تصحيح لفكرة طلوع الشمس من مغربها
هناك خطأ في فهم إحدى الحقائق العلمية المتعلقة بانعكاس حركة المريخ، وأن هذا الشيء سيحدث للأرض، لنقرأ......
|
كلنا يعلم حديث النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام المتعلق بعلامات الساعة الكبرى حيث قال: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها) [حديث صحيح]. وقد تسرَّع بعض الباحثين في الاستدلال بحقيقة علمية فسرها خطأً.
فقد نشر موقع الفضاء www.space.com
مقالة حول انعكاس حركة المريخ، وهو انعكاس ظاهري أي ليس حقيقياً، ولكن
الباحث فهم هذه المقالة على أنها تتحدث عن دوران كوكب المريخ حول نفسه فهو
يدور من الشرق إلى الغرب، وأنه تباطأ في دورانه حتى توقف ثم عاد وعكس جهة
دورانه فأشرقت عليه الشمس من الغرب، وأن نفس الشيء سيحدث للأرض.
طبعاً هناك خطأ علمي في هذا الكلام، فكوكب المريخ
يتباطأ في دورانه حول نفسه ولكن لن يحدث انعكاس لجهة دورانه حول نفسه إلا
بعد ملايين السنين، أما ما تقوله المقالة المنشورة على موقع الفضاء، ليس
لها علاقة بهذا الأمر، إنما بأمر آخر ظاهري غير حقيقي.
فنحن نعلم أن الكواكب تدور حول الشمس، ولكن زمن دورة
كل كوكب تختلف تبعاً للمسافة التي تفصله عن الشمس، ولذلك فإن دوران الأرض
حول الشمس أسرع من دوران المريخ حول الشمس لأن المريخ أبعد عن الشمس من
الأرض.
وبسبب ذلك فإننا لا نرى المريخ دائماً بنفس الوضعية،
بل بالنسبة لنا تختلف وضعيته من سنة لأخرى، وفي سنة محددة نرى المريخ وكأنه
ظهر من الغرب مثلاً بدلاً من ظهوره من الشرق، وهذا الكلام ظاهري أي نحن
نراه كذلك تماماً كما نرى طلوع الشمس من الشرق وغروبها في الغرب، مع العلم
أن الأرض هي التي تدور حول الشمس.
رسم يوضح الحركة الظاهرية للمريخ بالنسبة
للأرض، وكيف أننا نرى المريخ وبجانبه نجوم محددة، ثم بعد سنوات يتغير موضع
المريخ بالنسبة للنجوم ونظن بأنه غير حركته مع العلم أن حركته لم تتغير!
(الشمس بالوسط لونها أصفر، والأرض ملونة باللون الأخضر، والمريخ ملمون
باللون الأحمر).
وهكذا أحبتى فى الله ينبغي علينا ألا نفهم الحقائق
العلمية فهماً خاطئاً لئلا نترك مجالاً لأعداء الإسلام ليستخفوا بعقول
المسلمين، فالمؤمن ينبغي أن يكون أكثر ذكاء ودقة وبخاصة في نقل الحقائق
العلمية.
نحن لا نشك أبداً في صدق القرآن والسنة المطهرة، ولكن
يجب أن نبني تفسيرنا وفهمنا للقرآن والسنة على الحقائق الثابتة، فالأرض
تتباطأ في دورانها حول نفسها، وسوف يأتي يوم تعكس حركتها فتطلع عليها الشمس
من الغرب، ولكن هذا كما يقول العلماء لن يحدث إلا بعد مرور ملايين السنين.
وهذا لا يعني أن يوم القيامة لن يأتي إلا بعد ملايين
السنين، بل إن الساعة تأتي بغتة ومفاجئة في أي وقت يريه الله تعالى، وما
هذه الحقائق العلمية إلا وسيلة نسترشد ونتصور ونتعمق في خيالنا لتطمئن
القلوب أن وعد الله حق، كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو لا يشك
أبداً في الله تعالى وقدرته على إحياء الموتى: (وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة: 260].
ــــــــــــ
دمتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق