17 أغسطس 2013

السلاحف آية من آيات الله .

  السلاحف آية من آيات الله .

إنها المخلوقات الأطول عمراً وأكثر تحملاً ... خلقها الله قبل خلق الإنسان ب 200 مليون عام! وزودها بقدرات خارقة تشهد على عظمة الخالق عز وجل....

حقائق...
تعتبر السلاحف من المخلوقات القديمة على وجه الأرض حيث نشأت قبل أكثر من 220 مليون عام، أي قبل الطيور والثعابين في عصر قريب للديناصورات. والسلاحف تعيش في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
يصل وزن بعض أنواع السلاحف أكثر من 700 كيلو غرام. من سبع أنواع سلاحف بحرية هناك ستة مهددة بالانقراض بسبب أعمال التنمية الساحلية والصيد وحركة السفن والقوارب البحرية. والتي تؤدي إلى فقدان أماكن التعشيش .
يمكن للسلحفاة الجلدية الظهر البحرية أن تسافر لمسافة 12000 كيلومتر عن مكان التعشيش ثم تعود بعد ذلك دون أن تخطئ طريقها.
السلحفاة هي أول مخلوق يدور حول القمر؟
حيث قام الاتحاد السوفييتي عام 1968 بإرسال مسبار الفضاء Zond 5 وفيه زوج من السلاحف وتبين بعد العودة أن السلاحف تحملت هذه الرحلة بسهولة مع انخفاض في ورزنها بنسبة 10 % وحدوث بعض الاضطرابات ولكنها بقيت قادرة على الحياة ولم تفقد شهيتها للطعام!
للسلاحف حاسة شم وكذلك حاسة ذوق وسمع وبصر وهي تتكلم وتصدر ترددات صوتية مثل البشر.
الغلاف الصلب الذي يغلف جسم السلحفاة يمنعها من توسع الصدر للتنفس مثل بقية الكائنات، ولذلك تستخدم عضلات الرقية وبقية عضلات الجسم للمساعدة على التنفس، حيث لا يوجد لدى السلحفاة حجاب حاجز.
السلحفاة تحب الألوان الأحمر والأصفر والبرتقالي وتميز الألوان جيداً وهذا يساعدها على إيجاد الغذاء وتجنب الأعداء. وهناك مخلوقات كثيرة تنتظر صغار السلاحف حتى تخرج من بيوضها لتفترسها مثل الثعالب والكلاب ومثل سرطان البحر وبعض الطيور البحرية مثل النورس ..

طريقة خلق السلحفاة تستدعي التأمل... فتصميمها الخارجي وتزويدها بغلاف صلب جداً أمر ينافي المصادفة التي يدعيها الملحدون، فلماذا تطورت هذه المخلوقات بالذات وشكلت هذا الغلاف الصلب.. ولو أن الأمر يحدث وفق قوانين التطور لرأينا الكثير من المخلوقات لها غلاف صلب!! لماذا هذه بالذات؟ لندرك أن الله تعالى هو من خلق هذه الكائنات وليست الطبيعة الصماء.
يدعي الملحدون أن هذه المخلوقات وغيرها نشأت عن طريق المصادفة، ولكن الأبحاث العلمية تؤكد أن طريقة خلق هذه السلاحف والقدرات التي تتميز بها تنفي احتمال المصادفة وتؤكد أنه خلق منظم يسير وفق برنامج دقيق.
فعندما تضع السلحفاة بيوضها وتمكث بحدود سبعة أسابيع فإن الجنين يستهلك معظم الكالسيوم الموجود في البيضة وغلافها، وعندما يكتمل خلق الجنين داخل البيضة يتشكل في مقدمة الأنف نتوء صلب يساعد الجنين على كسر غلاف البيضة، وهذا النتوء يختفي بعد ذلك... سبحان الله، هل الطبيعة هي المسؤولة عن خلق هذا النتوء الصلب في هذا التوقيت بالذات ثم اختفائه بعد أيام؟؟
وكيف علمت الطبيعة أن جنين السلحفاة اكتمل خلقه بهذا التوقيت، وكيف علمت الطبيعة أن هذا النتوء يجب أن يختفي لأنه لو بقي سيسبب مشاكل للسلحفاة... إنه الله تعالى القائل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
بحث مذهل حول دماغ السلاحف
باحثون من جامعة ميامي وجدوا أن دماغ السلحفاة يمكن أن يعمل من دون أكسجين لعدة أشهر!! بينما دماغ الإنسان إذا تم قطع الأكسجين عنه فسوف يموت الإنسان خلال ثلاث دقائق فقط!!
إذاً السلحفاة تتفوق على الإنسان فهي أقوى منه بكثير ومزودة بأجهزة متطورة للتأقلم مع مختلف وأقسى الظروف... فهل تتكبر بعد الآن أيها الإنسان؟ تأمل معي هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار].
السلاحف تسبق الأقمار الاصطناعية!
السلاحف تستخدم تقنية نظام تحديد المواقع العالمي Global Positioning System أو اختصاراً GPS قبل البشر بملايين السنين حيث تعتمد على المجال المغنطيسي للأرض في معرفة الاتجاهات... سبحان الله
ففي اللحظة التي تخرج السلاحف من أماكن التعشيش تحت الأرض تتجه لمياه المحيط ثم تسافر في رحلة لأكثر من 12000 كيلومتر ومن ثم تعود لمكانها الأصلي دون أن تخطئ!

تضع السلحفاة عشرات أو مئات البيوض... وتختار المكان بعناية فائقة ومن ثم تفقس هذه البيوض وعلى الفور تتجه السلاحف الصغيرة باتجاه الماء وتذهب باتجاه الماء المياه الدافئة... دون خبرة أو تجرية بل تهتدي إلى طريقها من دون أب أو أم... من الذي هداها وعلمها؟
في تجربة حديثة وضعت السلاحف حديثة الولادة في مجال مغنطيسي للتشويش عليها وعلى الرغم من ذلك اتجهت على الفور باتجاه المياه الدافئة!!

سلحفاة حديثة الولادة، تتجه مباشرة لمياه المحيط ومن ثم تسبح في هذه المياه متجهة إلى المياه الدافئة.. وبعد أن تقطع أكثر من 14000 كيلو متر في ظلمات البحار... وتدور حول عدة قارات... تعود بسهولة إلى نفس المكان الذي غادرت منه... سبحان الله، ما هي القوة التي تهديها في هذه الرحلة الطويلة؟
يقول العلماء هناك شيء ما في دماغ هذه السلاحف تهديها للطريق الصحيح.. فمن الذي يهدي هذه السلحفاة؟ ونقول إنه الله تعالى القائل على لسان سيدنا موسى عندما سأله فرعون عن ربه فماذا رد عليه؟ يقول تعالى: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 49-50].
ــــــــــــ
دمتم بخير.

10 أغسطس 2013

من عجائب أرقام القرآن العددين 99 و 63 .

من عجائب أرقام القرآن العددين 99 و 63

كلما تأملنا أرقام القرآن وجدنا أشياء عجيبة تؤكد لنا أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل هذا القرآن.. لنقرأ هذه العجائب ....
أحبتى فى الله.. لا ينبغي لمؤمن أحب القرآن أن ينكر معجزة واضحة في كتاب الله تعالى من دون أن يتأكد ويبحث ويتدبر، فالتدبر عبادة لله عز وجل أمرنا الله بها، بل إن كل من لا يتدبر القرآن هو مقفل القلب.. قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].
لذلك دعونا نتدبر هذه الأعداد التي اختارها الله لكتابه المجيد، لم تأتِ عبثاً أو بالمصادفة. فجميعنا يعلم أن عدد أسماء الله الحسنى هو 99 اسماً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) [رواه البخاري].
ونعلم أيضاً أن النبي الكريم قد عاش ثلاثاً وستين سنة، ونعلم أن عدد آيات القرآن 6236 آية من دون البسملات، وعدد الآيات القرآنية كاملة مع جميع البسملات هو 6348 وسوف نكتشف أن هذه الأعداد لم توضع عبثاً بل لها ارتباطات عددية تشهد على صدق رسالة الإسلام.
ارتباط آيات القرآن بالعددين 99 و 63
آيات القرآن ال 6236 منزلة من الله تعالى الذي له 99 اسماً، على النبي الكريم الذي عاش 63 سنة، وإليكم المعادلة الرائعة التالية:
عدد آيات القرآن 6236 آية، فإذا رقمنا الآيات بالتسلسل فإن آخر آية سيكون رقمها 6236 وإذا جمعنا رقم أول آية (أي الرقم 1) مع رقم آخر آية (أي العدد 6236) يكون لدينا:
1 + 6236 = 6237 هذا العدد فيه معجزة مذهلة فهو يساوي:
6237 = 99 * 63
- العدد 99 هو عدد أسماء الله الحسنى
- العدد 63 هو عمر الرسول الكريم.
ارتباط آيات القرآن بعدد سنوات نزول القرآن
نزل القرآن على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم طيلة ثلاثة وعشرين عاماً وسوف نرى معادلة عجيبة تربط آيات القرآن كاملة مع البسملات بعدد سنوات النزول. فعدد آيات القرآن هو 6236 آية (مرقمة) وهناك بسملات في بداية السور غير مرقمة عددها 112 بسملة ويكون المجموع هو:
6236 + 112 = 6348 هذا العدد فيه سر رقمي فهو يساوي:
6348 = 23 × 23 × 7 × 12
- العدد 23 هو عدد سنوات نزول القرآن
- العدد 7 هو عدد أيام الأسبوع
- العدد 12 هو عدد أشهر السنة
كأن هذه الأرقام تريد أن تقول لنا إن هذا القرآن هو معجزة الله أبد الدهر!
ونتساءل: هل لهذه الأعداد أن تأتي بالمصادفة، وهل يمكن أن نجد مثل هذه المصادفة في كتاب آخر؟ سؤال نطرحه على كل من يشك بهذا القرآن؟
ــــــــــــ
دمتم بخير.

9 أغسطس 2013

عدد طبقات الأرض في القرآن .

عدد طبقات الأرض في القرآن

هل فعلاً الملحد يبحث عن الحقيقة وما نسبة الملحدين الذين يبحثون بصدق عن الحق؟ دعونا نرد على افتراء من الافتراءات بالدليل العلمي....

أحبتى فى الله.. هناك مواقع للملحدين تشكك بالإسلام ويدعون أن القرآن يحوي أخطاء علمية مثل عدد طبقات الأرض في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق: 12].
 فالعلماء يحددون عدد طبقات الأرض بثلاثة أو خمسة على أكبر تقدير ولكن لا أحد يقول إن طبقات الأرض سبعة وبالتالي القرآن ليس من عند الله لأن الله لا يخطئ!
لقد اتفق العلماء على أن الأرض تحوي ثلاث طبقات رئيسية:
القشرة الأرضية – الوشاح - النواة
ولكن هذه الطبقات يمكن تقسيمها لطبقات أخرى حسب كثافتها وحرارتها وتركيب موادها، فالنواة مثلاً تحوي طبقة داخلية صلبة، وطبقة سائلة تحيط بها. أما الوشاح فيتألف من ثلاث طبقات كل طبقة تختلف عن الأخرى من حيث الكثافة وتركيب المادة ودرجة الحرارة. أما القشرة الأرضية فتتألف من قشرة رقيقة وتحتها غلاف صخري بحرارة مرتفعة.
وبالتالي وحسب هيئة الجيولوجيا الأمريكية U.S. Geological Survey فإن عدد طبقات الأرض سبعة وقد اعتمدوا في هذا التقسيم على اختلاف الكثافات والتركيب الكيميائي، وإليكم صورة توضح هذه الطبقات من موقعهم:
 
صورة مأخوذة من موقع وكالة الجيولوجيا الأمريكية U.S. Geological Survey يبين عدد طبقات الأرض يمكننا عدهم بسهولة (مع ملاحظة أن الطبقة بلون أزرق في الأعلى تمثل البحر وليس طبقة من طبقات الأرض). رابط الصورة: http://pubs.usgs.gov/gip/dynamic/inside.html
 
إن معظم الملحدين النشيطين على الإنترنت للأسف ليس همهم البحث عن الحقيقة لأن الباحث عن الحقيقة يهديه الله بسهولة إلى طريقه المستقيم، والدليل على ذلك آلاف القصص لأناس اهتدوا وأسلموا بعد قراءتهم عن الإسلام.
ـــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير.

6 أغسطس 2013

الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم .

 

الإعجاز في نظم القرآن الكريم

القران الكريميختلف القرآن الكريم في نَظْمِه عن النثر والشعر، ولكنه في ذات الوقت يجمع من خصائصهما ما يُحَيِّر السامع له، ولإعجاز النَّظْم في القرآن الكريم عدَّة مظاهر تتجلَّى فيها.

 أولًا: الخصائص المتعلِّقة بالأسلوب

أ- أن الأسلوب القرآني يَجْرِي على نسق بديع خارجٍ عن المعروف من نظام جميع كلام العرب، فالفنون التعبيريَّة عندهم لا تَعْدُو أن تكون شعرًا أو نثرًا، ولكن القرآن شيء آخر؛ فلننظر إلى قوله تعالى: {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} [فصلت: 1-5].

فهذه الآيات القرآنية بتأليفها العجيب، ونظمها البديع حينما سمعها عتبة بن ربيعة -وكان من أساطين البيان- استولت على أحاسيسه ومشاعره، وطارت بلُبِّه، ووقف في ذهول وحَيْرة، ثم عبَّر عن حَيْرته وذهوله بقوله: "والله لقد سمعتُ من محمد قولاً ما سمعتُ مثله قطُّ، والله! ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة... والله ليكوننَّ لقوله الذي سمعتُهُ نبأ عظيم".
ب- كما أن الأسلوب القرآني يظلُّ جاريًا على نسق واحد من السموِّ في جمال اللفظ، وعمق المعنى ودقَّة الصياغة وروعة التعبير، رغم تنقُّله بين موضوعات مختلفة من التشريع والقصص والمواعظ والحِجج والوعد والوعيد، وتلك حقيقة شاقَّة، بل لقد ظلَّت مستحيلة على الزمن لدى فحول علماء العربيَّة والبيان.

ج- ومن خصائص الأسلوب القرآني كذلك أن معانيه مصاغة بحيث يصلح أن يخاطَب بها الناس كلهم على اختلاف مداركهم وثقافتهم، وعلى تباعد أزمنتهم وبلدانهم، ومع تطوُّر علومهم واكتشافاتهم.

خُذْ آية من كتاب الله ممَّا يتعلَّق بمعنًى تتفاوت في مدى فهمه العقول، ثم اقرأها على مسامع خليط من الناس يتفاوتون في المدارك والثقافة، فستجد أن الآية تعطي كلاًّ منهم معناها بقدر ما يفهم، وأنَّ كلاًّ منهم يستفيد منها معنًى وراء الذي انتهى عنده علمه، مثل قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} [الفرقان: 61]، فهذه الآية تصف كلاًّ من الشمس والقمر فالعامِّي من العرب يفهم منها أن كلاًّ من الشمس والقمر يبعثان بالضياء إلى الأرض، والمتأمِّل من علماء العربيَّة يُدْرِك من وراء ذلك أن الآية تدلُّ على أن الشمس تجمع إلى النور الحرارة؛ فلذلك سمَّاها سراجًا، والقمر يبعث بضياء لا حرارة فيه لذلك سمِّيَ منيرًا، أمَّا العالِمُ الفلكي الحديث فقد يفهم منها أن إضاءة الشمس ذاتية كالسراج، بينما نور القمر مجرَّد انعكاس.. وكل هذه المعاني صحيحة .

د- ومن خصائص الأسلوب القرآني تميّزه بظاهرة التكرار الذي ينطوي على معانٍ بلاغية كالتهويل، والإنذار، والتجسيم والتصوير، ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 1-3]، وقوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} [المدثر: 26، 27].

وهناك تَكْرَار من نوع آخر وهو تكرار بعض القصص القرآني؛ ولكنه تكرار يُؤَدِّي معاني خاصة، حيث تبدأ القصص المكرَّرة بإشارة مقتضبة، ثم تطول هذه الإشارات شيئًا فشيئًا، ثم تعرض في حلقات كبيرة تكون في مجموعها جسم القصة، وخير شاهد على ذلك قصة موسى  التي وَرَدَتْ في حَوَالَيْ ثلاثين موضعًا في القرآن، ولكنها في كل موضع تُخْرَجُ إِخْرَاجًا جديدًا يناسب السياق الذي وَرَدَتْ فيه، وتهدف إلى هدف خاصٍّ لم يُذْكَرْ في مكان آخر؛ حتى لكأننا أمام قصَّة جديدة لم نسمع بها من قبلُ؛ ففي سورة الأعلى -السورة الثامنة في النزول- وردت إشارة قصيرة عن موسى ، فقال I: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: 18، 19]، ثم تُعرض القصة في سور مختلفة وبطرق مختلفة في سورة الأعراف والشعراء والنمل، ثم تأتي سورة القصص حيث تبدأ القصة من أول حلقة فيها من مولد موسى في إبان اضطهاد فرعون لقومه، ووضعه في التابوت، وإلقائه في البحر، والتقاط آل فرعون له، ثم تنتهي عند حلقة فرعون بعد خروج موسى، وهكذا في باقي المواضع الثلاثين؛ ممَّا يؤكِّد أن التكرار في القرآن ليس تكرارًا مطلقًا، بل لمقصد وغاية تربوية وعقائدية.

ثانيًا الخصائص المتعلِّقة بجمال المفرَدَة القرآنيَّة

والتي من أهمِّ مزاياها وخصائصها جمال وقعها في السمع، واتِّساقها الكامل مع المعنى، واتِّساع دلالتها لما لا تتَّسع له عادةً دلالات الكلمات الأخرى من المعاني والمدلولات.
وقد نجد في تعابير بعض الأدباء والبلغاء كلمات تتَّصف ببعض هذه المزايا والخصائص، أمَّا أن تجتمع كلها معًا وبصورة مطَّرِدَة لا تتخلَّف أو تشذُّ فذلك ممَّا لم يتوافر إلاَّ في القرآن الكريم، وإليك هذا المثال القرآني الذي يوضح هذه الظاهرة ويجليها:
يقول تعالى في وصف كلٍّ من الليل والصبح: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: 17، 18]، ففي هاتين الكلمتين: "عَسْعَسَ"، و"تَنَفَّسَ" تشعر أنهما تبعثان في خيالك صورة المعنى محسوسًا مجسَّمًا دون حاجة للرجوع إلى قواميس اللغة؟! وهل في مقدورك أنْ تُصَوِّر إقبال الليل وتمدُّده في الآفاق المترامية بكلمة أدقَّ وأدلَّ من "عَسْعَسَ"؟! وهل تستطيع أن تُصَوِّر انفلات الضحى من مخبأ الليل وسجنه بكلمة أروع من "تَنَفَّسَ"؟!

ثالثًا:الخصائص المتعلِّقة بالجملة القرآنيَّة وصياغتها

ونجد ذلك واضحًا في التلاؤم والاتِّساق الكاملين بين كلماتها، وبين حركاتها وسكناتها؛ فالجملة في القرآن تجدها دائمًا مؤلَّفة من كلمات وحروف وأصوات يستريح لتألُّفها السمع والصوت والمنطق، ويتكوَّن من تضامِّها نسق جميل ينطوي على إيقاع رائع، ما كان لِيَتِمَّ لو نقصت من الجملة كلمةٌ أو حرف، أو اختلف ترتيب ما بينها بشكل من الأشكال، فاقرأ قوله تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} [القمر: 11، 12]، وتأمَّل تناسق الكلمات في كل جملة، بل وتناسق الحروف قبل الكلمات، وعن هذا التناسق البديع بين الجمل والكلمات يقول الباقلاني: "تلك الألفاظ البديعة، وموافقة بعضها بعضًا في اللطف والبراعة، ممَّا يتعذَّر على البشر ويمتنع"!

كما نجد الجملة القرآنيَّة تدلُّ بأقصر عبارة على أوسع معنى تامٍّ متكامل، لا يكاد الإنسان يستطيع التعبير عنه إلاَّ بأسطر وجمل كثيرة، دون أن تجد فيه اختصارًا مُخِلاًّ، أو ضعفًا في الأدلَّة ، اقرأ قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179]، فلا يمكن التعبير الدقيق عن أثر قيمة القصاص في حياة المجتمع إلاَّ بكلمة حياة؛ فالحياة التي في القصاص تنبثق من كفِّ الجناةِ عن الاعتداء ساعة الابتداء، فالذي يوقن أنه يدفع حياته ثمنًا لحياة مَن يقتل جدير به أن يتروَّى ويفكِّر ويتردَّد، كما تنبثق من شفاء صدور أولياء الدم عند وقوع القتل بالفعل، وفي القصاص حياة على معناها الأشمل الأعم؛ فالاعتداء على حياة فرد اعتداء على الحياة كلها، واعتداء على كل إنسان حي، يشترك مع القتيل في سمة الحياة، فإذا كَفَّ القصاصُ الجاني عن إزهاق حياة واحدة؛ فقد كَفَّه عن الاعتداء على الحياة كلها.
وكذلك إخراج الجملة القرآنية للمعنى المجرَّد في صورة حسية ملموسة، ببثِّ الرُّوح والحركة فيها، فيقول I: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17]، إنه يُصَوِّر لك هذا المعنى في مظهر من الحركة المحسوسة الدائرة بين عينيك؛ حيث شبَّه حال المنافق المضطرب بين الحقِّ والباطل بالأعمى الذي لا يبصر.

هذه بعض مظاهر الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن، وقد اعترف نصارى العصر الحديث بعظمة القرآن، وسجَّلوا في ذلك شهاداتهم التي تنطق بالحقِّ؛ فها هو ذا الدكتور ماردروس المستشرق الفرنسي بعد أن كلَّفَتْهُ وزارتا الخارجيَّة والمعارف الفرنسيَّة بترجمة اثنين وستِّين سورة من القرآن يعترف بعظمة القرآن الكريم، وقال في مقدِّمة ترجمته الصادرة سنة (1926م): "أمَّا أسلوب القرآن فهو أسلوب الخالق جلَّ وعلا؛ فإن الأسلوب الذي ينطوي على كُنْهِ الخالق الذي صدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلاَّ إلهًا، والحقُّ الواقع أن أكثر الكُتَّاب شكًّا وارتيابًا قد خضعوا لسلطان تأثيره".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير.

3 أغسطس 2013

الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم .

 

لماذا سرد تاريخ الأمم السابقة؟

اهتمَّ القرآن الكريم بسرد تاريخ الأمم السابقة؛ إمعانًا في تحديه للمعارضين له؛ فيُخْبِرُ عن حياة أُنَاس عاشوا من آلاف السنين بصورة مُوَثَّقة، وبِدِقَّة متناهية، لا يَصِلُ إليها المؤرِّخون مهما أُوتوا من أدلَّة مادِّيَّة.
وقد نوَّع القرآن الكريم في عرض تاريخ الأمم السابقة، وأوضح أن الحكمة من هذه القصص أكبر أَثَرًا، وأشمل حكمة من مجرَّد التسلية ومَلْءِ الفراغ؛ لذا قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].
فالإعجاز التاريخي -كما ذكره السيوطي- هو ما انطوى عليه من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة، والشرائع الدائرة ممَّا كان لا يَعْلَمُ منه القصَّة الواحدة إلاَّ الفذُّ من أحبار أهل الكتاب، الذي قطع عمره في تعلُّم ذلك، فيورده رسول الله على وجهه، ويأتي به على نصِّه، وهو أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب .
فالإنسان هو الإنسان -من مائة قرن خَلَتْ إلى مائة قرن يلدها المستقبل المنظور أو أكثر- لن تتغيَّر طبيعته، ولن يتبدَّل جوهره؛ لذلك فقد حفظ القرآن قصص الأوَّلين مع أنبيائهم، وجدَّد على الناس ذكرها بعدما طَوَتِ الليالي أصحابَهَا؛ ليُدَاوِيَ بها عِلَلاً متشابهة، وقد كثرت القصص لتحصي جملة كبيرة من الأمراض الاجتماعيَّة، وتستأصل جرثومتها بصنوف العِبَر وشتَّى النُّذُر .

قصة نوح

فلنتأمَّل قصة نوح  على سبيل المثال؛ وقد جاءت مفصَّلة - بداية من دعوته لقومه ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا، ومرورًا برحلة التكذيب الكبيرة التي قادها كبراء قومه، وكذلك قلَّة المؤمنين به، وصناعة السفينة، وركوب المؤمنين، وقصة الطوفان العظيم، وغرق ابنه وزوجته، واستقرار الأمر بعد ذلك لنوح ومن آمن معه - كيف علم رسول الله كل هذه التفاصيل التي جاءت أطراف منها في كتب أهل الكتاب، ولم تأتِ أطراف أخرى منها، ولكن رسول الله محمدًا أخبر بها على وجه اليقين؛ لذلك يختم ربنا قصة نوح بقوله: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49]. فهذا التاريخ المُحْكَم في قصَّة من جملة قصص القرآن الكريم؛ يُدَلِّل على أنَّ القرآن الكريم مُعْجِزٌ في توثيقه التاريخي، ويُبنى عليه فائدة تقوم على تأديب النفوس، وسياسة الجماعات.


اسم هامان في القرآن

ومن الأمثلة الواضحة على الإعجاز التاريخي في القرآن ذِكْرُ اسم هامان في القرآن الكريم متَّصلاً باسم فرعون موسى، وكشخصٍ من المقرَّبين إليه، قال تعالى على لسان فرعون: {فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [القصص: 38]، وتُخَالِف صورة هامان في القرآن الكريم الصورة التي ظهر بها في أحد كتب العهد القديم ؛ حيث ظهر كمساعد لملك بابل (في العراق)، وأوقع الضرر الكبير بالإسرائيليين، وقد حدث هذا بعد سيدنا موسى بحوالي ألف ومائة سنة، وقد أثبتت الاكتشافات الفرعونية صحَّة ما جاء به القرآن الكريم؛ فمن خلال الكتابات والنقوش الهيروغليفيَّة تمَّ التعرُّف على معلومة مهمَّة جدًّا، وهي أنَّ اسم هامان ورد فعلاً في الكتابات المصريَّة القديمة؛ حيث يوجد اسمه على حجر موجود حاليًا في متحف هوف بفيينا، كما ورد اسمه كذلك في (معجم أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة Dictionary of Personal names of the New Empire) الذي تمت كتابته اعتمادًا على المعلومات الواردة في جميع الألواح والأحجار المصرية، وظهرت وظيفته وأنه كان مسئولاً عن عمال مقالع الأحجار .


لقب ملك على حاكم مصر في عهد يوسف

ومن إعجاز القرآن التاريخي كذلك أنه أَطلق لقب (مَلِك) على حاكم مصر في عهد يوسف  ، فقال تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ...} [يوسف: 43]. بينما أطلقت التوراة على نفس الحاكم لقب فرعون، والسبب في عدم إطلاق القرآن لقب (فرعون) على حاكم في مصر في عهد يوسف أن لقب برعو - وهو أصل لقب فرعون - لم يكن يُطْلَقُ على حاكم مصر نفسه في ذلك العصر، بل كان يعني (القصر الملكي)، ولم يبدأ إطلاق هذا اللقب على حاكم مصر إلاَّ بعد عصر يوسف بما لا يقلُّ عن مائتي سنة ، وهكذا ففي العصر الذي عاش فيه موسى كان لقب (فرعون) يُطْلَقُ على حاكم مصر، وبذلك يتجلَّى الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم، الذي كان دقيقًا حين لم يستخدم لقب (فرعون) إلاَّ مع حاكم مصر في عهد سيدنا موسى، في حين عمَّمت التوراة استخدام لقب فرعون على حاكم مصر في عصر كلٍّ من إبراهيم ويوسف وموسى، رغم أنَّ المصريين لم يستخدموه للدلالة على حاكم مصر في الزمن الذي عاش فيه كلٌّ من إبراهيم ويوسف .

ونختم بمقولة رائعة للفخر الرازي يقول فيها: "إن هذه القصص دالَّةٌ على نُبُوَّة محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأنه كان أُمِّيًّا وما طَالَعَ كتابًا ولا تَلْمَذَ أستاذًا، فإذا ذكر هذه القصص على الوجه من غير تحريف ولا خطأ؛ دَلَّ ذلك على أنه إنما عرفها بالوحي من الله، وذلك يَدُلُّ على صِحَّةِ نُبُوَّتِهِ" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير.

1 أغسطس 2013

البَرَد بين العلم والقرآن .

البَرَد بين العلم والقرآن .

 
البرَد هو أحد الظواهر الأكثر تعقيداً والتي بحثها العلماء طويلاً، ولم يزل هنالك الكثير مما نجهله حول هذه الظاهرة الجميلة، فكيف تناول القرآن هذه الظاهرة؟ وهل يتطابق مع العلم الحديث؟....
في إحدى عواصف البرد في عام 2000 قُتل أحد الناس عندما سقطت عليه حبَّة برد بحجم حبة التفاح! وفي عام 1981 سببت عاصفة رعدية نزل فيها البرد بكميات كبيرة في الولايات المتحدة خسارة أكثر من 100 مليون دولار. وأكبر حبة برد سقطت كانت في ولاية كنساس عام 1970 وتزن 750 غراماً.
يتجلَّى تعقيد هذه الظاهرة من خلال العمليات بالغة التعقيد التي ترافق تشكل البرَد، لأن تشكل البرَد يتم أثناء العواصف الرعدية، والتي تصل فيها سرعة التيار الهوائي المتجه لأعلى الغيمة إلى 160 كيلو متراً في الساعة أو أكثر. ويقوم العلماء اليوم باستخدام الرادارات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وكذلك الأقمار الاصطناعية لدراسة أسرار هذه الظاهرة المعقدة.
لقد نُسجت الأساطير قديماً حول الظواهر الكونية المخيفة مثل كسوف الشمس والبرق والرعد وظاهرة البرَد، فكان للناس معتقدات ينسبون فيها هذه الظواهر إلى الآلهة، فالكسوف يعني غضب الآلهة أو موت زعيم عظيم، والبرق هو العصا التي يستخدمها بعض الآلهة في الحرب، وغير ذلك من الأساطير التي لا تقوم على أي أساس علمي.
لقد نزل القرآن العظيم في القرن السابع الميلادي، وفي ذلك العصر كانت الأساطير تملأ معتقدات البشر. ولكن كيف عالج القرآن هذه الظاهرة وماذا يقول عنها، وهل صحيح ما يدَّعيه بعض الملحدين أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؟؟!
إن المنطق العلمي يفرض كما في جميع الكتب البشرية أن المؤلف عندما يتحدث عن ظاهرة كونية تجده ينقل لنا الأساطير التي تأثر بها، وتجد في ذلك الكتاب ثقافة ذلك العصر. والسؤال: هل تأثر القرآن فعلاً بثقافة القرن السابع الميلادي؟ وهل صحيح ما ينادي به بعضهم اليوم من أن القرآن نص تاريخي يقبل التبديل والتغيير بما يتناسب مع علوم كل عصر؟؟
لنطلع أولاً على ما يقوله علماء القرن الحادي والعشرين حول أسرار البرَد والعمليات الفيزيائية المعقدة لتطور حبَّة البرَد، وسوف ننقل المعلومات من أهم المواقع العالمية المتخصصة في هذا المجال. وبعد ذلك سوف نطلع على ما جاء في القرآن حول تشكل البرَد، ونتأمل ونتساءل: هل يوجد أي اختلاف أو تناقض بين العلم والقرآن؟ فإذا جاء كلام القرآن حول هذه الظاهرة الدقيقة مطابقاً لأحدث الحقائق العلمية اليقينية كان القرآن كتاب الله تعالى، لأنه يستحيل أن يأتي رجل مهما بلغ من العلم ويتحدث عن حقائق علمية صحيحة في ذلك العصر.
 
نرى في هذا الشكل الغيمة المناسبة لتشكل البرد، حيث تبدأ التيارات الهوائية بدفع الغيوم للأعلى وتجميعها حتى تصبح على شكل برج ترتفع عدة كيلو مترات. إن مجموعة من هذه الغيوم سوف تتآلف لتشكل الغيوم الركامية.
أما إذا وجدنا كلام القرآن هو كلام عادي ولا يتفق مع معطيات العلم، أو وجدنا أدنى اختلاف بين العلم والقرآن، كان هذا دليلاً على أن القرآن هو كتاب من عند غير الله! وهذا ما نجده واضحاً في كتاب الله تعالى عندما أمرنا أن نتدبَّر القرآن لنستيقن بأنه كتاب الله، يقول تعالى مخاطباً كل ملحد وكل مؤمن: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
مراحل تشكل البرَد حسب أحدث الحقائق العلمية
في البداية تبدأ التيارات الهوائية بدفع وسوق الغيوم المتفرّقة باتجاه الأعلى. فحبات البرَد الصغيرة يتطلب تشكيلها تياراً هوائياً سرعته وسطياً 45 كيلو متراً في الساعة، أما حبات البرد المتوسطة فتتطلب تياراً هوائياً بسرعة 88  كيلو متراً في الساعة تقريباً، حبات البرد الكبيرة تتطلب تياراً هوائياً سرعته 160 كيلو متراً في الساعة تقريباً.
ثم تبدأ هذه الغيوم بالتجمع والتآلف، ثم بعد ذلك تتراكم الغيوم فوق بعضها البعض مشكِّلة ما يشبه الأبراج العالية التي تمتد لعدة كيلو مترات في الغلاف الجوي! في هذه الغيوم سوف تبدأ قطرات المطر بالتشكل، وكل مليون قطيرة ماء باردة سوف تتجمع لتشكل قطرة مطر واحدة!!
 
في هذه الغيمة نلاحظ خط الصفر (الخط الأحمر المتقطع) والذي يمثل درجة الحرارة صفر، وفوق هذا الخط يبدأ تشكل البرَد. أي أن البرد لا يتشكل في أسفل الغيمة إنما في أعلاها وأوسطها. وتظهر الأسهم الصفراء وهي تمثل تيارات الرياح التي تسوق السحب باتجاه الأعلى لتكوين السحاب الركامي.
 
بعد تجمع الغيوم تبدأ مرحلة تراكم هذه الغيوم فوق بعضها بفعل التيارات الهوائية، وهذه المرحلة ضرورية لتشكل البرد، لأن البرد يتشكل في الأجزاء العليا من الغيمة، ولذلك يجب أن تكون الغيوم مرتفعة كالجبال!
 والآن يبدأ تشكل البرَد عندما تكون درجة الحرارة منخفضة جداً، دون الصفر، حيث تتجمع قطيرات الماء الصغيرة والشديدة البرودة لتتجمد وتشكل حبة البرَد. ويقول العلماء: إن حبة البرد الواحدة والصغيرة يستغرق تشكلها زمناً 5-10 دقائق، وتحتاج لمئات الملايين من قطيرات الماء التي تتجمع لتشكيل حبَّة برد واحدة!! وقد يصل أحياناً قطر حبة البرد إلى 15 سنتمتراً، وتصطدم بالأرض بسرعة 180 كيلو متراً. يتشكل البرد على ارتفاعات عالية تصل إلى 18 كيلو متراً.
 
رسم يمثل طريقة تشكل البرد، ونلاحظ أن المطر يخرج من جميع أجزاء الغيمة، بينما البرَد يتشكل ضمن منطقة محددة تشبة الجبل (المنطقة الخضراء) ويخرج من مناطق محددة.
يتشكل البرد حول قطرات الماء المجمدة، أو حول ذرات الثلج الصغيرة وقد يحوي البرَد في داخله بعض الغبار والأتربة العالقة أو الحشرات الصغيرة التي ساقها التيار الهوائي في الجو بين الغيوم. ويؤكد العلماء على أن الغيمة الأطول تملك فرصة أكبر في تشكل البرَد بسبب ملامستها لطبقات الجو العليا شديدة البرودة. والتيارات القوية من الهواء مطلوبة لتأمين تشكل البرَد، وحمله والتغلب على قوى الجاذبية الأرضية خصوصاً إذا كانت حبات البرَد كبيرة، وهذه التيارات هي ما يسبب تشكل أبراج من الغيوم الركامية كما يقول العلماء!!!
كلما كان التيار الهوائي المتجه للأعلى قوياً كانت حبات البرَد أكبر، وعندما يعجز التيار الهوائي عن حمل حبات البرَد فإن البرَد سيسقط. لذلك عندما نقطع حبَّة البَرَد إلى نصفين نلاحظ عدداً من الحلقات على شكل طبقات متعددة تماماً كحلقات البصلة، وهذا يعني أن حبة البرد تتشكل على مراحل كل مرحلة تنمو فيها حلقة. وقد لاحظ العلماء أن المطر ينزل من كل الغيمة بينما البرد يسقط فقط من ممرات محددة من الغيمة وتدعى صفوف البرد.
 
تظهر في هذا الشكل حبات برَد مقسومة إلى نصفين ونلاحظ وجود حلقات، مما يدل على أن البرد تشكل على مراحل متعاقبة، تتمثل في دوران حبة البرد دورات متعددة بسبب التيارات الهوائية، وفي كل دورة تتشكل طبقة.
طبعاً جميع هذه المراحل والتي تسبق تشكل البرد ضرورية ولا يمكن أن يتشكل البرد بدونها. يتواجد البرد بشكل شبه دائم في أعالي الغيوم وأواسطها. وعلى كل حال إما أن تذوب حبة البرد قبل وصولها إلى الأرض أو تكون صغيرة الحجم فتذوب داخل التيار الهوائي في الغيمة. وقد تبين أن معظم البرد المتشكل في الغيمة (من 40-70 %) يذوب قبل وصوله إلى الأرض!
وأخيراً يؤكد العلماء أن التيارات الهوائية المتجهة نحو الأعلى لا تقتصر مهمتها على تشكيل البرَد، بل إنها أيضاً مسؤولة عن دفع قمم الغيوم الركامية عالياً إلى طبقة التروبوسفير، مما يؤدي لخلق البيئة المناسبة لحدوث البرق!
 
إن تشكل البرَد في الأجزاء العالية من الغيوم يهيء البيئة المناسبة لحدوث البرق. إذن هنالك علاقة وثيقة بين البرَد والبرق لأن الظروف المناسبة لتشكل البرد هي ذاتها المناسبة لحدوث البرق.
والآن وبعدما تعرّفنا على الحقائق العلمية اليقينية حول ظاهرة تشكل البرَد والتي هي محل اتفاق علماء الغرب، وبعد أن استمعنا إلى أهم الاكتشافات في هذا المجال، ماذا عن كتاب الحقائق-القرآن؟ وكيف تناول كتاب الله تعالى هذه الظاهرة وكيف وصفها؟
حقائق علمية من القرآن
لقد تحدث القرآن عن البرَد في آية من آياته العظيمة، في هذه الآية جمع الله كل الحقائق العلمية التي رأيناها بمنتهى الدقة والإيجاز، وبنفس التسلسل العلمي. لقد بدأت الآية بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا) [النور: 43]. وقد رأينا أن عملية تشكل البرد تبدأ بدفع التيارات الهوائية للغيوم وتجميعها والتآلف بينها، وكلمة (يُزْجِي)  تعني في اللغة "يسوق ويدفع". وهذا ما نراه في أول مرحلة من مراحل تشكل البرد.
ثم تأتي المرحلة الثانية بعد ذلك في قوله تعالى: (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ)، أي يجمع بين السحُب، وهذه المرحلة رأيناها عندما تبدأ الغيوم بالتجمع. ثم تأتي المرحلة الأخيرة لتشكل الغيوم وهي الغيوم الركامية وهذه نجدها في قوله تعالى: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا). وكلمة "رَكَمَ" في اللغة تعني "ألقى الأشياء بعضها فوق بعض"، وهذا ما يحدث تماماً في الغيوم الركامية حيت تدفعها التيارات الهوائية باتجاه الأعلى وتجمّعها باتجاه عالٍ يشبه الأبراج ذات القاعدة العريضة وتضيق كلما ارتفعنا للأعلى وتكوّن شكلاً يشبه "الجبل". وتأمل معي كيف يستخدم القرآن كلمة (ركاماً) وهي نفس الكلمة التي يستخدمها العلماء اليوم "الغيوم الركامية".
وفي المرحلة التالية يبدأ تشكل المطر ونزوله وهذا ما تخبرنا عنه الآية بعد ذلك في قوله تعالى: (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ) وقد ثبُت أن المطر الغزير وهو (الودْق) يخرج من جميع أجزاء الغيمة وهذا ما أشارت إليه الآية في عبارة (مِنْ خِلَالِهِ).
 
تظهر في هذا الشكل حبة برَد عملاقة قطرها 15 سنتميراً، هذه الحبة تركبت من عشرات البلايين من قطيرات الماء الصغيرة تجمعت وتآلفت وشكلت هذه الحبة!! وتتم عملية تشكل هذه الحبة من البرَد وفق قوانين دقيقة ومحكمة بتقدير من الله تعالى. وفق مراحل تتوافق مئة بالمئة مع ما جاء في القرآن الكريم. 
والآن بعدما تشكلت قطيرات المطر أصبحت إمكانية تشكل البرد ممكنة، وذلك من خلال اجتماع ملايين القطيرات من الماء شديد البرودة لتشكيل حبات البرد والتي تتجمع في مناطق محددة في أعلى وأوسط الغيمة ويبدأ نزول البرد من مناطق محددة أيضاً، وهذا ما تحدثنا عنه الآية بعد ذلك: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ)!!  
وهنا نلاحظ أن القرآن يستخدم كلمة (جبال) والعلماء يستخدمون كلمة "أبراج" من الغيوم، لأنهم وجدوا أن شكل الغيوم التي تحوي البرَد يشبه البرج. فتأمل التقارب الشديد بين الكلمة القرآنية والكلمة العلمية. ونلاحظ أيضاً كيف يراعي القرآن تسلسل المراحل.
ويقول العلماء أيضاً إن البرد لا يوجد في جميع أجزاء الغيمة بل في مناطق محددة فيها، وينزل من مناطق محددة أيضاً وليس من الغيمة كلها، ولذلك لم يقل تعالى: وينزل البرَد، بل قال: (مِنْ بَرَدٍ) أي أن جبال الغيوم الركامية تحوي شيئاً من البرَد.
ولكن العلماء وجدوا أن قسماً كبيراً من البرد المتشكل يذوب قبل وصوله إلى الأرض، وقسماً آخر يذوب داخل الغيمة. وهذا ما عبَّر عنه القرآن بقوله تعالى: (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ). إذن الله تعالى يصيب بهذا البرد من يشاء فتجد أن حبات البرد تبقى متجمدة حتى تصل إلى الأرض، ويصرف الله تعالى هذا البرد عمن يشاء من خلال ذوبان الجزء الأكبر من حبات البرد وعدم وصولها إلى الأرض.
ولكن بقي شيء مهم يحدثنا عنه العلماء كما رأينا وهو موضوع البرق وارتباطه بالبرد. فالبيئة المناسبة لتشكل البرد هي ذاتها المناسبة لحدوث ومضة البرق، وهذا أيضاً حدثنا عنه القرآن في نفس الآية في قوله تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)، فتأمل أخي القارئ هذا التسلسل العجيب!!
 
حبات برد كبيرة أحدثت حفراً واضحة على التراب، إن الخسائر الاقتصادية التي يسببها البرد كل عام تقدّر بمئات الملايين من الدولارات.
الإعجاز العلمي للآية
لنكتب الآن الآية كاملة ونرى الحقيقة العلمية الكاملة لظاهرة تشكل البرد: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
إن الذي يتأمل هذه الآية الكريمة يدرك مباشرة التطابق والتوافق الكامل مع معطيات العلم الحديث، ويدرك أيضاً أنه لا اختلاف ولا تناقض بين الحقيقة العلمية اليقينية وبين النص القرآني. وفي هذا الدليل العلمي على أن القرآن إنما نزل بعلم الله عز وجل، وأنه لا ينبغي لبشر ولا يستطيع أبدأً أن يتحدث عن هذه الظاهرة المعقدة بكل الدقة العلمية التي رأيناها.
والآن نلخص إعجاز الآية من خلال ذكرها لمراحل تشكل البرد:
1- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا: إشارة إلى التيارات الهوائية التي تدفع وتسوق السحب باتجاه الأعلى.
2- ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ: إشارة إلى تجميع الغيوم لتشكل تجمعات كبيرة من السحب.
3- ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا: إشارة إلى تشكل الغيوم الركامية، أي المتراكم بعضها فوق بعض.
4- فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ: إشارة إلى تشكل قطرات المطر وخروجها من أجزاء الغيمة.
5- وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ: إشارة الشكل الهندسي للغيوم الركامية، حيث تشبه الجبال في شكلها، وإشارة أيضاً إلى أماكن تشكل وتجمع البرَد في أجزاء محددة من الغيوم وليس في كلها.
6- فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ: إشارة إلى وصول جزء من البرَد إلى الأرض، وذوبان الجزء الآخر من البرَد وعدم وصوله إلى الأرض.
7- يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ: أي يكاد ضوء البرق يذهب بالأبصار، وفي هذا إشارة لحدوث البرق في هذه البيئة التي تشكَّل فيها البرَد.
هذه المقاطع السبعة تشكل آية عظيمة تحدث فيها الله تعالى عن تشكل البرد ومراحله وعلاقته بالبرق بكلمات في قمة البلاغة والبيان، ولكن العلماء استغرقوا عشرات السنين من البحث والتجارب وبالنتيجة وصلوا إلى الحقائق ذاتها، والسؤال: أليس هذا إعجازاً واضحاً للآية الكريمة؟
إن هذه الحقائق دليل على أن القرآن كتاب الله ولو أن هذا القرآن من تأليف بشر لوجدنا فيه اختلافات كثيرة، وهنا يتجلى قوله تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
ــــــــــــ
دمتم بخير.

معجزةٌ مذهلة في كلمة (نفخ)

معجزةٌ مذهلة في كلمة (نفخ)

 
في هذا البحث نعيش مع إعجاز عددي في كلمة (نُفخ) هذه الكلمة تكررت في القرآن الكريم بطريقة تدهش العقول....
تحدث كتاب الله عن حقائق ستقع مستقبلاً، ووضع البراهين الرقمية على ذلك. ومن هذه الحقائق حقيقة النفخ في الصور يوم القيامة, فقد حدثنا الله عن نهاية المخلوقات وفنائها ومن ثم بعثها من جديد، يقول تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [الزمر: 68]. ففي هذه الآية نلاحظ أن كلمة (نُفِخَ) ذُكرت للتعبير عن حقيقة غيبية تمثل النهاية والبداية، فالنفخة الأولى سوف تصعق كل الخلائق وسوف يموت الجميع ويبقى وجه الله تعالى.
أما النفخة الثانية فهي نفخة الحياة، حيث يأمر الله الملَك إسرافيل فينفخ في الصور نفخة تكون سبباً في إحياء المخلوقات، وخروجهم من القبور ليُحاسَبوا على أعمالهم فإما الجنة وإما النار.
الحقيقة أن هذه الكلمة مهمة جداً لأنها تعبر عن نهاية الحياة الدنيوية وبداية الحياة الأخروية، وهذا ما ينكره الملحدون. فطالما اعتقد الملحدون بأن الكون أزلي وأن الإنسان عندما يموت سوف يتحول إلى تراب ويفنى، وليس هناك قيامة ولا بعث ولا حساب.
ولذلك فإن الله عز وجل قد أودع في هذه الكلمة بعض الأسرار التي تثبت لكل مشكك أن هذا القرآن هو الحق، ولكن ما هو شكل المعجزة وكيف سيفهمها الملحدون أو يتعاملون معها، وكيف ستكون مقنعة لهم.
من ميزات القرآن الكريم أن كل كلمة تتكرر فيه بنظام محكم، وهذا ما تم اكتشافه مؤخراً من خلال اكتشاف المنظومة السباعية في القرآن الكريم. حيث أثبتنا أن كل كلمة تتكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، وهذا الرقم مهم جداً وله دلالات وأسرار ولا يخفى على أحد كيف أن الرقم سبعة يتكرر في حياتنا وعباداتنا وفي الكون من حولنا.
والعجيب أننا لو بحثنا في القرآن عن هذه الكلمة نجد أنها تكررت سبع مرات بالتمام والكمال، وهذه هي الآيات التي وردت فيها كلمة (نُفخ):
1 ـ (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً) [الكهف: 18/99].
2 ـ (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ) [المؤمنون: 23/101].
3 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) [يس: 36/51].
4 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ) [الزمر: 39/68].
5 ـ (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [الزمر: 39/68].
6 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) [ق: 50/20].
7 ـ (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ) [الحاقة: 69/ 13].
إذاً كلمة (نُفِخَ) تتكرر 7 مرات في القرآن كله، وبما أن هذه الكلمة تخصُّ حدثاً مهماً جداً وهو البعث يوم القيامة، فقد أودع الله في تكرار هذه الكلمة نظاماً بديعاً نرى من خلاله عظمة ودقة كلمات القرآن وأنه كتاب العجائب.
لنتأمل الآن هذا التنظيم الرائع لأرقام السور حيث وردت هذه الكلمة بما يتوافق مع الرقم 7 بشكل مذهل. ونذكّر بأن النظام الرقمي القرآني يعتمد على طريقة صف الأرقام بجانب بعضها لنجد بالنتيجة عدداً من مضاعفات السبعة!
إن هذه الكلمة تكررت 7 مرات في 6 سور، إن الله تعالى اختار لهذه الكلمات سوراً محددة! أرقام هذه السور الست هي على التسلسل: 
الكهف       المؤمنون       يس      الزمر       ق     الحاقة
18            23          36       39      50       69
نحن أمام ست أعداد هي: 18 – 23 – 36 – 39- 50 – 69 وعندما نقرأ هذه الأرقام من دون أن نجمعها أو نفعل أي شيء، فقط نقرأها كما هي نجد أنها تشكل عدداً ضخماً وهو 695039362318 هذا العدد الضخم يقرأ كما يلي: (ست مئة وخمسة وتسعون بليون وتسع وثلاثون مليون وثلاث مئة واثنان وستون ألف وثلاث مئة وثمانية عشر) ن ميزات هذا العدد أنه ينقسم على سبعة من دون باق، أي أن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، ويمكن أن نكتب رياضياً المعادلة التالية:
695039362318 = 7 × 99291337474
والآن قد يقول قائل: أين الإعجاز؟ قد تكون هذه مصادفة فمن الطبيعي أن نجد عدداً بالصدفة ينقسم على سبعة من دون باق؟! ولذلك نتابع تأملنا لهذا العدد ونلاحظ أن الناتج من عملية القسمة وهو العدد 99291337474 هذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة من جديد!! لنكتب ذلك رياضياً:
99291337474 = 7 × 14184476782
ولكن العملية لم تنته بعد حيث أننا ولمرة ثالثة نجد أن الناتج من عملية القسمة وهو 14184476782 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة من جديد، ونستطيع أن نعبر عن ذلك بالمعادلة التالية:
14184476782 = 7 × 2026353826
هل هذا كل شيء؟ طبعاً ولمرة رابعة نجد أن الناتج من عملية القسمة وهو العدد 2026353826 من مضاعفات الرقم سبعة! لنتأكد من ذلك ونكتب المعادلة:
2026353826 = 7 × 289479118
وبالنتيجة نجد أن العدد الذي يمثل أرقام السور الستة حيث وردت كلمة (نُفخ) أي العدد 695039362318 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أربع مرات متتالية، ويمكن أن نكتب رياضياً:
695039362318 = 7 × 7 × 7 × 7 × 289479118
ونقول سبحان الله! الكلمة تتكرر سبع مرات، والعدد الذي يعبر عن أرقام السور يقبل القسمة على سبعة أربع مرات! ولكن قد يقول قائل إن هذه مصادفة، لنتابع التأمل ونرى هل يمكن أن يكون ذلك بالمصادفة أم أنه تقدير وإعجاز إلهي رائع؟
الآن يا أحبتي إذا تأملنا الناتج النهائي من عمليات القسمة الأربعة وهو: 289479118 نلاحظ أنه يحوي تناسقاً مع الرقم سبعة بشكل عجيب، فلو قمنا بجمع أرقامه المفردة سوف نجد تناسقاً عجيباً مع الرقم سبعة، لنجمع الأرقام:
8 +1+1+9+7+4+9+8+2 = 49 = 7 × 7
أي أن ناتج القسمة على سبعة لأربع مرات، مجموع أرقامه يساوي سبعة في سبعة! وهذه النتيجة لا يمكن أن تأتي بالمصادفة، لأننا أمام أربع مضاعفات للرقم سبعة، والناتج الأخير جاء مجموع أرقامه مساوياً 7 × 7 وهذا يدل على إحكام هذه الكلمة، والسؤال: هل هذه مصادفات؟
هذا ليس كل شيء، لا يزال هناك المزيد فالله تبارك وتعالى أودع عجائب رقمية كثيرة في تكرار هذه الكلمة. بما أن النفخ في الصور سيكون مرتين متعاكستين، في المرة الأولى تموت جميع المخلوقات وفي المرة الثانية يحيي الله هذه المخلوقات، أي نفخة "موت" ونفخة "حياة". وبما أن النفخة الأولى تعاكس الأخيرة، فماذا يحدث لو قمنا بعكس العدد؟ لنتأمل هذا التناسق الرقمي العجيب.
إن الناتج النهائي كما رأينا هو 289479118 إذا قمنا بقلب اتجاه هذا العدد 289479118 وقرأته بالاتجاه المعاكس يصبح: 811974982 إذاً نحن أمام عدد جديد يمثل مقلوب أو معكوس ناتج القسمة النهائي، والعجيب أن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً! لنتأكد من ذلك رقمياً:
811974982 = 7 × 115996426
والآن لنتأمل الناتج 115996426 وسوف نجد أنه من مضاعفات الرقم سبعة مرة ثانية:
115996426 = 7 × 16570918
والناتج الجديد هنا أيضاً وهو 16570918 من مضاعفات الرقم سبعة لمرة ثالثة:
16570918 = 7 × 2367274
والعجيب جداً أن الناتج الأخير 2367274 من مضاعفات الرقم سبعة لمرة رابعة!! لنتأكد من ذلك رقمياً:
2367274 = 7 × 338182
سبحان الله! العدد جاء من مضاعفات الرقم السبعة أربع مرات متتالية تماماً مثل العدد الأصلي الذي بدأنا به هذا البحث، لنعيد كتابة هذه النتيجة:
811974982 = 7 × 7 × 7 × 7 × 338182
والآن ماذا عن نواتج القسمة من العمليات الأربعة؟ لو أخذنا نواتج القسمة الأربعة الأخيرة وقمنا بجمع أرقامها المفردة فإننا نجد ما يلي:
الناتج الأول    115996426  ومجموع أرقامه    43
الناتج الثاني   16570918    ومجموع أرقامه    37
الناتج الثالث   2367274      ومجموع أرقامه   31
الناتج الرابع   338182      ومجموع أرقامه     25
إذن مجموع أرقام النواتج الأربعة هو على التسلسل كما يلي:
43     37      31      25
العجيب والعجيب جداً أننا عندما نصفُّ هذه الأرقام الأربعة نحصل على عدد يقبل القسمة على سبعة أربع مرات متتالية أيضاً!!!!
25313743 = 7 × 7 × 7 × 7 × 10543
ملخص النتائج
نلخص النتائج السابقة كما يلي: إن العدد الذي يمثل أرقام السور ينقسم على 7 لأربع مرات متتالية أي:
695039362318 = 7×7×7×7× 289479118
هذا العدد الصحيح الناتج هو : 289479118 ، مجموع أرقامه  49 = 7×7 ، ومقلوبه كذلك ينقسم على 7 لأربع مرات متتالية:
811974982 = 7×7×7×7×338182
هذا العدد الصحيح الناتج هو: 338182 ، العجيب و المذهل فعلاً أننا إذا قمنا بصف ناتجي القسمة أي العدد 289479118 والعدد 338182 فإننا نجد عدداً ضخماً من مضاعفات الرقم 7 أيضاً:
338182289479118 = 7 × 48311755639874
ومقلوب الناتج الأخير 48311755639874 وهو العدد وهو العدد 47893655711384 أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة، لنتأكد من ذلك:
47893655711384  = 7 × 6841950815912
إنها مفاجأة بالفعل أن نجد كل هذه العمليات الرياضية المنظمة، وهذا يؤكد أنه لا مصادفة في هذه النتائج لأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر بهذا الشكل. طبعاً درسنا أرقام السور ولكن ماذا عن أرقام الآيات؟
نظام مذهل لأرقام الآيات
أيضاً أرقام الآيات جاءت متناسبة مع الرقم سبعة ، لنكتب أسماء السور حيث تكررت كلمة (نُفخ) ونكتب رقم كل آية:
الكهف       المؤمنون       يس      الزمر        ق     الحاقة
99          101         51        68       20      13
نحن الآن أمام ستة أعداد تمثل أرقام الآيات وهي: 99 – 101 – 51 – 68 – 20 – 13 إن العدد الذي يمثل أرقام هذه الآيات (بطريقة صف الأعداد) هو 1320685110199 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
1320685110199 = 7 × 188669301457
إن الناتج أيضاً يقبل القسمة على سبعة لمرة ثانية، ويمكن أن نكتب:
188669301457 = 7 × 26952757351
أي أن العدد الذي يمثل أرقام الآيات يقبل القسمة على سبعة مرتين كما يلي:
1320685110199 = 7 × 7 × 26952757351
وهنا نتوقف قليلاً ونتساءل: هل بمقدور البشر أن يؤلفوا كتاباً ويرتبوا تكرار كلماته بهذا الشكل المذهل؟ إنه يستحيل على عقل نزيه أن يصدق بأن كل هذه العمليات الرياضية المنظمة والمعقدة جاءت بالمصادفة!! وهكذا لو سرنا في رحاب أي كلمة من كلمات الله تعالى لرأينا إعجازاً لا ينقضي، مع التأكيد بأن هذا الإعجاز ليس كل شيء، بل هو قطرة في بحر محيط يزخر بالمعجزات والأسرار.
إن هذا النظام المذهل في تكرار كلمة واحدة من كلمات القرآن ليدلُّ دلالة قاطعة على منظِّم حكيم عليم قدير على كل شيء، ولا يعجزه شيء. ولو سرنا عبر كلمات القرآن لرأينا نظاماً مبهراً، يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وصدق الله القائل: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء: 88].
ــــــــــــ
دمتم بخير.

أعياد المسلمين .

 أعياد المسلمين . أحبتي فى الله لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟  الحقيقة أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله ع...