعاً في بلاد فقيرة هم من أفقرها ونهب خيراتها....
لماذا نعتقد أن العالم يتآمر علينا!!
وقد يقول قائل: لماذا نظرية المؤامرة، ولماذا هذه الحرب على الإسلام بالذات؟ ونقول: إن تعاليم الإسلام قوية جداً وقابلة للانتشار بسرعة، وحسب التقارير الأخيرة الصادرة عن هيئات علمية غربية، وجدوا أن الإسلام هو الدين الأسرع انتشاراً والأكثر قابلية للتأقلم مع كافة الظروف، وهو الدين الأكثر قدرة على الصمود في وجه المتغيرات... ولذلك فهو الدين المرشح ليحكم العالم من جديد!!
عندما يقول علماء ملحدين هذا الكلام، ماذا يعني؟ إنه يعني أن الإسلام إذا انتشر سيحصد رؤوس الكفر والإلحاد في العالم ويعطل مصالحهم وأطماعهم وشهواتهم... وبالتالي لابد من حرب منظمة وهادئة ومدفوعة الثمن... وهذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم للأسف، ومعظم المسلمين غافلون عن هذه الحقيقة.
القرآن يصور لنا هذا الواقع المؤلم
والآن أحبتي فى الله دعونا نتساءل: هل من آيات تصور لنا هؤلاء العلماء المتأسلمين الذين شوهوا صورة الإسلام خدمة رخيصة لأعداء الإسلام؟ نعم، إنها آيات تؤكد العذاب الشديد والمميز لأمثال هؤاء الذين يقبضون ثمن هذه الفتاوى... وقد ذكرهم القرآن لنحذر منهم..
يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 77- 78].
تأملوا معي الوصف الدقيق كيف فصّل الله تعالى حالتهم بشكل علمي ومنطقي كما يلي:
1- دائماً الذي يصدر الفتاوى الباطلة يكون هدفه المال وقبض ثمن هذه الفتاوى ولذلك بدأت الآية الكريمة بهذا الأمر لأنه مفتاح الفتنة: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا)... فمهما كان الثمن فهو قليل لأنه زائل ولن يبارك الله فيه لأنهم عاهدوا الله والناس على الصدق وقول الحق ثم نكثوا هذا العهد وقبضوا ثمن ذلك في الخفاء.
2- ثم ينقلنا الله مباشرة إلى النتيجة بل هي خمسة نتائج كما يلي: (أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، فالثمن الذي أخذوه في الدنيا سوف يحرمهم الحظ والجنة والنعيم في الآخرة، ليس هذا فحسب بل لن ينالوا شرف ولذة وسعادة النظر إلى الله والكلام معه يوم القيامة (وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ... ولن يزكيهم – كما كان الناس يزكونهم في الدنيا – وهذه عقوبة نفسية أثرها أشد من العقوبة الجسدية، وآخر نتيجة هي عذاب أليم (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
3- ولكن لماذا استحقوا هذه العقوبة الكبيرة، يأتي الجواب في الآية التالية: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ)، فهؤلاء يقولون مثلاً: إن الله تعالى أحلّ التعامل مع البنوك الربوية وهذا هو القرآن، فيحسب الناس أن القرآن بالفعل أحل الربا فيضعون أموالهم في هذه البنوك غير الإسلامية، ويحققون مكاسب مادية هائلة بسبب هذا التدليس على كتاب الله تعالى، فيوهمون الناس أن هذا هو الحلال الذي أقره القرآن.
4- ليس هذا فحسب بل يدعون أن هذه الأحكام وأخطرها مثلاً قتل من يخالفك في الرأي أو تكفيره... والتي انتشرت في عصرنا هذا بشكل مرعب، فتجد هؤلاء العلماء – وما هم بعلماء - يؤكدون أن هذه الأحكام من عند الله ولذلك قال تعالى: (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)، ولا تجد على لسانهم إلا قال الله وقال رسوله.. ونقول: من الذي يملك حق تكفير العباد إلا الذي خلق العباد!
5- وأخيراً ربما يقول قائل إن هذا العالم اجتهد فأخطأ فله أجر وليس عليه ذنب، ولذلك أوضح لنا الله أن قولهم هذا كذب وافتراء على الله وهم يعلمون ذلك ولكنهم يزورون الحقيقة، ولذلك ختم الآية بقوله: (وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)... سبحان الله، أخبرتنا هذه الآية فعلاً بما تُكنّ صدروهم وما تخفي قلوبهم، إذاً هم يفترون على الله الكذب على علم منهم والهدف هو متاع الدنيا الفانية.
وتأملوا معي أيها الأحبة كيف بدأت الآية بالحديث عن الثمن (ثَمَنًا قَلِيلًا)، وانتهت بالحديث عن العلم (وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، وبالفعل أول شيء ينكره هؤلاء هو قبضهم لثمن هذه الفتاوى، وعندما يتهمهم أحد بذلك يغضبون أكثر من اتهامهم بالكفر مثلاً.. وأكثر شيء أيضاً يخفونه هو أنهم يكذبون، بل يؤكدون ويحلفون بالله أنهم على الحق وأنهم صادقون وهم يعلمون أنهم كاذبون.. سبحان الله.
آيات أخرى تصف لنا هذا الواقع
إن الذي يتأمل كتاب الله تعالى يجد الكثير من الآيات تصف لنا أمثال هؤلاء، مع العلم أنها نزلت أساساً في مناسبات أخرى لتخبر عن اليهود والنصارى والمشركين... ولكن من إعجاز القرآن أنها تنطبق على عصرنا هذا.
يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) [البقرة: 174-175].
وسبحان الله، بنفس الطريقة يصور لنا الله تعالى عاقبة كل من يصدر فتوى لهدف سياسي أو لمكاسب مادية... هؤلاء يجب أن يعلموا بأن هذا المال الذي أخذوه ليس مالاً بل ناراً تشتعل في بطونهم: (مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ)... وفي الآخرة عقوبة أشد نفسية... (وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ) وعقوبة وجسدية (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)..
فهؤلاء في الحقيقة باعوا الهدى والمغفرة بثمن قليل وأبدلوا ذلك بالضلالة والعذاب... فلا يملكون شيئاً يوم القيامة إلا الصبر على نار جهنم (فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)... فكم سيصبرون وهل يستحق المال والشهرة والسلطة كل هذا الصبر على النار؟!
نسأل الله تعالى أن يهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنه... إنه على كل شيء قدير.
ــــــــــــ
دمتم بخير.

9 سبتمبر 2013

معجزة الكلام عند الإنسان

معجزة الكلام عند الإنسان

 
إنها معجزة لا تزال تحير العلماء ولم يجدوا لها تفسيراً، ولكن القرآن أشار إلى هذه المعجزة ... لنتدبر هذه الآيات العظيمة....
يقول العلماء إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي تمّ تصميمه ليكون ناطقاً. فالإنسان مجهز بالبرامج والوسائل والأجهزة الحيوية التي تمكنه من تعلم الكلام بسهولة، ولذلك فإن هذه العملية لا تخضع للتطور "المزعوم" ولو كان النطق وتعلم الكلام يتم عن طريق التطور لكانت بعض الحيوانات لديها قدرة على الكلام، مثلاً القردة!!
إنها أسئلة كثيرة يطرحها العلماء: لماذا الإنسان فقط يملك هذه القدرة على الكلام؟ إن الجواب نجده في القرآن الذي يتحدث عن تكريم الله للإنسان، يقول تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].
لقد حاول العلماء على مدى مئة سنة أن يعلّلوا الشمبانزي بعض الحروف، ولكن المحاولات باءت بالفشل. ومع أن دماغ هذه الحيوانات كبير وحجمه مناسب جداً للتعلم إلا أن القرود لا تملك القدرة على الكلام أو حتى تقليد الكلام.
إن جهاز الصوت موجود لدى الحيوانات، فالإنسان لديه حنجرة والحيوانات مثل الكلب لديه حنجرة، وهي تعمل بنفس الآلية التي تعمل بها حنجرة الإنسان، ولكن الإنسان يتعلم النطق بسهولة وبعملية لا لإرادية، بينما نجد بقية الحيوانات عاجزة عن القيام بذلك.
تجارب البروفسور وليام فايفر، أظهرت أن الطفل المولود حديثاً ينشط دماغه أثناء سماعه لصوت أمه! فقد قام بتجربة على مولود عمره عدة أيام فقط، وقام بمراقبة دماغه والنشاط الكهربائي الذي يحدث في الدماغ نتيجة تفاعله مع الأصوات، وقام بإسماعه مجموعة أصوات لأناس غرباء فلم يبدِ دماغ الطفل أي استجابة.
ولكن هذا الطفل بمجرد أن سمع صوت أمه (من دون أن يراها) نشط دماغه بصورة ملحوظة وتفاعل معه... وسبحان الله! لقد أثارت هذه التجربة دهشة العلماء فما هي حقيقة الأمر؟
الأجنة تقلد نبرة صوت الأم أثناء الحمل
في بداية عام 2010 أعلن باحثون ألمان أن الجنين يبدأ بتعلم نبرة حديث الوالدين خلال وجوده في رحم الأم! فبعد دارسة شملت أكثر من 60 طفلا حديث الولادة، قامت بها جامعة ورزبورج الألمانية ونشرت في مجلة "علم البيولوجيا المعاصر" تبيّن أن المواليد الجدد يحاولون الارتباط بأمهاتهم عن طريق تقليدهن.

يشير البحث الجديد إلى أن الأجنة تتأثر بأصوات أول لغة تخترق جدار الرحم. وتقول الباحثة كاثلين فرميكة إن ما توصلت الدراسة الجديدة لم تثبت أن الأجنة قادرة على إصدار أصوات بنبرات مختلفة لكنها تفضل أيضاً أن تصدر إيقاعات صوتية مماثلة لإيقاعات اللغة التي سمعتها خلال الحمل.
من المعروف أن الأجنة قادرة على تذكر الأصوات التي تسمعها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل وأنها تتأثر بشكل خاص بالإيقاعات الموجودة في الموسيقى والأصوات البشرية. ونحن نقول: إن صوت القرآن هو أفضل صوت يمكن أن يسمعه الجنين، فننصح كل أم بأن تقرأ القرآن بصوت مرتفع قليلاً كل يوم وبخاصة في الأشهر الأخيرة للحمل.
إن الدراسة الجديدة - وبعكس التفسيرات الجامدة - تؤكد أهمية مرحلة وجود الجنين في رحم الأم فيما يتعلق بتطور اللغة لديه لاحقا". فالمواليد الجدد ينزعون إلى تقليد أمهاتهم بغرض لفت اهتمامهن وتعزيز الصلة بهن عن طريق تقليد إيقاعاتهن الصوتية لأن المواليد الجدد قد لا يمتلكون وسيلة غير ذلك وهو ما يفسر تقليدهم للإيقاعات الصوتية للأم في مرحلة مبكرة من أعمارهم.
البروفسور نوام شومسكي عالم اللغة الشهير يؤكد أن الطفل مصمم ليتعلم اللغة وينطق بها، فهو يتمتع بذكاء فطري وقد تمت تهيئته لذلك منذ أن كان نطفة!
 
البكاء هو أول لغة يتعلمها الإنسان للتعبير عن احتياجاته، ويقول العلماء إن الطفل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره يتعلم بحدود 5000 كلمة! إن الطفل يمتلك قدرة فطرية على تنظيم الكلمات العشوائية، فسبحان هذا الخالق العظيم الذي كرّم الإنسان ومنحه هذه القدرات، ولكن للأسف عندما يكبر يستخدمها لمحاربة خالقه والإفساد في الأرض وإنكار وجود الله، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6-8].
تجارب على الطيور
قام العلماء بتجربة مثيرة وهي عزل طير مغرد وحجبه عن أبويه في غرفة منعزلة تماماً، وكانت النتيجة أنه لم يتعلم التغريد، بل أصبح له صوت غير محبب يشبه النعيق! ولكن التجربة لم تنته بعد.
لقد جعل العلماء هذا الطائر يتكاثر مع أنثى وأخذوا البيوض وجعلوها تفقس في مكان وجود الأب، وكانت النتيجة أن الطيور الجديدة تعلمت صوت الأب وأصبح لها صوت :نعيق" يشبه صوت الأب إلى حد ما. ولكن العلماء أخذوا الطيور الجديدة وجعلوها تتكاثر لمرتين وكانت المفاجأة أن الجيل الرابع من الطيور تعلم التغريد!
فما تفسير ذلك، التفسير العلمي أن غريزة التغريد موجودة مع الطيور وتُخلق معه،و يمكن أن تتعطل مؤقتاً ولكنها سرعان ما تعود وتنشط، وهذا أيضاً يناقض التطور المزعوم!!
أصول اللغة تكمن في الجينات
بعد دراسات طويلة تبين للعلماء ومن خلال تجارب على أناس تعطلت لديهم القدرة على الكلام بنتيجة حادث ما، وتجارب أخرى على أناس لديهم خلل وراثي في النطق، تبين أن اللغة تكمن في الشريط الوراثي المسمى DNA وتحديداً في جينة تدعى FoxP2 هذه الجينة موجودة لدى الكائنات ولكنها في الإنسان لها شكل مختلف، ويقول العلماء إن شكل الجينة المميز لدى الإنسان بدأ مع ظهور الإنسان على الأرض.
علّمه البيان
لقد أنزل الله سورة عظيمة وهي السورة الوحيدة التي تحمل اسماً من أسماء الله الحسنى، إنها سورة الرحمن التي يقول فيها تبارك وتعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4]، هذه الآيات تعلمنا كيف منّ الله على الإنسان بنعمة "البيان" فلم يقل "علمه الكلام" لأن تعلم الإنسان للغة أو الكلام ليس كافياً إنما يجب عليه ربط الكلمات ببعضها واسترجاعها عند الضرورة.
فالإنسان لديه مركز مهم جداً وبدونه لا يمكنه التعبير، إنه مركز استرجاع الكلمات ويقع في منطقة الناصية في مقدمة الدماغ! ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية هذا المركز بل ويسلمه لله تعالى في دعائه فيقول: (ناصيتي بيدك)، فعندما يتعطل هذا المركز فإن الإنسان لا يفقد القدرة على الكلام بل يتكلم، ولكن لا يستطيع الربط بين الكلمات، وبالتالي يفقد قدرته على البيان والإيضاح والتعبير، ولذلك قال تعالى: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).. فسبحان الله!
اختلاف ألسنتكم
لقد لاحظ العلماء أن الإنسان لديه قدرة فطرية على تطوير اللغة!! فقد قاموا بتجربة ومحاولة لتعليم طلاب لغة جديدة عشوائية، أي وضعوا كلمات بحروف عشوائية لا معنى لها وليس بينها أي رابط، ووجدوا أن الطلاب لم يتمكنوا من تعلم أي كلمة من هذه الكلمات.
ولكن بعد مرور عدة أشهر استطاع الطلاب تغيير هذه الكلمات عشوائية الحروف وتنظيمها بحيث يسهل حفظها، وبعد زمن تم تناقل هذه الكلمات من طلاب لآخرين (من مجموعة لأخرى) وكل مجموعة كانت تجري تعديلات على الكلمات حتى أصبحت الكلمات منطقية وسهلة الحفظ، وهذه العملية تمت بشكل لاإرادي.
وهكذا استنتج العلماء أن الإنسان مزود بنظام خاص قادر على تطوير اللغة خلال أجيال متعددة وهذا ما يفسر سرّ اختلاف اللغات حيث يوجد في العالم اليوم أكثر من أربعة آلاف لغة.
هناك آية عظيمة تشير إلى هذه الحقيقة وتعتبرها معجزة من معجزات الخالق عز وجل: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22].
فكما أن ألوان البشر تختلف من بيئة لأخرى كذلك تختلف اللغة من بيئة لأخرى، وأصول التغيير تكمن في جينات الإنسان في أعماق خلاياه، وهذه الآية تذكرنا بنعمة الله على البشر، وأن هذه المعجزات ينبغي أن تكون وسيلة للعلماء لمعرفة الله تعالى ولذلك قال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)... نسأل الله تعالى أن نكون من عباده العلماء الذين قال في حقهم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28].
ــــــــــــ
دمتم بخير.

أعياد المسلمين .

 أعياد المسلمين . أحبتي فى الله لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟  الحقيقة أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله ع...