لماذا شبَّه الله تعالى الليل باللباس في قوله (وجعلنا الليل لباساً) ؟
|
في
القرآن الكريم كل كلمة نزلت بهدف محدد ودلالة علمية واضحة، والله تعالى
عندما يتحدث عن الليل ويقول بأنه لباس فهذا هو الحق، فالليل فعلاً لباس بكل
معنى الكلمة، وسنثبت ذلك إن شاء الله.
ما
هو تعريف اللباس؟ اللباس هو الغطاء الذي يستر معظم الجسد، وهذا ينطبق على
الليل لأن الليل يحيط بالأرض من جمع جوانبها باستثناء طبقة رقيقة جداً هي
طبقة النهار، والتي لا يتجاوز سمكها إلا واحد بالمئة من قطر الأرض.
كذلك
في تعريف اللباس أنه يقي الإنسان من الأذى، وبالفعل الليل يقي الناس من
الرياح الشمسية القاتلة، فلو كانت الأرض معرضة بشكل دائم للشمس من الجهة
ذاتها، فإن الرياح الشمسية ومع مرور ملايين السنين ستخرق الغلاف الجوي
وتقتل الحياة على ظهر الأرض، ولكن من رحمة الله بنا أنه جعل تعاقباً لليل
والنهار من خلال دوران الأرض حول نفسها، وبالتالي لا يتم تركيز الرياح
الشمسية على جهة واحدة، بل ترى الأرض تدور بشكل دائم ونتيجة دورانها يتولد
المجال المغنطيسي القوي للأرض والذي بدوره يحرف الأشعة الشمسية الضارة
ويبددها ويبعد خطرها عنا.
من
فوائد اللباس أيضاً أنه يقي الإنسان من الحر والبرد، ووجود الليل على
الأرض يؤدي إلى اعتدال درجات الحرارة، فالقمر مثلاً ليس فيه ليل ونهار
يتعاقبان مثل الأرض، بل هناك جهة مواجهة للشمس بشكل دائم، وجهة لا ترى
النور بشكل دائم، أي أن هناك وجه مظلم للقمر ووجه منير.
وبالتالي
فإن درجة الحرارة على الوجه المظلم تنخفض كثيراً دون الصفر، بينما على
الوجه المنير ترتفع كثيراً فوق الصفر، ويمكننا القول إن وجود ظاهرة الليل
والنهار على الأرض يساعد على استمرار الحياة، والله أعلم.
ــــــــــــ
دمتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق