22 فبراير 2013

أسرار مذهلة للصدقة والتسامح .


 
 
أسرار مذهلة للصدقة والتسامح .
**********************
هل تعلمون أن أحدث الأبحاث العلمية تؤكد أن الصدقة والتسامح والعفو وفعل الخير... كلها وسائل مجانية لعلاج الأمراض ولذلك ينصح بها الأطباء اليوم وبخاصة لمرضى السرطان!!....

منذ عشرين عاماً بدأ العلماء اهتماماً خاصاُ بما يسمى علم النفس الإيجابي Positive Psychology وقد كان الدكتور Martin Seligman أحد رواد هذا العلم. ويتركز البحث الرئيسي على الأشياء التي تجلب السعادة للإنسان.

فعندما ابتعد الإنسان عن مبادئ الدين الحنيف واعتنق مذهب الإلحاد بدأت التعاسة وبدأ الاكتئاب يسيطر على العصر الحديث، لأن الإسلام هو الطريق الوحيد للسعادة، وما عداه لا يمكن أن يحقق للإنسان إلا سعادة ظاهرية مؤقتة سرعان ما تنتهي بالاكتئاب.

إن من أهداف علم النفس الإيجابي المساعدة على الشفاء من الأمراض بطرق غير تقليدية، أي من خلال الشعور بمزيد من السعادة والفرح وبالتالي رفع النظام المناعي للجسم للتمكن من مقاومة مختلف الأمراض وبشكل خاص السرطان وأمراض القلب.

الإنفاق يقود للسعادة
***************
بينت دراسات عديدة تعتمد على مسح الدماغ مغنطيسياً أن التبرع بالمال يحدث نفس التأثير الذي تحدثه السعادة الناتجة عن كسب المال أو ممارسة الجنس أو تناول الطعام.

باحثون في University of British Columbia و Harvard Business School وجدوا أن إنفاق المال على الآخرين يحفز الشعور بالسعادة، وتقول الباحثة Elizabeth Dunn بينت الدراسة العلمية أن الإنسان الذي يصرف المال على الآخرين على سبيل التبرع وتقديم العون لهم يكون أكثر سعادة ممن يصرفون على أنفسهم!

حسب الدراسة المنشورة على موقع علم النفس اليوم فإن الباحثين يقترحون طريقة جديدة لتخفيف الإجهادات من خلال فرز هرمون الإجهاد cortisol وكسب صحة أفضل من خلال إنفاق القليل من المال على الآخرين. فهذا العمل يؤدي لتحسين نظام عمل الجسم ويكسب الإنسان ثقة وسعادة أكبر.


عندما تقدم المال للآخرين وتساعدهم على حل مشكلاتهم الاقتصادية فإنك تمنح لهم السعادة وبالتالي تشعر بالسعادة أكثر من أن تنفق المال على نفسك. هذه العملية تؤدي لراحة نفسية واستقرار في عمل أجهزة الجسد وطمأنينة تساعد الجهاز المناعي على التنشط والعمل بكفاءة أعلى.

من أجل اكتساب السعادة بشكل كبير ينصح باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية مثل البروفسور Helliwell] بإنفاق المال على الآخرين أو على النشاطات الخيرية بدلاً من إنفاقه على الملذات الشخصية وبخاصة مرضى السرطان!

إن المرضى الذين ينفقون أموالهم على الآخرين على سبيل المساعدة والصدقة فإن ذلك يساعدهم على التماثل للشفاء بسرعة أكبر، وربما تكون هذه النصيحة من أغرب النصائح التي يقدمها باحثون علميون ، مع العلم أن ديننا الحنيف أمرنا بذلك من خلال نصيحة حبيبنا محمد صلى الله عليه ولسم ومداواة مرضانا بالصدقة!!

ففعل الخيرات يؤدي دائماً لتنشيط النظام المناعي في جسم الإنسان. وسبحان الله، أليس الله هو الذي أمرنا بالإكثار والمسارعة في فعل الخيرات فقال: (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 61].

السعادة تقوي النظام المناعي للإنسان!
***************************
يقول الدكتور David Hamilton بمجرد أن تقدم شيئاً للآخرين فإن دماغك يبدأ بإفراز الهرمونات . إنه هرمون Dopamine الذي يجعلك تشعر بالسعادة وهذا الهرمون يفرزه الجسم ويشعرك بأنك تقوم بالشيء الصحيح.

وفي هذه الدراسة يقول الدكتور هاملتون
***************************
Performing acts of kindness has been found to boost your immune system, keep your heart healthy and even slow the ageing process.

وجدت الدراسة أن فعل شيء حسن للآخرين (مثل تقديم المال أو الصدقة أو المساعدة...) يرفع النظام المناعي للجسم، ويبقي قلبك صحيحاً و يبطئ زحف الشيخوخة!

التسامح والمغفرة
************
ينصح الخبراء بضرورة التسامح والعفو عن الآخرين ومغفرة أخطائهم لأن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان. فالحقد وحب الانتقام يقود لإجهادات على القلب وارتفاع ضغط الدم وسهولة الإصابة بالتهابات مختلفة . وفي حالات أخرى يسبب التجاعيد والشيخوخة المبكرة. وللتخفيف من الآلام المزمنة ينصح الباحثون بممارسة التسامح وأن تدرب نفسك على العفو عن الآخرين.

تؤكد الدراسات العلمية أن المشاعر الإيجابية تعزز مناعة الجسم ضد الأمراض وترفع من مقاومته ضد مختلف أشكال المرض. وربما يكون أهم إحساس يساعد على رفع النظام المناعي هو التفاؤل (حسب مجلة Psychological Science - 2010).


القلب هو أكثر الأجزاء تضرراً من الانفعالات السلبية مثل الحقد وعدم التسامح والبخل والطمع والكراهية... ويقول العلماء إن ممارسة الأفعال الحسنة مثل تقديم المال للفقراء أو مساعدة المحتاجين أو مغفرة أخطائهم... فإن القلب هو أكثر عضو سيستفيد من هذه الأفعال الحسنة، حيث يتحسن تدفق الدم ويستقر عمل القلب ويتحسن أداء جميع أجهزة الجسم.

وقد وجد الباحثون في هذه التجربة أن الخلايا المناعية المسماة cell-mediated immunity –CMI تزداد عندما يمارس الإنسان التفاؤل مما يعني زيادة نشاط النظام المناعي للجسم. تقول البروفسور Suzanne Segerstrom الباحثة في جامعة Kentucky إن المشاعر السلبية تنعكس بشكل خطير على الجهاز المناعي، أما التفكير الإيجابي مثل التفاؤل والمحبة والرحمة والعطف والتسامح وحب الخير للآخرين وإيثار الآخرين بل مجرد الابتسامة تعطي نفس الأثر... كل ذلك يساهم في منح الإنسان صحة أفضل وبخاصة القلب والدماغ.

إن الدراسة الجديدة تؤكد أن ممارسة أي رد فعل إيجابي مهما كان طفيفاً يؤدي إلى تحسن أداء النظام المناعي للجسم، حتى ولو بكلمة طيبة أو تصرف بسيط تجاه الآخرين يسبب السعادة لهم.

أبحاث حول أسرار السعادة
******************
تؤكد الدراسات النفسية أن الإنسان السعيد يتمتع بشخصية أقوى ويحترم ذاته وبالتالي يساعده ذلك على النجاح أكثر في عمله (حسب جامعة ميشيغانِ). فاحترام الذات ضروري جداً للنجاح على المستوى الأسري والاجتماعي.

كذلك الإنسان السعيد يكون مليئاً بالتفاؤل، وهذا أيضاً يقوده للنجاح. وتقول الدراسات إن المتشائم يميل للمرض أكثر من المتفائل الذي يتمتع بصحة أفضل. حيث وجد الباحثون أن المتفائل يتماثل للشفاء بسرعة أكبر لا سيما مرضى السرطان.

إن العفو عن الآخرين يترك أثراً إيجابياً على الدماغ حيث يمحو الذكريات السيئة ويخمد مراكز الانتقام ويريح خلايا الدماغ وينشط عملها!! وتقول الأبحاث: إنك عندما تعفو عن إنسان كأنما تقدم له مكافأة مالية! كذلك فإن العفو عن الآخرين يخفض ضغط الدم ويخفف إجهادات القلب ويقلل من إفراز هرمون الإجهاد..( Cortisol ) ويطيل العمر كما يقول البرفسور Loren Toussaint حيث أخضع 1500 شخص لدراسة طلب منهم أن يغفروا لآخرين وأن يعتقدوا بأن الله سيغفر لهم!

وكانت النتائج مذهلة حيث تحسنت صحتهم النفسية والجسدية بشكل كبير! حتى إن العلماء بدأوا يخترعون طرقاً وأساليب لتعليم الناس فن العفو عن الآخرين لما وجدوا من فوائد عظيمة!!

القرآن طريق السعادة
***************
بعد هذه الحقائق العلمية دعونا نتأمل آيات من القرآن الكريم وأحاديث من كلام نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. ونتساءل: كيف تناول القرآن والسنة موضوع السعادة والإنفاق والصدقة والعفو... وهل يتفق القرآن مع العلم الحديث؟

1- آيات كثيرة تحض المؤمن على الإنفاق على الفقراء والمساكين وتعدهم بنتائج طيبة في الدنيا والآخرة. فالنفقة على الفراء والمحتاجين تنشط مناطق محددة الدماغ تماماً مثل الكلمة الطيبة، ولذلك يحذر الخبراء من الإساءة للآخرين بكلمة سيئة، ويعتبرون أن الكلمة الطيبة أفضل من تقديم المال لهم والإساءة بعد ذلك. وسبحان الله، لقد حذر القرآن من مثل هذه الظاهرة وهي الإساءة والأذى لمن تقدم المال لهم، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 262]. وبالفعل الكلام السيء ينشط مناطق في الدماغ تسبب الإجهاد له وتحفز مناطق الذكريات السيئة، وبالتالي الأثر السيء للكلمة الخبيثة أكبر بكثير من الأثر الإيجابي للصدقة. ولذلك يقول تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263].

2- يقول العلماء إن إنفاق المال على الفقراء يزيل الشعور بالخوف أو الاكتئاب بسبب الإحساس بالسعادة والطمأنينة ويشعرك بأنك قمتَ بعمل رائع وساهمت في إسعاد الآخرين. وسبحان الله، لقد ربط البيان الإلهي بين إنفاق المال وبين التخلص من الخوف والحزن! يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274]، أليس القرآن كتاباً رائعا؟

3- يقول الخبراء النفسيون وعلماء البرمجة اللغوية العصبية، إن الإنفاق على الفقراء والتسامح والعفو عن الناس والحلم وضبط النفس... من الأشياء الرائعة التي يقوم بها الإنسان من أجل سعادته وصحته وللتخلص من هموم الحياة. وسبحان الله، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].

4- الصدقة هي تزكية للنفس، هكذا قال علماؤنا قديماً، أما علماء الغرب فيقولون: إن الصدقة تزكي الدماغ والقلب وتزيل التوتر العصبي وتخفف من إفراز هرمون الإجهاد (كما رأينا في الدراسات السابقة) وتزكي الجهاز المناعي من خلال تنشيط قدرته على مقاومة الأمراض... يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: 103] فالتطهير والتزكية لا يقتصر على الجانب النفسي بل هناك جانب فيزيولوجي مهم أيضاً.


يتخيل العلماء اليوم الدماغ على أنه مجموعة متكاملة من الأجهزة الدقيقة والحساسة تعمل بكفاءة عالية، وإن أي تصرف سيء تقوم به مثل أن تتكبر أو تحقد أو تبخل أو تنتقم... كل هذه التصرفات تنعكس سلباً على أداء الدماغ، تماماً مثل الصدأ والاهتراء الذي يحدث في الآلات نتيجة سوء الاستخدام. بالمقابل وجد العلماء أن أي فعل للخير أو التسامح أو الصدقة ينعكس بشكل إيجابي على أجهزة الدماغ وينشط عملها ويعتبر بمثابة صيانة لها وإطالة لعمر هذه الأجهزة.

5- ميزة الصدقة في الإسلام أنها تمنحك سعادة الدنيا والآخرة على عكس الصدقة التي يقترحها علماء الغرب فقط للشفاء أو لكسب سعادة مؤقتة، ولذلك يقول تعالى: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد: 18]. ويقول تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 272].

6- في الدراسات السابقة رأينا كيف أن الصدقة تمنحك السعادة، وكلما أنفقت أكثر سعدت أكثر، ولذلك يقول تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [آل عمران: 92] وهذه ميزة الإسلام أنه يأمرك بأن تنفق من خير مالك وأحب الأشياء التي تملكها، لأن ذلك سيمنحك سعادة أكثر وهذا ما يقدمه الإسلام لك.

7- يؤكد الباحثون أن البخل والشح من أخطر الأمراض النفسية. وإذا ما تتبعنا مواقع الإنترنت نلاحظ أعداداً كبيرة من هذه المواقع خصصت صفحات لتعليم القراء كيف ينفقون أموالهم وما هي الفوائد الطبية لذلك .. وسبحان الله، لقد أمرنا الله تعالى بالتخلص من البخل والشح واعتبر أن المفلحين هم من ينفقون الأموال ويباعدوا عن الشح... يقول تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [التغابن: 16].

8- يؤكد الخبراء أن العفو عن الآخرين له فوائد طبية أيضاً أهمها التخلص من الذكريات السيئة وتخفيف إفراز هرمون الإجهاد وتنشيط النظام المناعي، وسبحان الله لقد أمرنا الله بالعفو ... يقول تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 237].

9- لقد سمى الله نفسه (العفو) لما للعفو من محاسن وفوائد وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية العفو وأنه صفة من صفات الله تعالى ينبغي علينا أن نتحلى بها، يقول تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء: 149].

10- يقول العلماء إن الصفح عن الآخرين له فوائد طبية كثيرة على القلب والدماغ والنظام المناعي، وأفضل طريقة لممارسة العفو عن الآخرين أن تعتقد أن الله سيعفو عنك ويغفر لك، وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة، يقول تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22]. ويقول تعالى: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14].

11- دراسات علمية كثيرة حول أسرار السعادة تنصح من يعاني من اضطرابات نفسية واكتئاب وقلق نتيجة المشاعر السلبية تجاه الآخرين، أن يمارس الإنسان الحلم والصبر والعفو والتخلص من الشعور بالانتقام لأن ذلك سيعطي فوائد كثيرة أهمها التخلص من الاضطرابات النفسية وتحسين عمل القلب وتنشيط النظام المناعي والتمتع بصحة أفضل... وسبحان الله، لقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة العلمية قبل 14 قرناً... يقول تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43].

12- أثبتت الدراسات العلمية أن الإنفاق والعفو يحدثان نفس التأثير في الدماغ، حيث تنشط أجزاء منه وبخاصة منطقة الناصية (frontal cortex) ولذلك إذا لم يكن لديك شيء تقدمه للفقراء أو المحتاجين فيمكنك أن تعفو عمن أساء إليك وتكون بذلك قد قدمت هدية رائعة للآخرين. بل إن العلماء في معهد National Institute of Neurological Disorders and Strokes وجدوا عام 2006 أن أي عمل طيب تقوم به تجاه الآخرين مثل العفو أو التسامح أو المساعدة فإنه ينشط مناطق المكافأة في الدماغ تماماً كأنما تقدم له هدية أو صدقة! يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219].

إن أجمل مكافأة تقدمها للآخرين هي أن تقدم لهم العفو والتسامح والمغفرة، وسبحان الله، هذا ما أمر به القرآن يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة: 219].

وأخيراً

الإعجاز العلمي للقرآن مستمر وفي كل يوم يكشف العلماء حقائق جديدة تثبت أن القرآن كلام الله تعالى. ففي زمن النبي الكريم كان الغضب والظلم ووأد البنات والطمع... كلها عادات سائدة يمارسها الكبير والصغير، ولكن النبي الكريم جاء ليهدم هذه العادات ويقيم مكانها العفو والتسامح والخير ويبعث الأمل في نفوس الناس... ونتساءل: ألا يدل ذلك على أن النبي الكريم يحب الخير لأمته وليس كما يدعي بعض المشككين أنه يمارس العنف والإرهاب؟؟!

إن الحقائق السابقة تدل على أن الإسلام دين المحبة والخير للبشرية، وكل ما جاء به القرآن أثبت العلماء حديثاً أنه مفيد للإنسان، ألا تدعونا هذه الحقائق العلمية للتفكر والتأمل في هذا الدين العظيم، وأن نتذوق حلاوة الإيمان ونشكر الله تعالى أن جعل العفو والتسامح والصدقة ... كلها عبادات نتقرب بها إلى الله تعالى نزكي أنفسنا ونتخلص من الحقد والكراهية والعنف... فالحمد لله على نعمة الإسلام.

*******************************

دمتم بخير.
*****************************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعياد المسلمين .

 أعياد المسلمين . أحبتي فى الله لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟  الحقيقة أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله ع...