31 مايو 2016

عذاب القبر حقيقة واقعة


 


فيما يلي تحليل علمي يؤكد وجود عذاب القبر بل إن الكافر يُعذب منذ لحظة الموت.. أما المؤمن فهو في حالة نعيم وفرح وسرور منذ لحظة الموت وما بعده....

أنكر بعض الباحثين عذاب القبر بحجة أن القرآن لم يتحدث عنه! والحقيقة لا يمكن لأي إنسان مهما بلغ من العلم أن يعلم بالضبط كل ما أشار إليه القرآن، لأن حدود معرفتنا البشرية ضئيلة جداً بمقدار المعلومات الموجودة في القرآن الكريم الذي هو كتاب الله تعالى والذي تعهد الله في آية من آياته أن معجزات هذا الكتاب ستكون مستمرة إلى يوم القيامة.
قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53]... هذه الآية تؤكد أن القرآن يحوي آيات أو معجزات سوف تنكشف على مرور الزمن، وحتى يتبين لكل مشكك أن هذا القرآن هو الحق.
كما قال تعالى: (وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً وَ بُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]. فالقرآن فيه تبيان لكل شيء، ولابد أن نجد فيه إشارة إلى عذاب أو نعيم بعد الموت مباشرة.. وطيلة فترة البرزخ: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَ مِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100].
المشكلة ليست أن القرآن لم يذكر عذاب القبر، ولكن المشكلة أن فهم البعض للقرآن محدود جداً! ولذلك دعونا أولاً نحلل هذه القضية علمياً ومنطقياً وماذا نتوقع أن يحدث حسب قانون العدل الإلهي الذي يقضي بأن الكافر الذي كان يتمتع بحياته الدنيا لابد أن يبدأ رحلة شاقة من العذاب منذ لحظة الموت..
ماذا عن مصير نفس الكافر
إن الإنسان عندما يموت يوضع جسده في القبر ولكن النفس تكون قد ذاقت الموت وغادرت الجسد. لذلك وبعد الموت مباشرة يتحلل الجسد بفعل البكتريا الموجودة في التربة وكذلك بعض الكائنات والديدان.... جميعها تأتي لتلتهم هذه الوجبة الشهية (الميت). أما النفس فتبدأ رحلة جديدة مليئة بالعذاب بانتظار البعث يوم القيامة... هذا ما يفرضه المنطق.. لأن النفس بعد الموت لا تتحلل ولا تأكلها البكتريا مثلاً!! بل تذوق سكرات الموت.. وبعد ذلك تغادر الجسد وتكون في نعيم وسعادة، أو تكون في عذاب وشقاء...
فالعذاب يكون للنفس وليس للجسد.. لأن الجسد يفقد أي إحساس بسبب مغادرة النفس والروح.. وبالتالي يتحول إلى تراب. وهذه النفس إذا كانت نفساً خبيثة فإنها بلا شك ستعذب ليس في القبر فقط، بل بمجرد حضور ملائكة العذاب لقبض روح الكافر، فإن هذه النفس تُعذب بل وتذوق ألوان العذاب ويستمر هذا الحال حتى عودة هذه النفس إلى جسد الكافر فيقوم الجسد، ويدرك هذا الكافر أن العذاب الذي مرّ به هو أشبه بعذاب النائم..
رحلة العذاب المزدوج للنفس والجسد
أما يوم القيامة فتبدأ رحلة عذاب الجسد والنفس معاً منذ لحظة البعث وحتى دخول جهنم ليجد نفسه خالداً فيها.. إلا ما رحم الله.. وبالتالي نحن أمام نوعين من العذاب: عذاب النفس فقط خلال فترة (الموت: وهو فترة فاصلة أو انتقالية بين الدنيا والآخرة تسمى البرزخ)، وبعد ذلك يبدأ عذاب الجسد بعد البعث.
إن النفس بعد الموت لا يمكن أن تختفي من الوجود أو تفنى بل تذوق الموت وتبقى تحوم حول صاحبها أو ربما تكون في مكان آخر (الله أعلم به).. وبالتالي لا يمكن أن نقول إن الإنسان بعد الموت لا يشعر بأي شيء لأن النفس موجودة ولا تختفي ولا تفنى.. إنما تنتقل من حالة لأخرى.. إذاً منطقياً يجب أن تكون هذه النفس في إحدى خالتين: عذاب أو نعيم.
والآن دعونا نتأمل كيف تحدث القرآن عن النفس بعد الموت:
طبعاً القرآن يخبرنا عن لحظة الموت ماذا سيحدث للكافر أو الملحد الذي يدعي أنه جاء بمثل القرآن وكذب على الله تعالى.. والذي ينكر وجود الله تعالى. قال عز وجل: (وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَ كُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93].
هذه الآية تخبرنا بأن الكافر يعذب لحظة الموت.. ولكن ماذا بعد الموت؟
يقول تعالى عن عذاب فرعون في مرحلة البرزخ: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: 46]. إذاً الكافر يُعرض على النار كل يوم صباحاً ومساءً، بانتظار يوم القيامة سيُدخلون إلى أشد العذاب. وهنا نلاحظ أن الله تعالى قال: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا)، ولم يقل (يعذبون بها) ليدل على أن العذاب هو عذاب للنفس وليس للجسد.. فهذه النفس ترى النار وتتعذب بها.. مثل النائم الذي يرى في الحلم أنه يغرق مثلاً فهو يتألم تماماً مثل اليقظة.. ولكنه عندما يستيقظ ويدرك أنه كان في حلم فإنه يفرح ويعلم بأنه عاد إلى الدنيا دون أن يموت..
الذي يحدث مع الكافر أن نفسه تُعذب خلال فترة البرزخ.. ولكن عندما يُبعث يدرك أن كل العذاب الذي مرّ به كان عذاباً للنفس.. وأن العذاب الكامل للنفس والجسد سيبدأ منذ هذه اللحظة.. فيصرح ويحزن ويتمنى لو أنه بقي ميتاً... وهذا بالضبط ما أنبأ عنه القرآن: (وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس: 51-52].
إذاً الكافر سوف يسمي فترة عذاب القبر بالمرقد لأنه يدرك أن العذاب الذي مرّ به هو عذاب نفسي.. ولكن جسده سيُعذب الآن مع نفسه الخبيثة.. فيقول على الفور: (يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا).. حتى إنهم لا يدركون أنهم مكثوا في حياة البرزخ لكل هذه السنين.. بل يظنون أنهم مكثوا يوماً أو بعض يوم مثل النائم..
ماذا عن مصير نفس المؤمن
كل مؤمن منا بلا شك يحب أن يرى النعيم والنور في قبره.. يحب أن تكون أجمل لحظة هي لحظة الموت عندما يغادر الدنيا وهمومها إلى حياة ليس فيها هم ولا حزن ولا خوف... وكل واحد منا يتمنى أن يكون في حالة فرح وسرور وطمأنينة بعد الموت..
فإذا كانت نفس الكافر تعذب خلال ملحة البرزخ، فيجب أن تكون نفس المؤمن في حالة نعيم ونور وفرح وسعادة.. وهذا ما أشار إليه القرآن في حالة الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله.. قال تعالى: (وَ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ وَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 169-171]. والمقصود بالحياة هنا (بَلْ أَحْيَاءٌ) حياة النفس لأن النفس تذوق الموت ولكن لا تفنى ولا تبلى!
إذاً المؤمنون فرحون بعد الموت بالنعيم والرزق الكريم الذي يفرحون به وبرحمة الله.. كل هذا النعيم كيف يحدث بعد الموت؟ لابد أن النفس هي التي ترزق وتفرح.. أما الجسد فهو ميت لا حراك به.. وبعد ذلك ستعود هذه النفس الطيبة إلى خلقها.. قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَ ادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30].
فوائد عذاب القبر
إن اعتقاد الإنسان بوجود عذاب للقبر هو أمر مفيد جداً لتصحيح أعمال الإنسان وامتناعه عن فعل المعاصي وزيادة خوفه من هذا الموقف. فالإنسان إذا اطمأن للموت واعتبر أن الموت حدث عادي في حياته وأنه سيتحول إلى تراب بعد ذلك وأنه لن يُعذب في قبره، فإن هذا الاعتقاد يجعله يتراخى في عباداته وينسى عذاب الله..
أما المؤمن الذي يفكر بالموت وما بعد الموت من نعيم ورزق كريم من الله يأتيه بعد موته، فإن هذا الإحساس يجعله أكثر تفاؤلاً وسعادة وفرحاً برحمة الله تعالى.. بل ويقضي على همومه ومشاكله في الدنيا ويشعر أنها ضئيلة جداً أمام أهوال القبر!
كما أن القرآن وصف لنا في عدة آيات حال الإنسان لحظة الموت.. فعندما يرى عذاب الله لحظة الموت يطلب العودة إلى الدنيا ليعمل صالحاً.. قال تعالى: (وَ أَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون: 10].. فهذه الآية تدل على أن الإنسان يرى عذاب الله لحظة الموت فيطلب الرجوع للدنيا..
كذلك المؤمن عندما يأتيه الموت فيرى النعيم فيتمنى لقاء الله تعالى، قال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل: 32]. فالمؤمن تتوفاه الملائكة وتخاطبه أن الجنة هي موعده بل ويرى نعيم الجنة.. فيفرح بأنه سيكون من أهل الجنة، فيبقى في حالة نعيم وفرح طيلة حياته في البرزخ حتى يوم القيامة عندما يُبعث فيكون أكثر سعادة وشوقاً للقاء الله رسوله والمؤمنين...
النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد عذاب القبر
روايات كثيرة تؤكد عذاب القبر.. ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) [رواه البخاري ومسلم].
ونعلم كيف كان نبينا يستعيذ بالله من عذاب القبر بل ويأمر بالاستعاذة منه.. ونعلم أيضاً أن هناك فتنة للقبر أثناء سؤال الملكين... وجميع هذه الأحاديث صحيحة ولم ينكرها أحد من علماء المسلمين... إلا بعض الباحثين في العصر الحديث الذين لم يتذوقوا حلاوة التدبر الحقيقي لأحاديث الحبيب عليه الصلاة والسلام.
خطورة إنكار عذاب القبر
لا أدري ماذا سنستفيد من إنكار عذاب القبر؟ هل سنصبح أكثر خوفاً من الله تعالى إذا أنكرنا عذاب القبر؟ هل سنترك المعاصي إذا اعتقدنا أننا بعد الموت سنفنى وبعد آلاف أو ملايين أو مليارات السنين سوف نبعث من جديد؟ هل سنتقرب إلى الله ويزيد إيماننا ويقيننا إذا اعتقدنا أن القبر هو مجرد تراب ليس فيه عذاب؟
إن المؤمن عندما يدرك أن العذاب سوف يبدأ منذ لحظة الموت، سوف يستعد لهذا اليوم ويستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، ويصبح أكثر خشوعاً وخوفاً من ذلك القبر.. فيحسُن خُلُقُه وتهون عليه مصائب الدنيا أمام هذا القبر المظلم.. ويسعى لأعمال الخير ليكون في مأمن من عذاب القبر.
ثم ماذا سنستفيد من إنكار حيث نبوي شريف، بل إنكار عشرات الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن عذاب القبر وتحذرنا منه، وتأمرنا بالاستعاذة من عذاب القبر، والاستعداد لما بعد الموت؟ ماذا لو كان عذاب القبر موجوداً بالفعل؟ ماذا سنفعل لو لم نكن قد جهزنا أنفسنا لمثل هذا المصير المؤلم؟
ماذا لو كانت أحاديث عذاب القبر صحيحة؟ ما هو موقفنا أمام الله تعالى يوم القيامة؟
طبعاً نحن لا ننكر بأن هناك أحاديث ضعيفة بالفعل.. أحاديث تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته رضوان الله عليهم.. مثل هذه الأحاديث يجب أن ننكرها لأنها بمثابة إيذاء للنبي وأزواجه وصحابته.. فيجب أن ننزه حبيبنا المصطفى عن كل ظن سيء.. فالله يقول: (وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58].
فعندما نسيء لشخص مثل البخاري رحمه الله. ونقول إنه يفتري الكذب على رسول الله.. وعندما نسيء لعلماء وأئمة كبار لا نشك في إيمانهم مثل الإمام الشافعي وأبو حنيفة وأحمد ومالك والنووي وكثير من الصحابة والتابعين والقراء الذين نقلوا لنا القرآن مثل حفص وابن كثير ونافع.... ونقول إن كل هؤلاء (عشرات الآلاف) كانوا يؤمنون بخرافة عذاب القبر.. هذا إيذاء لهم واستخفاف بعقولهم وشكّ بإيمانهم.. فيُخشى ممن يفعل ذلك أن يحتمل البهتان والإثم المبين كما قال تعالى...
معجزة للنبي الكريم
من الأشاء العجيبة التي نبأنا بها النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، حيث علم أنه سيأتي زمن فيه إنكار كلامه الشريف والاكتفاء بالقرآن الكريم.. وهذا الأمر من أخطر الفتن التي تهدد المسلمين اليوم.. ولذلك فقد حذر منه لكي لا نقع في مثل هذه الأمور.. قال النبي الكريم: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) [السلسلة الصحيحة].... والله يا أحبتي إن هذا الحديث ليشهد بصدق نبوة المصطفى عليه السلام.. فلا يمكن لأحد في ذلك الوقت أن يتنبأ بأن هناك من سينكر الحديث النبوي الشريف، ولكن معرفة النبي بهذا الأمر هو دليل على أنه رسول الله..
إذاً نؤكد أن من ينادي بخرافة عذاب القبر هو مجرد وهم لا يقوم على أساس علمي ولا شرعي، ونحذر كل مؤمن من خطورة إنكار بعض أحاديث النبي الثابتة.. فكل من بدأ هذه الخطوة، بدأ بإنكار حديث تدرجياً انتهى بإنكار السنة أو معظمها.. نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا.. ونعوذ به من علم لا ينفع.. والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

سقوط الغلاف الجوي على الأرض !

سقوط الغلاف الجوي على الأرض !

هل تعلمون كم وزن هذا الغلاف الجوي للأرض؟ وهل من الممكن أن يقع على الأرض؟ وكيف يستقر في مكانه وما هي القوانين التي تجعله يلتصق بالأرض ولا يغادرها؟ إنها قوة الجاذبية من جهة وسماكة هذا الغلاف من جهة أخرى........

أحبتي في الله! حتى نتمكن من فهم كلمة (السماء) في القرآن، ينبغي أن نعلم بأن الغلاف الجوي هو سماء بالنسبة لنا وفيه تتشكل الغيوم وينزل المطر، وأصحاب اللغة يعرفون السماء على أنها: "كل ما علاك فهو سماك" ، أي أن السماء هي كل شيء فوقك. فالغلاف الجوي هو سماء بالنسبة لنا، فهو يحوي الغيوم التي يهطل منها المطر، ولذلك قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].
وتمتد السماء مليارات السنوات الضوئية لمسافة لا يعلم حدودها إلا الله تعالى، وكل ما نراه من مجرات وغبار كوني هو في السماء الدنيا التي زينها الله بهذه المجرات والنجوم.
والقرآن طرح أمراً منطقياً وعلمياً لم يكن أحد يتصوره زمن نزول القرآن وهو احتمال أن تقع السماء على الأرض، ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك علمياً؟ هذا السؤال مطروح اليوم وقد نجد بعض المقالات على الإنترنت مثل: Why Doesn't the Atmosphere Fall to the Ground وتناقش إمكانية سقوط الغلاف الجوي الثقيل جداً.
 
زمن نزول القرآن لم يكن أحد يتصور أن الغلاف الجوي للأرض له وزن ثقيل جداً، ولم يكن أحد يعلم شيئاً عن مخاطر زوال هذا الغلاف أو انهياره. ولكن القرآن عبَّر عن هذه الحقيقة المحتملة بآية عظيمة، حدثنا من خلالها عن نعمة من نعم الخالق تبارك وتعالى، فهو الذي يمسك هذا الغلاف فلا يتبدد ويزول.
في زمن نزول القرآن لم يكن احد يعلم أن الهواء له وزن، وإذا ما حسبنا وزن الغلاف الجوي للأرض نجده مساوياً 5 مليار مليار كيلو غرام! إذاً الغلاف الجوي الذي يعتبر سماء بالنسبة لنا، ثقيل جداً.
تصوَّروا لو أن حجراً وزنه 5 مليار مليار كيلو غرام سقط على الأرض ماذا سيفعل؟ إن الذي يمسك هذا الغلاف الجوي هو الله تعالى، يمسكه من خلال القوانين التي سخرها لتحكم هذا الغلاف. فمثلاً لو كانت كثافة الغلاف الجوي أقل مما هي عليه الآن لتبخر وهرب إلى الفضاء الخارجي. ولو أن جاذبية الأرض كانت أقل مما هي عليه الآن لم تتمكن الأرض من الإمساك بهذا الغلاف... ولذلك فإن الله تعالى اختار الحجم المناسب والوزن المناسب لكوكب الأرض بما يضمن بقاء الغلاف الجوي متماسكاً.
بما أن جزيئات الهواء والماء في الغلاف الجوي لها وزن فيجب أن تنجذب باتجاه الأرض بفعل الجاذبية الأرضية. ولكن درجة الحرارة على الأرض تبقي هذه الجزيئات في حالة حركة وتدافع فيما بينها فتتوضع حسب قانون الكثافة الأثقل في الأسفل والأخف في الأعلى، وفق تدرج مناسب.
المجال المغنطيسي للأرض مهم جداً، فكما نرى في الرسم تقع الأرض على اليمين وهي الكرة الزرقاء الصغيرة ويحيط بها المجال الغنطيسي ويمتد لعشرات الآلف من الكيلومترات في الفضاء.. مهمة هذا المجال ان يتصدى للجسيمات القاتلة القادمة من الشمس فلا يسمح لها أن تدخل للغلاف الجوي (إلا بنسبة ضئيلة جداً)، مما يضمن الحفاظ على بقاء هذا الغلاف الجوي.. ولذلك فإن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً برعايته وقدرته عز وجل..
فالضغط الجوي ودرجات الحرارة وكثافة الهواء ومقدار جاذبية الأرض... كلها مناسبة تماماً لبقاء الغلاف الجوي متماسكاً ولمتصقاً بالأرض، فلا هو يقع على الأرض، ولا هو يغادر الأرض باتجاه الفضاء الخارجي.. كذلك فإن وجود مجال مغنطيسي قوي جداً يحيط بالأرض يساهم في صد الرياح الشمسية القاتلة والحفاظ على الغلاف الجوي.. ولذلك يقول العلماء: من حسن حظنا أن الضغط ودرجة الحرارة ونسبة الأكسجين في الغلاف الجوي جاءت كلها بمقادير دقيقة جداً تضمن استقرار الغلاف الجوي.. ولولا ذلك لم نتمكن من الحياة على هذه الأرض، وهذا من رحمة الله تعالى بنا.
ومن هنا يمكننا أن نفهم معنى قوله تعالى في هذه الآية العظيمة: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. ويمكن أن نفهم هذه الآية بطريقتين والعجيب أنه لا يوجد تناقض بين العلم والقرآن في كلتا الحالتين:
1- إذا فهمنا أن السماء تعني الغلاف الجوي فهذا صحيح، وإن سقوط الغلاف الجوي على الأرض وعدم بقائه متماسكاً في مكانه، يشكل كارثة تؤدي إلى زوال الحياة من على الأرض، ومن رحمة الله بعباده أنه يُبقي هذا الغلاف في مكانه، فهو الذي يمسكه سبحانه وتعالى.
2- إذا فهمنا أن السماء هي الفضاء الخارجي خارج الأرض، فهذا يعني أن أي اصطدام لجزء من أجزاء السماء، مثل مذنب أو كويكب أو نيزك عملاق، سوف يؤدي إلى كارثة عظيمة وزوال الحياة من على الأرض. ويؤكد العلماء أن احتمال اصطدام حجر نيزكي بالأرض هو أمر منطقي، يمكن أن نفهم الآية الكريمة على أنها تخبرنا بنعمة من نعم الله تعالى، وهي أنه عز وجل يمسك هذه الأجرام الكونية في مكانها، ولا يدعها تقترب من الأرض، وقد سخَّر القوانين اللازمة لضمان سلامة الأرض وبقائها بعيداً عن مدارات الكويكبات والنيازك والأحجار التي تسبح في فضاء المجموعة الشمسية.
ولا نملك إلا أن نحمد الله تعالى على هذه النعمة ونقدّر قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)، فالحمد لله!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

الكمأة من المنّ


الكمأة من المنّ

 
هنالك كثير من الحقائق الطبية والأغذية التي أخبرنا بها النبي الكريم، وجاء العلم الحديث ليثبت نفعها ويكتشف فائدتها...


الكمأة هي منّة من الله تعالى على عباده حيث إنها تخرج من التراب في ظروف محددة من المطر والبرق.. ويتناولها الناس كغذاء وعلاج.. ولكن تبين أن ماءها شفاء للعين حسب عدة دراسات علمية .
وقد قام بعض الباحثين المسلمين باختبارات حول الكمأة ومائها وتأثير ذلك على العين فتبين أن ماء الكمأة يفيد العين فهو يمنع حودث التليف ويمنع حدوث الرمد الحبيبي. وبالتحليل المخبري للكمأة تبين أنها تحتوي (77) بالمئة ماء. (33) بالمئة مواد مختلفة: هيدرات الكربون وألياف ومواد بروتينية. كما يوجد في الكمأة سبعة عشر نوعاً من الأحماض الأمينية.
 
هنالك كثير من الحقائق الطبية والأغذية التي أخبرنا بها النبي الكريم، وجاء العلم الحديث ليثبت نفعها ويكتشف فائدتها. فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين) [البخاري ومسلم]. وقد ثبت فائدة ماء الكمأة في منع رمد العين الحبيبي من خلال إيقاف نمو الخلايا المكونة للألياف. وقد يكون لماء الكمأة فوائد أخرى وهذا يحتاج لبحث من قبل العلماء.
ويمكن استخلاص الماء الموجود في الكمأة بطرق مختلفة، وبما أن الحديث الشريف يعود تاريخه لأربعة عشر قرناً، فعلى ما يبدو والله أعلم أن المقصود بالماء هو أن تضع حبات من الكمأة بعد تنظيفها جيداً في ماء وتتركه على النار حتى يغلي جيداً.
ويمكن أخذ الماء الناتج وتبريده واستعماله، وقد يكون له فوائد كثيرة غير مكتشفة وتحتاج لمن يجربها ويقوم بالبحث العلمي حولها، والثابت أن ماء الكمأة المستخلص من عصر حبات الكمأة قد استُخدم في علاج حالات الرمد وأعطى نتائج طيبة. كما جاء في دراسة علمية ثانية  أن ماء الكمأة يمكن أن يعالج الجلد أيضاً.
ولذلك يمكن القول بأن الماء المستخلص من الكمأة ولكن بنسبة محددة، يمكن استعماله للقضاء على بعض أنواع البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي تصيب العين... والأبحاث الجديدة تعمل على استخلاص ماء الكمأة بطرق مخبرية والاستفادة منها بنسب محددة في القضاء على بعض أنواع البكتريا العنيدة التي تصيب العين.
هذا الأمر أشار إليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين) [متفق عليه].. صدق رسول الله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

18 مايو 2016

أربع آيات معجزات

أربع آيات معجزات


دعونا نكتب الآيات كما رسمت في القرآن حسب الرسم الأول من دون همزة أو علامات تشكيل أو ألف ‏مقصورة... (وهنا نعدّ الكلمات مع إلحاق واو العطف بالكلمة التي تليها).‏....

عدد سور القرآن 114 سورة .. وهذا العدد فيه سر عجيب إذا تأملنا آيات القرآن التي تحدثت عن القرآن.. ولكن هناك أربع آيات في القرآن تتميز بخاصية غريبة جداً.. فقد تحدى القرآن الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن في آية، وكذلك أنبأ عن أن هذا القرآن لن يحرف في آية، وأن كثير من الأمم فرقت دينها في آية، وأخيراً أنبأ عن كلام الجن عن القرآن في آية... العجيب أن هذه الآيات جميعها تدور حول القرآن ولها نفس الميزة التي سنكتشفها الآن.
الآية الأولى...
قال تعالى: (قل لين اجتمعت الانس والجن علي ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) [الإسراء: 88].
إن عدد كلمات هذه الآية 19 كلمة، وعدد حروفها 76 = 19 × 4 وعدد الأحرف الأبجدية التي تشكلت منها هو 19 حرفاً كما يلي:
 
إذاً أصبح لدينا أربعة أعداد مميزة لهذه الآية التي تتحدى بالقرآن:
عدد الكلمات = 19 كلمة
عدد الحروف = 76 حرفاً من مضاعفات ال 19 (76 = 19 × 4)
عدد الحروف الأبجدية = 19 حرفاً
المجموع 19 + 76 + 19 = 114 وهو عدد سور القرآن!!! إذاً الآية التي تحدى الله بها الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن جاء مجموع أرقامها المميزة مساوياً لعدد سور القرآن.. قد يقول قائل هذه مصادفة.. دعونا ننتقل للآية التالية...
الآية الثانية...
قال تعالى: (افتطمعون ان يومنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلم الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) [البقرة: 75]. هذه الآية لها نفس خصائص الآية السابقة تماماً وهي تتحدث عن كلام الله تعالى الذي حرفه اليهود.. ولكن هيهات أن يتمكنوا من تحريف القرآن.
إن عدد كلمات هذه الآية 19 كلمة، وعدد حروفها 76 = 19 × 4 وعدد الأحرف الأبجدية التي تشكلت منها هو 19 حرفاً كما يلي:
 
إذاً أصبح لدينا أربعة أعداد مميزة لهذه الآية التي تتحدث عن كلام الله تعالى:
عدد الكلمات = 19 كلمة
عدد الحروف = 76 حرفاً من مضاعفات ال 19 (76 = 19 × 4)
عدد الحروف الأبجدية = 19 حرفاً
المجموع 19 + 76 + 19 = 114 وهو عدد سور القرآن!!! الآية التي تتحدث عن كلام الله تعالى، جاء مجموع أرقامها المميزة مساوياً لعدد سور القرآن 114 سبحان الله!
الآية الثالثة...
قال تعالى: (ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شي انما امرهم الي الله ثم ينبيهم بما كانوا يفعلون) [الأنعام: 159].. هذه آية عظيمة تحذر من تفريق الدين... هل تتوقع عزيزي القرائ أن تجد نفس القانون ينطبق تماماً هنا؟؟
إن عدد كلمات هذه الآية 19 كلمة، وعدد حروفها 76 = 19 × 4 وعدد الأحرف الأبجدية التي تشكلت منها هو 19 حرفاً كما يلي:
 
إذاً أصبح لدينا أربعة أعداد مميزة لهذه الآية التي تتحدث عن تفريق الدين وخطورته والتحذير منه، وتفريق الدين هو الخطوة الأولى لتحريف الكتاب.. ولكن الله سيحفظه إلى يوم القيامة:
عدد الكلمات = 19 كلمة
عدد الحروف = 76 حرفاً من مضاعفات ال 19 (76 = 19 × 4)
عدد الحروف الأبجدية = 19 حرفاً
المجموع 19 + 76 + 19 = 114 وهو عدد سور القرآن!!! الآية التي تتحدث عن تفريق الدين، جاء مجموع أرقامها المميزة مساوياً لعدد سور القرآن 114 سبحان الله!
الآية الرابعة...
وأخيراً تأملوا معي هذه الآية العظيمة التي جاءت على لسان الجن بعدما سمعوا القرآن وتعجبوا مما فيه (قالوا يقومنا انا سمعنا كتبا انزل من بعد موسي مصدقا لما بين يديه يهدي الي الحق والي طريق مستقيم) [الأحقاف: 30]... هذه الآية تتحدث عن القرآن ولكنها وردت على لسان الجن.. فهل تتخيلوا معي نفس القانون السابق يتكرر هنا أيضاً وبالمصادفة العمياء؟؟
إن عدد كلمات هذه الآية 19 كلمة، وعدد حروفها 76 = 19 × 4 وعدد الأحرف الأبجدية التي تشكلت منها هو 19 حرفاً كما يلي:
 
هذه الآية تتحدث عن كلام الجن عن القرآن وتعجبهم مما سمعوا.. وأن هذا القرآن يهدي إلى طريق مستقيم، أي أن الآية تتحدث أيضاً عن القرآن وجاءت الأعداد المميزة لها كما يلي وبنفس الطريقة تماماً:
عدد الكلمات = 19 كلمة
عدد الحروف = 76 حرفاً من مضاعفات ال 19 (76 = 19 × 4)
عدد الحروف الأبجدية = 19 حرفاً
المجموع 19 + 76 + 19 = 114 وهو عدد سور القرآن!!! الآية التي تتحدث عن القرآن ولكن على لسان الجن، لأن القرآن جاء للإنس والجن والله تحدى الإنس الجن، جاء مجموع أرقامها المميزة مساوياً لعدد سور القرآن 114 ... سبحان الله!
وأخيراً
رأينا فيما سبق نفحة لطيفة من نفحات الإعجاز العددي التي تدهش العقول وتحير الألباب.. مع العلم أن القرآن يحوي الألوف بل عشرات الألوف من هذه التوافقات الرقمية العجيبة.. كلها تشهد على أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى.. وأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن مهما حاول.. والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

الإيمان بجهنم يحمي الشباب من الانحراف

الإيمان بجهنم يحمي الشباب من الانحراف

هل تتصور عزيزي القارئ أن علماء الغرب بدأو يكتشفون أسرار الإيمان.. وهذه دراسة علمية لجامعة أوريغون تؤكد أهمية الإيمان بنار جهنم!!....

ظل الملحدون يرددون عبارة أن الدين جاء لتخويف الناس وتهديديهم واستغلالهم.. وأن الوسيلة الأفضل للحياة السعيدة هو التخلص من فكرة الدين أو وجود خالق للكون والتخلص من فكرة عذاب جهنم.. وغير ذلك.
ولكن تبين بأن الإلحاد يعزز لدى الملحد فعل مختلف الجرائم وبخاصة في فئة الشباب.. ولذلك قامت جامعة أوريغون عام 2012 بدراسة مجموعات من الذين يؤمنون بيوم الحساب ووجود عقاب للجرائم التي يرتكبها المجرم في الدنيا وأنه سيعذب في نار جهنم.. وتبين أن هؤلاء هم الأقل ارتكاباً للجرائم.
وخرجوا بنتيجة تؤكد أن الخوف من العقاب يمنع الإنسان من ارتكاب المحرمات.. وبالتالي فإن الإيمان بالله واليوم الآخر والحساب والعقاب، هو طريقة سهلة لمنع المجرمين من ارتكاب الجرائم.
إذاً هذا ما يقوله العلم، فما رأي الملحدين بعد هذه الدراسة؟ لابد أن يعترفوا بأن الإيمان بجهنم شيء جيد لأنه يمنع ارتكاب الجريمة.. وبما أن الملحد ينادي بالعدل، إذاً يجب أن يؤمن بيوم الحساب لكي يحاسب الله كل ظالم ويعطي حق كل مظلوم وهذا هو العدل..
وسبحان الله، نجد الملحد ينادي بالعدل ثم ينكر يوم الحساب.. وينادي بالعلم ثم ينكر دراسات العلماء... ونجده ينادي بالأخلاق ثم ينكر الأخلاق التي جاء بها الأنبياء من الله تعالى.. الملحد ينكر وجود الله ولكن العلم يؤكد أن الإيمان بالله هو جزء من فطرتنا.. ولذلك فإن الملحد متناقض في كل شيء. وهذا ما أنبأ عنه القرآن في قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) [ق: 5]. ومعنى كلمة (مَرِيجٍ) أي مضطرب ومختلف ومتناقض ومختلط...
نسأل الله تعالى أن يصرف عنا نار جهنم وأن نكون ممن يقولون: (وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) [الفرقان: 65]...
وأخيراً نقول: إذا كان الغرب اليوم بجامعاته العريقة.. قد وجد أن الإيمان يوجود إله قوي يعاقب الظالم وينصف المظلوم، قد ساهم ويساهم في بقاء المجتمعات الإنسانية.. ولذلك يدعون للاعتقاد بيوم الحساب.. وسبحان الله يخرج في بلداننا الإسلامية من يدعو لإنكار الخالق والكفر بيوم القيامة.. ولذلك فإن الإلحاد مدمر مثله مثل التطرف بل هو أسوأ أنواع التطرف.. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

سورة النصر وعمر النبي الكريم

سورة النصر وعمر النبي الكريم


أرقام كثيرة نجدها في القرآن تلفت انتباه المؤمن.. وبخاصة أننا أمام "طوفان" من هذه الموافقات العددية في كل آية وكل سورة بل وكل كلمة....

قال تعالى: (اذا جا نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا) [سورة النصر]. هذه السورة هي آخر سورة كاملة نزلت من القرآن.. لقد كان عمر الرسول 63 سنة.. وقد رأى ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه السورة إشارة إلى اقتراب وفاة النبي الكريم وهو ما حدث بالفعل فلم يعش بعدها إلا قليلاً.. لذلك نزلت هذه السورة على النبي وعمره 63 سنة.
 
هناك شيء عجيب في هذه السورة يؤكد عمر النبي صلى الله عليه وسلم.. فمع أن اسم محمد لم يذكر في السورة ولكنه مذكور بلغة الأرقام، ولكن كيف؟ الجواب نجده في عبارة: محمد رسول الله..
دعونا نكتب عبارة: محمد رسول الله ونكتب تحت كل حرف مقدار تكراره في هذه السورة:
م  ح   م   د      ر    س   و   ل      ا    ل     ل   ه
1  3   1  3     4   3    6   7      17    7    7   4
مجموع هذه الأرقام هو:
 1 + 3 + 1 + 3 +4 + 3 + 6 + 7 + 17 + 7 + 7 + 4 = 63 عمر النبي محمد!!
نبوة النبي في هذه السورة
نحن نعلم أن النبوة 46 جزءاً كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) [متفق عليه].... ولكن هل هناك وجود للرقم 46 في هذه السورة المباركة!! بنفس الطريقة دعونا نكتب عبارة: النبي محمد مع تكرار كل حرف من حروف هذه العبارة في سورة النصر كما فعلنا في السابق:
ا    ل    ن    ب     ي      م     ح     م    د
17  7   4   6     4       1   3      1    3
مجموع هذه الأرقام هو: 17 + 7 + 4 + 6 + 4 + 3 + 1 + 3 + 1 = 46 أجزاء النبوة!!
إن وجود هذه الأعداد والتوافقات في كتاب الله ليشهد على إعجازه في هذا العصر، وبخاصة إذا علمنا أن هناك عشرات الآلاف من هذه الموافقات الرقمية.. يستحيل أن تأتي جميعها بالمصادفة! فالعدد 63 نجده في الكثير من السور مثل سورة محمد وسورة المدثر وهي سور تخاطب النبي الكريم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون: رؤية تحليلية‏

لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون: رؤية تحليلية‏

هل يجوز لنا أن نطرح أسئلة بحق الخالق تعالى؟ وهل يجوز أن نتعامل مع خلق الجنة والنار والكافر والمؤمن.. وأن نطرح الأسئلة: لماذا فعل الله هذا ولم يفعل هذا؟؟ دعونا نتدبر هذه الآية....

هناك الكثير من التساؤلات التي يمكن أن يطرحها الإنسان: لماذا خلق الله الشرّ؟ ولماذا خلق الله البشر ثم يعذبهم؟ بل لماذا خلق الله الكون أصلاً؟ وتساؤلات أخرى ربما لا نجد جواباً عنها في منطقنا العقلي المحدود... ولكن هل من جواب في القرآن؟
القرآن يؤكد أن الله لو شاء لهدى الناس جميعاً: (وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [يونس: 99]... ولكن لماذا لم يهدِ الله جميع الناس؟؟
ولكن لماذا خلق الله الكون وما هو الهدف؟ يقول تعالى: (وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) ]الحجر: 85]... ولكن لا نجد إجابة يمكن أن نفهمها كبشر، فلماذا؟ وهل كلام الله تعالى ليس فيه تفصيل؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
الحقيقة هناك آية عظيمة طالما شغلتني ولم أفهم معناها إلا مؤخراً، يقول الله تبارك وتعالى مخاطباً كل من يطرح هذه الأسئلة وغيرها بحق الله تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23].. هذه الآية تؤكد أن الخالق تعالى لا يُسأل عما يفعل، ولكن الخلق يُسألون عما يعملون! ولكن ما معنى ذلك؟
إن أي سؤال يمكن للإنسان أن يطرحه لابد أن يكون له جواب بالمقارنة مع شيء آخر.. فعملية الإجابة عن أي سؤال ومهما كان نوعه، تعتمد على المقارنة.. وأي سؤال لا يعتمد على المقارنة يكون سؤالاً مستحيلاً أي غير منطقي.. ولكن كيف يكون ذلك؟
عندما تسأل أحداً لماذا فعل كذا، فهذا يعني أن هناك إنساناً آخر لم يفعل ذلك! فإذا سألت شخصاً لماذا اشتريت هذه السيارة.. فهذا يعني أن هناك أشخاصاً لم يشتروا أي سيارة.. فتحدث عملية مقارنة مع هؤلاء وبالتالي تكون الإجابة ممكنة وسهلة... وهكذا كل الأسئلة المحتملة.
ولتتأكد من صدق هذه الحقيقة عزيزي القارئ أرجو أن تسأل نفسك أي سؤال.. وسوف تجد أن إجابة هذا السؤال تعتمد على المقارنة بشيء آخر. فلماذا لم تدرس.. هذا يعني أن هناك شخصاً آخر درس.. ولماذا لم تذهب.. هذا يعني أن هناك شخصاً آخر ذهب.. لماذا لا تحب هذا النوع من الطعام.. هذا يعني أن هناك أناساً يحبون نفس النوع من الطعام..
إن أي سؤال مطروح حتى يكون منطقياً يجب أن يخضع للمقارنة.. وإذا لم يكن هناك مقارنة يكون السؤال غير منطقي.. مثلاً لماذا هذا الميت لا يأكل؟؟ السؤال خطأ منطقياً، لأنه لا يوجد ميت يأكل!!
لماذا الله تعالى خلق الشرّ؟ السؤال غير منطقي، والسبب أنه لا يوجد إله آخر خلق الخير حتى نقول لماذا خلق الله الشرّ؟ إذاً السؤال لا يجوز في حق الخالق لأنه واحد لا مثيل له ولا يمكن المقارنه معه سبحانه وتعالى وليس هناك آلهة متعددة حتى قارن بينها وبين الله تعالى...
أما في حق المخلوق فيجوز السؤال لأن لدينا مليارات البشر ويمكن أن نقوم بعمليات مقارنة للجواب عن كل الأسئلة، أي أن المخلوقات تُسأل عما تفعل.. وهذا أمر منطقي تماماً. فلو وضعنا شخصاً في غرفة منعزلة عن كل شيء وحيداً لمدة يوم بحيث لا يمكنه التواصل مع أي شخص آخر.. وقمنا بطرح هذا السؤال: لماذا هذا الشخص لا يتكلم مع أحد؟ هذا سؤال غير منطقي لأنه لا يوجد هذا الأحد ليتكلم معه.. أي حتى يكون السؤال منطقياً يجب أن يخضع للمقارنة مع شيء آخر.. فالحوار لا يمكن أن يكون لشخص واحد لابد من وجود اثنين فأكثر..
إذاً هناك خالق واحد لا مثيل ولا شريك له، وهو مطلق القدرة والعلم والحكمة.... وهناك مخلوقات متعددة محدودة القدرة ومحدودة الذكاء ومحدودة القوة... فلا يمكن أن نقارن الخالق بالمخلوق ولا يمكن أن نطرح الأسئلة التي هي منطقية بحق المخلوقات، أن نطرحها بحق الخالق.. هذا خطأ منطقي ولذلك فهو لا يُسأل أبداً..
الذي يؤكد هذه الحقيقة أن سورة الأنبياء التي وردت فيها هذه الآية تضمنت أكبر عدد لتكرار كلمة (آلهة) على مستوى القرآن حيث وردت 9 مرات في نفس السورة. أي أن سورة الأنبياء هي أكثر سورة ناقشت قضية احتمال وجود الآلهة وما ينتج عنه من فساد وكوارث وفوضى، وبالتالي فمن الطبيعي أن نجد فيها هذه الحقيقة (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ).
وإذا تأملنا النص الذي وردت في هذه الآية سوف نجد شيئاً غريباً، لنتأمل...
قال تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَ ذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 21-24]. تأملوا معي كيف وردت آية السؤال (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ) بين آيتين ذكرت فيهما الآلهة المزعومة.. فقبل الآية ذكرت الآلهة وبعد الآية ذكرت الآلهة وكلتا الآيتين بصيغة السؤال للمشركين.
فلو كان هناك آلهة مع الله تعالى لكان من الممكن أن يُسأل الله عما يفعل.. بالمقارنة مع بقية الآلهة الموجودة بالفعل.. ولكن بما أنه لا يوجد إلا إله واحد فليس هناك أي إمكانية للمقارنة مع آلهة أخرى وبالتالي السؤال في حق الله الواحد لا يجوز وغير منطقي.
قال ذات مرة أحدهم: إذا كان الله كتب كل شيء فأنا لا أستطيع أن أخالف ما كتب، وبالتالي فإن معصيتي لله هي بأمر الله ولا أستطيع أن أترك المعصية وأخالف أمر الله!! وقلتُ له: إذا كنتَ بالفعل تعتقد ذلك فأنت مؤمن إيماناً مطلقاً بالله تعالى لأنك وصلت إلى اليقين وهو أن تعتقد أن كل شيء بأمر الله تعالى! واستغرب وقال كيف ذلك؟ وكيف أعصي الله وأنا مؤمن إيماناً مطلقاً؟
وقلتُ له إذاً أنت لستَ مؤمناً إيماناً مطلقاً.. لأن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يعرف قدرة الله وعلمه وأنه كتب كل شيء وقدر كل شيء... وبعد ذلك يقذف نفسه في النار؟ فأنت عندما تعصي الله فأنت تسير باتجاه عذاب الله ونحن كبشر نكره ذلك.. فمن غير المعقول أن إنساناً يقتنع بأن هناك بركان خلف الجبل ثم يذهب ليلقي نفسه فيه!!
إذاً أنت عندما تقول إن الله كتب عليّ المعصية فإنك تخذع نفسك ولا تقول الحقيقة؟ لأنك لو أدركت بالفعل أن الله كتب عليك كل شيء.. فمن المستحيل أن تقدم على معصية الله لأن هذه المعصية ستقودك إلى نار جهنم.. إذاً أنت لست مؤقناً بنار جهنم وبالتالي لست موقناً بأن الله كتب كل شيء!
ولذلك قال تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَ لَا آبَاؤُنَا وَ لَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) [الأنعام: 148].
نتائج
1- إن وجود آية تخبرنا بأن الخالق لا يُسأل عما يفعل، في سورة الأنبياء، وتكرار كلمة (آلهة) في هذه السورة 9 مرات وهي أكثر سورة وردت فيها هذه الكلمة، يدل على إحكام القرآن لأن الله تعالى وضع هذه الآية في سورة مناسبة جداً وفيها الكثير من الآيات التي تتحدث عن وهم تعدد الآلهة.. وبالتالي فمن غير المنطقي أن نسأل الله تعالى عما يفعله لأنه واحد لا مثيل له... بينما يجوز السؤال في حق المخلوقات لأن المخلوقات متعددة ولها مثيل.
2- لو فرضنا جدلاً أن هناك أكثر من إله في الكون لفسد الكون، ولدارت الحروب بين الآلهة (كما في الأساطير القديمة)، قال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ مَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَ لَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 91]... أي أن وجود إله واحد يعني النظام في الكون، ووجود آلهة متعددة يعني الفوضى.. وبما أننا نعلم أن في الكون هناك نظام واحد ونفس القوانين تحكم كل الكون.. فهذا يعني وجود إله واحد لا شريك له.
3- بناء على هذه الحقيقة: أن الخالق لا يُسأل، فإن جواب أي سؤال يتعلق بالله تعالى فإن الجواب سيكون بما يتفق مع صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى. فالله خالق الكافر ويعذبه.. وهذا هو منتهى العدل.. وخلق المؤمن ويكرمه وهذا هو منتهى العدل... وخلق النار والجنة والسماء والأرض... وكل شيء خلقه الله بالحق..
4- إن كل ما نراه اليوم من أحداث جسيمة تعصف بعالمنا الإسلامي هو بلاء من الله تعالى واختبار وامتحان لعباده، ولا يجوز أن نسأل: لماذا يسمح الخالق تعالى بهذه الأحداث المأساوية من قتل وتدمير، ولماذا لا يتدخل الله تعالى ويمنع قتل الأطفال مثلاً... لأن الله لديه حكمة عظيمة من ذلك لا تدركها عقولنا البشرية المحدودة.. والله يعلم ما يفعل: (وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].
5- المؤمن دائماً يؤمن بالله تعالى دون اعتراض على حكمة الله (وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]... فالقضية تحتاج لعقل وتفكير وتذكر.. بينما الملحد يعترض على كل شيء (وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَ مَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) [البقرة: 26].
في جميع الامتحانات الدنيوية (في الجامعات مثلاً) يطرحون السؤال ويعطونك أربعة أجوبة منها واحد صحيح وثلاثة خطأ.. ولا يدلك الأستاذ على الجواب الصحيح، بل يتركك ليختبر مدى دراستك وتمكنك من هذه المادة. ولكن امتحان الله مختلف تماماً بل أسهل بكثير.
أيها الإنسان: الله تعالى يعطيك الطريق الصحيح والطريق الخطأ، ويقول لك هذا هو الطريق الصحيح الذي يؤدي بك إلى النجاح والجنة، وهذا هو الطريق الخطأ الذي يؤدي بك إلى الخسران والنار... بل ويأمرك أن تتبع الإجابة الصحيحة... وسبحان الله، معظم الناس يتبعون الطريق الخطأ بل ويجحدون الخالق سبحانه وتعالى... ثم يقولون: لماذا يعذبنا الله!
وفي هذا التحليل العلمي رد على كل ملحد يمكن أن يطرح هذه الأسئلة: لماذا فعل الله كذا ولم يفعل كذا... لأن الإجابة عن هذا السؤال تقع خارج حدود عقولنا ومنطقنا.. ولن نستطيع فهم أعمال الخالق لأننا مخلوقات محكومة بقوانين الخلق ولا يمكننا التخلص من هذه القوانين...
6- هذه الرؤية المنطقية تقودنا لمعرفة سرّ القضاء والقدر وأن الإنسان مسيّر أم مخيّر.. فالجواب عن هذه الأسئلة يقع خارج منطقنا البشري، لأن الله تعالى عندما خلق الكون وضغ نظاماً محدداً هو الأفضل على الإطلاق.. هذا النظام سيجعل من المؤمنين أقلية ومن الكفار أغلبية... (وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13]..
وبالتالي فإن الإنسان مخير تماماً فيما لو نظرنا إليه بمنطقنا البشري والعقلي المحدود.. ولكن إذا نظرنا من خارج هذا المنطق الذي لا يمكن أن ندركه أو نفهمه لرأينا الإنسان محكوم بكل شيء وأن الله يفعل ما يشاء ويضلّ من يشاء ويهدي من يشاء، ولو شاء لهدى الناس جميعاً.. ولو شاء لم يكفر إنسان واحد، ولو شاء لم يعصه أحد...
إذاً المؤمن الحقيقي يؤمن بكل ما جاء في هذا القرآن إيماناً مطلقاً... (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة: 3]... لأن المعرفة الحقيقية بالله تعالى تقتضي الإيمان المطلق.. وكل من يقول لماذا كتب الله علي المعصية أو العذاب أو الكفر... ولماذا لم يهدِ الله الناس.. أو لماذا لم يمنع الله وقوع الكارثة... كل من يقول ذلك فإنه لم يعرف من هو الله تعالى، ولم يتذوق حلاوة معرفة الخالق عز وجل..
نسأل الله تعالى أن نكون من العارفين بالله وعظمته وجلاله... سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً.. والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

أعياد المسلمين .

 أعياد المسلمين . أحبتي فى الله لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟  الحقيقة أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله ع...