الحيتان والتلوث الصوتي
|
في
كل يوم يتبين لنا صدق هذا القرآن، ومن خلال تصريحات العلماء نلاحظ أن الله
قد أحسن خلق كل شيء، بينما الإنسان يفسد كل شيء على الأرض إلا من رحم ربك،
لنقرأ........
|
نشر
موقع بي بي سي خبراً علمياً حول التأثير الكبير للضجيج الصوتي في المحيطات
على الدلافين والحيتان والكائنات البحرية، فقد قال خبراء إن "التلوث
الصوتي" أو الضجيج المتزايد في محيطات العالم يهدد حياة الحيتان والدلافين.
وأكد العلماء المشاركون في مؤتمر تحت رعاية الأمم المتحدة أن الكائنات
البحرية التي تعودت على التواصل مع بعضها البعض تأثرت بالأصوات التي تصدرها
السفن، فصارت غير قادرة على تحديد الاتجاهات والوصول إلى رفاقها والحصول
على الغذاء.
واقترح
المشاركون في المؤتمر تقليل الضجيج الصادر في المحيطات بما في ذلك تركيب
محركات اقل ضجيجاً في السفن. ويسعى مؤتمر "حماية الأصناف المهاجرة من
الحيوانات البرية" الذي حضره ممثلون من 100 دولة إلى إصدار قرار يلزم الدول
بتقليل الضجيج في المحيطات. واقترح بعض المشاركين في المؤتمر إجراءات أخرى
كإيجاد طرق أخرى للملاحة وتقليل السرعة وحظر استخدام السفن لأغراض تجريبية
في المواطن الطبيعية للحيوانات المعرضة للانقراض.
ويعتقد
باحثون آخرون أن زيادة معدلات ثاني أكسيد الكربون تزيد من نسبة الحموضة في
المحيطات مما يساعد على سرعة انتقال الصوت عبر الماء. ووفقاً لدراسات
حديثة فإن المسافة التي تتمكن الحيتان الزرقاء من التواصل عبرها قد تقلصت
بـ 90% خلال الأربعين عاماً الماضية نتيجة لازدياد معدلات الأصوات في
المحيطات. وقال متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن حكومات الدول
تبدو مستعدة لاتخاذ إجراءات للتقليل من حجم المشكلة التي تسببت فيها
الأصوات المتزايدة في المحيطات.
جميع الكائنات البحرية تأثرت بالتطور التقني الكبير الذي يشهده العالم اليوم، ويؤكد الخبراء بأن التلوث الصوتي سوف يؤثر على حياة الكائنات البحرية ويهددها بالانقراض والتشويش، ولا نملك إلا أن نتذكر قول الله تعالى يقارن بين خلقه وبين ما سببه البشر من فساد، يقول عز وجل: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: 11].
لفتة لطيفة
لقد
خلق الله البحار ولآلاف السنوات عاشت الحيتان والكائنات البحرية ولم يكن
هناك أية مشاكل، ولكن الإنسان بمجرد أن بدأ يتدخل في الطبيعة وبدأ يغير
النظام المحكم الذي قدره الله تعالى، وبدأ يلوث البيئة بمختلف أنواع
الملوثات الكيميائية والصوتية ولوث الأرض "بالفواحش" بدأت معها المشاكل فانظروا يا أحبتي إلى الفارق الكبير بين تدبير الله وتدبير البشر، وهذا مصداق قوله تعالى: (أَفَمَنْ
يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا
نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ *
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * وَالَّذِينَ
يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) [النحل: 17-20].
وفي
ذلك رد على من يدعي أن الطبيعة هي التي تحكم الكون، ولو أن الله تعالى
تخلّى عن أرضنا وعن خلقه لزالت الحياة، ولو ترك الله تدبير هذه الأرض لنا
لفسدت هذه الأرض، ولذلك قال تعالى: (ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
[الروم: 41]. فهذا الفساد في البر والبحر والذي يشغل بال العلماء اليوم، ما
هو إلا نتيجة الفواحش والفساد والترف والإسراف الذي أوصل العالم إلى ما هو
عليه الآن، ومع ذلك فإن الله تعالى وبرحمته الواسعة، يفتح أمامنا أبواب
الأمل في قوله تعالى: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، فلو عاد الإنسان إلى طريق الله فسيجد النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.
ونختم
هذه المقالة بنص عظيم تفضَّل الله به علينا، فرحمته أوسع من ذنوبنا، والحل
الوحيد للبشرية هو اتباع المنهج الذي جاء به سيد البشر النبي الأمي عليه
الصلاة والسلام، يقول تعالى: (وَرَحْمَتِي
وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ
مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ
الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي
أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: 156-157].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدمتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق