28 يناير 2018

بناء السماء وزينتها: من معجزات الله في الكون

بناء السماء وزينتها: من معجزات الله في الكون

ما أكثر الحقائق الكونية التي جاء بها القرآن وأثبتها العلماء يقيناً في القرن العشرين والحادي والعشرين، وفيما يلي بعض الحقائق في بناء السماء والمادة المظلمة وغيرها.......

ما أكثر الآيات التي تستحق التدبر والتفكر، وما أكثر المعجزات التي جاء بها القرآن لتكون دليلاً وشاهداً على عظمة هذا الكتاب، وأنه لا يناقض العلم أبداً. ففي زمن نزول القرآن ومنذ أول آية نزلت اعترض الكفار على هذا الكتاب! لقد اتهموا النبي عليه الصلاة والسلام بأنه هو من كتب القرآن، وقالوا: إن هذا القرآن هو أساطير الأولين، وأن هنالك أناساً علموا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكتب هذه الآيات.
ويصف لنا القرآن هذا الموقف بقول الحق تبارك وتعالى على لسان المشركين: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5]، وهنا نتساءل: كيف ردّ القرآن عليهم هذا القول؟ وكيف أقام عليهم الحجة، لقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه أن يقول لهم (قل) يعني قل يا محمد: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 6]، وكأن الله تبارك وتعالى يريد أن يخبرهم بأنهم إذا أرادوا أن يستيقنوا بصدق هذا القرآن لا بد لهم أن يدرسوا أسرار الكون، فإذا ما رأوا هذه الآيات الكونية ورأوا التطابق الكامل مع آيات القرآن فهذا يدل على أن القرآن كما قال الله تبارك وتعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
فإذا ما وجدنا هذا الكتاب العظيم مطابقاً للعلم فهذا يعني أنه كتاب الله، وإذا ما وجدنا فيه التناقضات فهذا يعني أنه من عند غير الله، لأن الله تعالى الذي خلق الكون هو أعلم به وأعلم بخلقه ولا يمكن أن يخطئ المولى تبارك وتعالى ولكن البشر من الطبيعي أن تجد الخطأ في كتاباتهم.
وفي آية أخرى أنكر المشركون البعث يوم القيامة، وأنكروا عودتهم للحياة مرة أخرى يوم الحساب فقالوا: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ ق: 3]. أي لا يمكن أن نعود للحياة، فماذا خاطبهم الله تعالى؟ قال لهم: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ ق: 6]، والفرج كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره هو الشق، وقال أيضاً ما لها من فروج أي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق، فهي بناء محكم.
عندما جاء القرن العشرين، رصد العلماء مساحة كبيرة من السماء فوجدوا أن هنالك عدداً كبيراً من المجرات تتوضع في هذا الكون ولكن هنالك فراغات كبيرة بينها، ووجدوا أن هنالك مناطق من السماء ليس فيها أي مادة، فقالوا إن في السماء فروجاً أي مناطق فارغة ليس فيها أي مادة أو أي مجرات أو أي غبار كوني أو أي شيء آخر. وهنا حدث تصادم (ظاهري) بين العلم والقرآن، كما زعم بعض المشككين في ذلك الوقت، فقد قالوا إن القرآن يقول عن السماء (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) وها نحن نكشف هذه الفروج في السماء، فالسماء فيها فتحات، أو فيها مناطق فارغة وهذا يناقض القرآن، ولذلك فإن القرآن ليس كتاب الله تبارك وتعالى.
عندما نتأمل هذا القول نقول دائماً: أن القرآن هو الصحيح دائماً، مهما تطور العلم يبقى القرآن هو الأساس، وهذا ما حدث فعلاً أنه بعد تطور هذه العلوم بدأ العلماء يلاحظون أن حركة المجرات في الكون لا تتناسب مع حساباتهم، فالمجرة التي رصدوها مثلاً ينبغي أن تسير بسرعة معينة حسب بعدها والحسابات والمجرات المحيطة بها، ولكنهم وجدوا أن هنالك مادة تؤثر بشدة على هذه المجرات فأسموها "المادة المظلمة".
 
بعدما تطور علم الفلك وهذا منذ سنوات قليلة فقط، قالوا هنالك مادة مظلمة تملأ الكون بنسبة أكثر من 96 %، وقالوا أيضاً إن ما كنا نظنه فراغات أو فجوات في السماء إنما هي مادة مظلمة لا تُرى وهي مادة كثيفة وقوية جداً ومتينة بل إنها تسيطر على الكون بأكمله، وهنا يلتقي العلم مع القرآن فعندما قال تبارك وتعالى: (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) فهذا هو القول الحق وهو ما كشفه العلماء أخيراً!!
ولكن على الرغم من ذلك اعترض بعض المشككين وقالوا: إن نظرية المادة المظلمة هي مجرد نظرية، لم يتم إثباتها لأن العلماء يقولون إن هذه المادة لا يمكن أن ترى، ولا يعرفون ما هي طبيعتها فهي مادة مجهولة بالنسبة لهم، وقال هؤلاء المشككون: إن هذه مجرد نظريات..
ولكن وأخيراً وفي منتصف العام 2007 تمكن العلماء من التقاط صورة للكون وصوروا هذه المادة المظلمة. ويقول علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء: إن هذه الحلقة من المادة المظلمة هي حلقة ضخمة جداً يبلغ طولها أو قطرها اثنان ونصف مليون سنة ضوئية ونحن نعلم أن الضوء يسير بسرعة 300 ألف كم في الثانية الواحدة، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة عندما يسير بهذه السرعة الكبيرة 300 ألف كم في الثانية الواحدة. فتأملوا معي كم يقطع هذا الضوء خلال 2.5 مليون سنة، إنه يقطع مسافة هائلة جداً هذه مجرد حلقة صغيرة من المادة المظلمة كشفها العلماء وصوّروها بأجهزتهم حديثاً. وهنا تتجلى أمامنا حقيقة جديدة هي أن الكون عبارة عن بناء محكم، وأن الله تبارك وتعالى قد أحكم بناء هذا الكون ووزع المادة فيه بنظام دقيق جداً.

يقول العلماء إن معظم مادة الكون هي المادة المظلمة، وتشكل المادة المظلمة مع الطاقة المظلمة بحدود 96% أو أكثر بقليل، والمادة العادية التي نعرفها، مثل المجرات الدخان الكوني، الغبار الكوني، المذنبات، الكواكب، النجوم، هذه لا تشكل إلا أقل من 4 % ومعظمها لا يرى لأنها نجوم ومجرات بعيدة خافتة لا تكاد تُرى، ويقولون إن كل ما نراه من الكون هو أقل من 1 % ولذلك فإن الله عز وجل عندما أكد لهؤلاء المشككين أن هذا القرآن هو قول رسول كريم ماذا قال لهم؟ يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحاقة: 38-40] فالله تبارك وتعالى يستخدم آياته الكونية ويقسم بها على أن هذا القرآن هو كلام الله رسول كريم وليس قول بشر كما يدعي هؤلاء.
لقد حدثنا الله تبارك وتعالى عن السماء في كثير من آيات القرآن: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]. ويقول أيضاَ: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]. ويقول أيضاً: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].
وهنا لاحظ العلماء حديثاً جداً أيضاً أن هذه المجرات متوضعة عبر المادة المظلمة التي لا ترى ولكنها مادة قوية وشديدة وتتحكم بتوزع المجرات في الكون، أي أن المادة المظلمة غير المرئية تتحكم بما هو مرئي في الكون، وهنا قد نجد إشارة إلى أن هذه المادة قد تكون هي السماء التي حدثنا الله عنها، لأن الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [الملك: 5]، والعلماء يقولون إن المادة المظلمة تملأ الكون، وهذه النجوم والمجرات والنجوم البعيدة اللامعة هي مثل المصابيح المعلقة، يسمونها في اللغة الإنكليزية Flash-Lights أي مصابيح كاشفة تكشف ما حولها من دخان وغبار وغير ذلك.
والشيء الآخر أنهم وجدوا طرقاً في هذه السماء، فقد وجدوا أن المادة المظلمة تنتشر على شكل طرق، أي أنها ليست مادة مسمطة أو كتلة واحدة، بل هي محبوكة على شكل طرق، أو على شكل نسيج، وهنا تتجلى معجزة القرآن أيضاً عندما حدثنا عن هذا الأمر فقال تبارك وتعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7] وبعض المفسرين فسر هذه الآية بقوله: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) أي ذات الطرق، وفعلاً يقول العلماء وبالحرف الواحد: (إن المادة المظلمة تنتشر على شكل طرق تتخلق فيها المجرات وتجري أشبه بطرق سريعة في مدينة مزدحمة).
 
هذه صورة الكون كما وجدها علماء وكالة (ناسا)، حيث أنهم وجدوا أن هذه المادة المظلمة أو السماء تنتشر على شكل طرق، والله تبارك وتعالى حدثنا عن هذا الأمر عندما قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون: 17]، ويقولون أيضاً إن هذه المادة المظلمة محكمة وشديدة وتم بناؤها بإحكام شديد. الله تبارك وتعالى أيضاً ذكر هذا الأمر عندما قال: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12] وصف هذه السماوات بأنها شديدة، وقوية ومتماسكة.
ولذلك فإن هذه المادة المظلمة قد تكون هي السماء التي حدثنا عنها القرآن، والتي خاطب الله تبارك وتعالى بها الناس على لسان نبيه نوح عليه السلام عندما قال: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا) [نوح: 15-16] فسيدنا نوح يحدثنا عن سبع سماوات، والقرآن دقيق في هذه الآية، عندما قال: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ) لأننا لا يمكن أن نرى هذه السماء رؤية مباشرة، إنما نستطيع أن نراها من خلال الحسابات والأرقام والأجهزة ونستطيع أن نعرف كيف تم بناؤها، كما قال تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا) تأملوا كلمة كيف، أي: أيها الإنسان ابحث في الكيفية التي تمت فيها بناء هذه السماء (كَيْفَ)، وهذا النداء الذي أطلقه القرآن قبل أربعة عشر قرناً يطبقه اليوم علماء الغرب وهم لم يقرؤوا القرآن.
ففي بحث علمي حديث لثلاثة من كبار الباحثين والذي نال جائزة (كارفورد) لعام 2005 وأطلقت هذا البحث الأكاديمية السويدية للعلوم يقول فيه الباحثون: (إن هذا الكون يظهر غنىً في البناء) أي ليس هو مجرد بناء، بل هو أكثر من بناء حتى، من الذرة إلى المجرة إلى الكواكب إلى الغبار الكوني إلى كل شيء في هذا الكون تم بناؤه بإحكام عجيب، وهذا ما قاله القرآن عندما أمرنا أن ننظر ونتفكر. وخرجوا بنتيجة بحثهم أنه لا توجد أي فراغات في هذا الكون، وهذا ما قال به القرآن: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ).
لماذا ذكر الله هذه الحقيقة الكونية في كتابه؟
ولماذا حدثنا عن مادة مظلمة لا ترى؟ ولماذا حدثنا عن السماء ونحن نعلم أن السماء الدنيا هي كل ما نراه من مجرات هو ما دون السماء الدنيا؟ هنالك أناس يسمون طبقات الغلاف الجوي السماوات السبع، وهذا خطأ يقيناً، لأن السماوات السبع هي أبعد بكثير من مجال رؤيتنا، فأبعد مجرة مكتشفة ويبلغ بعدها بحدود أكثر من 20 ألف مليون سنة ضوئية، ونحن لا زلنا ضمن حدود السماء الدنيا لأن الله تبارك وتعالى يقول: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. وهنا يأتي الهدف! كأن الله تبارك وتعالى يقول: أيها الإنسان انظر إلى هذا الكون الذي حدثتك عنه، فإذا ما رأيت هذا الإحكام، وهذا الإعجاز الكوني يتجلى في خلق الله تبارك وتعالى، وقد حدثتك الله عنه في القرآن، فلا بد أن تدرك أن صاحب هذا الكون، هو صاحب هذا الكتاب وأن خالق الكون تبارك وتعالى هو من أنزل هذا القرآن.
كذلك فإن الله تبارك وتعالى عندما يقول: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحاقة: 38-40]. تماماً كأن الله تبارك وتعالى يريد أن يرسل لك رسالة خفية، أيها الإنسان المشكّك: كما أن الله تبارك وتعالى حدثك عن أشياء لا تراها، وحدثك عن آيات كونية لا يمكن رؤيتها، وأنت اليوم في القرن الحادي والعشرين بعد تطور الأجهزة بشكل مذهل، وبعد اكتشاف هذه الحقائق من قبل آلاف العلماء، وذلك باستخدام مئات المراصد الكونية المتوضعة على الأرض وخارج الأرض وملايين الأجهزة من الكمبيوتر جميعها تعمل ليلاً نهاراً بهدف اكتشاف هذه الحقائق الكونية، عندما تدرك أن الله تبارك وتعالى حدثك عنها، فلا بد أن تدرك أن هذا الكلام هو قول رسول كريم، ليس كلام بشر، لأن البشر لا يمكن أن يجزموا بهذه الحقائق.
فنحن نعلم أن القرآن نزل في القرن السابع الميلادي، وعندما نجد فيه حديثاً عن السماء وأنها ذات حبك، وذات طرق، وأن الله بنى فوقنا سبع طرائق وأنه أيضاً تبارك وتعالى وصفها بأنها شديدة (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12]، ويأتي العلماء اليوم ليصفوا هذه المادة المظلمة بنفس الصفات التي أطلقها القرآن قبل أربعة عشر قرناً..
فماذا يعني ذلك؟!
إنه يعني شيئاً واحداً: أن هذا القرآن هو كتاب من عند الله تبارك وتعالى وليس لبشر أي حرف فيه، كذلك فإن الله تبارك وتعالى يعلمنا كيف نرد على أعداء القرآن بشكل علمي، فالله تعالى يقول: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ). ويقول أيضاً: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [يونس: 101]. ويقول أيضاً: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) [العنكبوت: 20].
وهكذا آيات كثيرة إنما يعلمنا كيف نخاطب غير المسلمين بلغة العلم ولغة الحقائق العلمية لأننا عندما نقول لهؤلاء العلماء إن ما تكشفونه من أبحاث عن (المادة المظلمة) وصفاتها قد ذكرها الله في القرآن الكريم، فهذا دليل قوي ومقنع على أن هذا القرآن كتاب الله تبارك وتعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

12 يناير 2018

الخمر والنساء: إعجاز نبوي وقرآني مذهل

الخمر والنساء: إعجاز نبوي وقرآني مذهل

هل تعلم عزيزي القارئ أن تناول الخمر يجعل الإنسان يفكر بطريقة مختلفة تجاه النساء؟ هذا ما جاء في آخر بحث علمي وهذا ما قاله الحبيب عليه السلام قبل 14 قرناً...

طالما قال الملحدون إن تناول الخمر هو حرية شخصية ولا يؤثر على الآخرين إذا تم تناوله باعتدال.. فهل كلامهم صحيح؟ تأتي اليوم (نهاية 2017) دراسة علمية لجامعة Nebraska-Lincoln الأمريكية لتؤكد أن كأساً واحداً من الخمر لتجعل الإنسان ينظر إلى المرأة على أنها مخلوق للمتعة الجنسية فقط!! حيث قام العلماء بتجرية على أناس يتناولون كأساً واحداً من الخمر فقط.. فتحولت نظرتهم إلى النساء من الوجه والأعين إلى الخصر والصدر...
إن هذا يعني أن الخمر يثير لدى من يشربه شهوة الزنا بالمرأة التي أمامه.. ولذلك ينبغي إعادة النظر بموضوع حرية شرب الخمر لأن تأثيراته تمتد للآخرين.. ولا تقتصر الأضرار على الشخص نفسه.
هذا البحث سيساعد الباحثين على إعطاء نصائح تتعلق بشرب الخمر بحيث يمتنع الإنسان عن تناول الخمر عندما يكون بجانب امرأة، وبخاصة المرأة الحسناء!
إذاً الحقيقة العلمية التي تم إثباتها في نهاية 2017 تقول:
إن تناول القليل من الخمر يحول الإنسان من إنسان متوازن إلى إنسان يشكل خطراً على النساء، بسبب حدوث تغيرات في نشاط الدماغ والعمليات الفيزيولوجية فيه... وبالتالي يدفعه باتجاه الزنا أو الاغتصاب أو على الأقل التحرش الجنسي.. ويظهر تأثير الخمر بشكل أكبر كلما كانت المرأة أكثر جمالاً وإثارة.
الخمر والسوك العدواني
تناول الخمر يطور لدى الإنسان سلوكاً عدوانياً تجاه الآخرين قد ينتهي بالعنف والجريمة وأحياناً القتل!! وهذا بحث علمي يؤكد هذه الحقيقة العلمية بوضوح ..



في دولة مثل ألمانيا التي يكثر فيها تناول الخمور. ثلث الجرائم تحدث بسبب تأثير مباشر للخمر.
في هذا البحث نقرأ قول الباحثين: 
According to the World Health Organization, alcohol consumption is associated with aggressive behavior more closely than the use of any other psychotropic substance
حسب منظمة الصحة العالمية فإن استهلاك الكحول (الخمور) مرتبط بالسلوك العدواني بشكل أقوى من تأثير أي مادة أخرى..
وقد وجدت الدراسات أن الخمر يدخل مباشرة إلى الجملة العصبية فيحدث تأثيراً على العمليات في الدماغ، حيث تتعطل مراكز القيادة والسيطرة.. وتتعطل المراكز التي تقوم بتنبيه الإنسان لوجود خطأ ما.. وتنشط مراكز أخرى تجعل شارب الخمر يرى ارتكاب الجريمة أمراً جيداً!!
كما تؤكد دراسة حديثة جداً أجريت عام 2017 أن العلاقة بين الخمر والسلوك العدواني أصبحت حقيقة يقينية .. فقد تم مراقبة سلوك آلاف من مدمني الخمر وتبين أن العدوانية تظهر على مدمن الخمر تجاه أصدقائه وأقاربه وأهل بيته.. وكثير من حالات العنف المنزلي سببها الإدمان على الخمر.
وهذه دراسة عام 2016  تؤكد ما يلي: 
Alcohol also makes people aggressive, and is a factor in roughly 40 percent of violent crimes committed today.
الكحول يجعل الناس عدوانيين، وهو عامل في ما يقرب من 40 % من جرائم العنف المرتكبة اليوم.
ماذا عن النظر إلى الخمور؟
بحث آخر جديد (في منتصف 2017) من أستراليا وتحديداً من جامعة Curtin يؤكد أن مجرد النظر إلى الإعلانات المتعلقة بالخمر هو أمر عدائي يحفز في دماغ من يشاهده رغبة لتناوله وربما الإدمان عليه .. الأثر الأكبر للنظر للخمور وإعلاناتها يكون على الأطفال.. لذلك قال الباحثون: يجب منع النظر إلى هذه الإعلانات المتعلقة بالخمور لكي نحمي أطفالنا وشبابنا من الانحراف..
الخمر والميسر
بحث جديد (2017) لكلية لندن الملكية Imperial College London وجد باحثون دوليون شيئاً غريباً.. تأثير الخمر على الدماغ يشبه تأثير القمار !! هذا البحث الذي نشر على مجلة  Translational Psychiatry يؤكد أن القمار (الميسر) له أثر مدمر ليس فقط على الشخص بل على عائلته وعلى المحيطين به أيضاً.



في هذا البحث لاحظ الباحثون البريطانيون أن الإدمان على القمار يضرب مناطق محددة في الدماغ هي ذاتها التي يضربها الإدمان على الخمر.. ولذلك يعتبرون أن الأضرار الخطيرة للخمر والميسر لا تنفصل عن بعضها، ويكون الضرر أكبر ما يكون على دماغ مدمن الخمر والميسر معاً.
الميسر والسلوك العدواني
بحث بريطاني آخر وجديد أجري في جامعة Lincoln عام 2016 ونشر في مجلة الإدمان Addiction وأجري على أكثر من 3000 شخص وبيّن بشكل قاطع أن القمار أو الميسر يطور لدى الإنسان سلوكاً عدوانياً تجاه الآخرين، وكلما لعب بالقمار أكثر كلما زادت العداوة والبغضاء تجاه الآخرين، وبخاصة الزوجة والأولاد.
 
جاء في هذه المقالة بالحرف الواحد :
Men who gamble are more likely to act violently towards others, with the most addicted gamblers the most prone to serious violence, new research has shown.

فكلما لعب الإنسان القمار أكثر كلما زاد ميوله للعنف تجاه الآخرين.. هذه حقيقة يقينية اليوم.
أضرار هائلة للخمر
وهذا موقع عالمي  صمم خصيصاً للتحذير من مخاطر الخمور.. جاء فيه بالحرف الواحد:
Alcohol, more than any illegal drug, was found to be closely associated with violent crimes, including murder, rape, assault, child and spousal abuse. About 3 million violent crimes occur each.
ركزوا معي على هذه العبارة: الخمور مرتبطة بشكل قوي جداً بجرائم العنف: القتل والاغتصاب..
وهذا موقع آخر  يؤكد منذ بداية المقالة على أن الخمر يلعب دوراً كبيراً في جرائم العنف. وجاء فيه:
Alcohol plays a large role in criminal activities and violence.
وترجمة هذا الكلام: الكحول يلعب دوراً عظيماً في النشاطات الإجرامية والعنف!
وجاء عليه أيضاً:
In fact, about 40 percent of convicted murderers had used alcohol before or during the crime.
وهذا يعني: في الحقيقة بحدود 40 % من مجرمي القتل المدانين تعودوا شرب الخمر قبل أو أثناء جريمة القتل. 

صورة وتعليق: هذه صورة من أحد المواقع المتخصصة بالتنبيه على أضرار الخمور.. فهذا هو تأثير كأس من الخمر خلال ساعة: بعض التأثيرات الخطيرة للخمر والمدمرة.. تأثيرات خطيرة على العين ومخاطر الرؤيا والإبصار.. تأثيرات على الدماغ وفقدان الوعي وتدمير أجزاء من الدماغ، تأثيرات مدمرة على الرئتين – الكبد – البنكرياس – الكليتين – المعدة بالإضافة لأضرار كبيرة على الصحة النفسية وأضرار جنسية أيضاً.. بعد كل هذا.. هل هناك عاقل يقول إن الخمر مفيد للقلب ؟؟!
الخمر يتلف الشريط الوراثي
بحث حديث جداً (2018) جاء من مركز أبحاث السرطان البريطاني Cancer Research UK في Cambridge يؤكد أن الخمر يحدث تشوهات خطيرة ودائمة في الشريط الوراثي، هذا البحث والذي نشر في مجلة الطبيعة Nature يفسر كيف أن الخمور هي سبب رئيسي للإصابة بالسرطان .
 
تناول الخمر يطور سبعة أنواع من السرطان بسبب حدوث تشوهات دائمة في الشريط الوراثي DNA وهذه الأضرار تحدث خللاً في أنظمة عمل الخلايا مما يؤدي إلى احتمال الإصابة بنوع من أنواع السرطان السبعة وبخاصة سرطان الثدي والأمعاء.
 هل قطيرات من الخمر تضر؟  

وهذا بحث جديد نشر في المجلة الطبية البريطانية  British Medical Journal (BMJ) يؤكد أن الكميات الصغيرة والمعتدلة من الخمر (والتي كانت آمنة فيما مضى) فإنها تعتبر مضرة بالدماغ . لقد بين البحث الذي أجري على 550 شخصاً من النساء والرجال أن تناول الخمر بكمية معتدلة فإنه يؤدي لهبوط في منطقة hippocampus هذه المنطقة مسؤولة عن الذاكرة والتوجه المكاني ولها أهمية في الإدراك (تناول الخمر يسبب هبوطاً في الإدراك بعد تناوله بأقل من نصف ساعة).
 

والنتيجة التي وصل إليها الباحثون في هذا البحث تقول بأنه حتى الكميات الصغيرة تعتبر غير آمنة على الدماغ.. وأن الكميات الآمنة من الخمر والتي كان ينصح بها الأطباء في بريطانيا وأمريكا، في الحقيقة هي غير آمنة ومهما كانت ضئيلة ولا يمكن تبريرها. ويقول الباحثون في نهاية بحثهم: لقد وجدنا أنه ليس هناك مبرر للاستهلاك القليل من الخمر لأنه يؤثر على بنية الدماغ.
إحصائية 2013
ماذا نتج عن عدم تحريم الخمر في الولايات المتحدة الأمريكية.. إحصائيات لعام 2013 تقول:
يوجد 16.5 مليون مدمن خمر شديد في أمريكا. وأكثر من نصف الشعب الأمريكي (52 % ممن هم فوق سن 12 سنة) يتعاطون المسكرات بشكل مستمر . 
هذه إعلانات يحاولون من خلالها اجتناب الخمر.. ويضعون أرقام هواتف للمساعدة على ترك الخمر: الإعلان يقول: ضع الإدمان خلفك.. وابدأ مستقبلك.. أليس هذا ما أمر به ديننا الحنيف؟
ولكن لنتوقف دقيقة ونتساءل: هل علم نبينا عليه الصلاة والسلام هذه الحقائق العلمية؟
1- الحقيقة العلمية الأولى تقول: استهلاك كأس واحد من الخمر يطور الرغبة في الزنا لدى الإنسان.
2- الحقيقة العلمية الثانية تقول: استهلاك الخمر يطور الرغبة بارتكاب الجريمة والقتل أحياناً.
هاتان الحقيقتان أشار إليهما النبي الكريم في أحاديث عديدة منها: فقد روى البيهقي: (اجتنِبوا الخمرَ؛ فإنَّها أمُّ الخبائثِ، إنَّه كان رجلٌ ممَّن خلا قبلكم تعبَّد ويعتزِلُ النِّساءَ فلقيِته امرأةٌ غاويةٌ، فأرسلت إليه خادِمَها، فقالت: إنَّا ندعوك لشهادةٍ، فدخل فطفِقتْ كلَّما دخل عليها بابًا أغلقته دونه حتَّى أفضَى إلى امرأةٍ وضيئةٍ جالسةٍ وعندها غلامٌ وباطِيَةٌ فيها خمرٌ ، فقالت: أنا لم أدْعُك لشهادةٍ ولكن دعوتُك لتقتلَ هذا الغلامَ، أو تقعَ عليَّ، أو تشرَبَ كأسًا من هذا الخمرِ، فإن أبيْتَ صِحتُ وفضحتُك، فلمَّا رأَى أنَّه لا بدَّ من ذلك قال: اسقِيني كأسًا من هذا الخمرِ فسقَتْه كأسًا من الخمرِ، ثمَّ قال: زِيديني فلم يَرِمْ حتَّى وقع عليها، وقتل النَّفسَ، فاجتنِبوا الخمرَ فإنَّه واللهِ لا يجتمِعُ الإيمانُ وإدمانُ الخمرِ في صدرِ رجلٍ أبدًا ليُوشِكنَّ أحدُهما أن يُخرِجَ صاحبَه) [رواه البيهقي].
هذا الحديث يؤكد لنا أن تناول الخمر يطور لدى الإنسان الرغبة في الاغتصاب وكذلك يطور لديه السلوك الإجرامي العنيف الذي قد ينتهي بالقتل.. هذا ما حدث مع ذلك العابد.. مع أنه كان يعتزل النساء سنوات طويلة ولم يتأثر بهن.. حتى شرب الخمر.
إذاً هذا الحديث الشريف الذي رواه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، يعتبر معجزة علمية لأنه في زمن النبي عليه السلام لم يكن أحد يعلم التأثير النفسي للخمر على سلوك الإنسان تجاه النساء وكذلك السلوك الإجرامي.. وهذا يعني أن النبي الكريم لا ينطق عن الهوى وأن أحاديثه تتفق مع الدراسات العلمية مئة بالمئة!
3- الحقيقة العلمية الثالثة تقول: استهلاك الخمر يطور السوك العدواني لدى الإنسان.
4- الحقيقة العلمية الرابعة تقول: إن الميسر يحدث أضراراً في الدماغ وتأثيرات مدمرة تشبه تماماً تلك التي يسببها الخمر والمخدرات!!
5- الحقيقة العلمية الخامسة تقول: إن الميسر يطور لدى الشخص السلوك العدواني العنيف تجاه الآخرين. 

هذه الحقائق الثلاث أنبأ عنها القرآن بصورة رائعة في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ عَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة:  91]. فهذه الآية تضع الخمر والميسر على نفس المستوى وهذا ما أثبته العلم أن تأثير الخمر وتأثير القمار متشابه على الدماغ وعلى سلوك الإنسان..
كما أن الآية تؤكد أن تناول الخمر ولعب القمار يطور لدى الإنسان سلوكاً عدوانياً (الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ).. والدراسات العلمية الجديدة تؤكد ذلك كما رأينا.
6- الحقيقة العلمية السادسة تقول: النظر إلى الخمر يطور رغبة لدى الشباب والأطفال بضرورة استهلاكه وربما الإدمان عليه فيما بعد... ولذلك يحاول العلماء منع ظهور إعلانات الخمور وينصحون بعدم النظر إليها..
هذا البحث الجديد لم يكن جديداً على علمائنا رحمهم الله الذين استمدوا علمهم من نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد لعن الله الخمر وكل ما يتعلق بها.. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه لعن في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشترى له) [رواه أبو داود].. ثم يأتي بعض الجهلاء ليقولوا : يجوز العمل في محلات بيع الخمر!!
7- الحقيقة العلمية السابعة تقول: إن الخمر داء وليس بدواء ويسبب أضراراً للدماغ والشريط الوراثي وينتهي بالسرطان.
أيضاً هذه النتيجة المهمة التي توصل إليها العلماء أخيراً أنبأ عنها حبيبنا عليه الصلاة والسلام في قوله عن الخمر: (إنَّها ليست بدواءٍ ولكنَّها داءٌ) [رواه ابن حبان في صحيحه].
8- الحقيقة العلمية الثامنة تقول: حتى الكميات القليلة جداً من الخمر مضرة للدماغ.
هذا بالضبط ما أشار إليه النبي الكريم في قوله: (ما أسكَرَ كثيرُهُ، فقليلُهُ حرامٌ) [رواه الترمذي].
والخلاصة:
نحن أمام 8 حقائق علمية جديدة لم يتأكد العلماء منها يقيناً إلا في السنة الماضية أو التي قبلها فقط.. فماذا سيقول الملحدون الذين تغنوا بالخمر وبالحرية الشخصية؟ كيف سيواجهون هذا البحث؟ هل كلام النبي الكريم يتفق بنسبة 100 % مع الحقائق العلمية أم لا؟ لن يستطيع أحد أن ينكر أن النبي محمد صلى الله عليه سلم قد تلقى الوحي من الله تعالى، وإلا لماذا يحرم الخمر وهي شيء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه؟ لو كان كما يدعون أنه يقتل البريئين ويسبي ويغتصب النساء ويسرق أموال الناس.... إذاً لماذا يحرم الخمر.. هل من جواب منطقي؟ هل سمعتم بمجرم يرتكب هذه الفظائع ثم يحرم الخمر؟
إن تحريم النبي الكريم للخمر هو أكبر دليل على أنه يريد الخير للناس جميعاً، ودليل على أنه لم يسلك أي طريق فيه عنف أو إجرام ... لأن الخمر هي أم الخبائث كما سماها.. إنه رحمة للناس جميعاً... حتى الملحدين لو طبقوا تعاليمه لحصلوا على السعادة التي حرموا منها بسبب إلحادهم.. ويكفيه أن الله تعالى قال في حقه:  { وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }  [الأنبياء:  107]. وقال أيضاً في حقه: { وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }  [القلم:  4]. وقال: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }  [التوبة:  128].
فالحمد لله أن جعلنا من أمة هذا النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير .

أعياد المسلمين .

 أعياد المسلمين . أحبتي فى الله لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟  الحقيقة أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله ع...