7 يناير 2014

وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء - لحظة انفجار المتحدي

وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء - لحظة انفجار المتحدي

كثير من الأمم تحدوا الخالق عز وجل فأهلكهم ولكن هل تحدى البشر خالقهم في الفضاء؟ وهل أشار القرآن لذلك؟ لنقرأ....

آية كثيراً ما نقرأها وقليلاً ما نتدبرها ونقف على عظمتها وأعجازها، قال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [العنكبوت: 22]. فهذه الآية موجهة لأولئك الذين تحدوا الخالق عز وجل ونسوا بأنهم مخلوقات ضعيفة..
فهذه قبيلة عاد آتاها الله القوة والحضارة والقدرة على حمل الصخور ونحت البيوت وبناء القصور... فكفرت بأنعم الله واستكبرت في الأرض بغير الحق ووجهوا سؤالاً تحدوا فيه الخالق عز وجل فقالوا: (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) [فصلت: 15]، ونسوا بأن الله أشد قوة.. ويأتيهم الجواب من رب العزة جل وعلا فيقول لهم: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) [فصلت: 15].. ولكن لا حياة لمن تنادي فأهلكهم الله بإعصار دمرهم ولم يبق منهم إلا بعض الآثار من مساكنهم..
هذا الغرور انتقل للحضارة الحديثة فكثر الإلحاد وتحدى الملحدون خالقهم ورازقهم وكرروا أقوال من سبقهم من الأمم الهالكة، ولذلك عندما نتتبع مواقع الملحدين وفضائياتهم نجدهم يتحدون الله عز وجل وينكرون وجوده.. ولذلك لابد من وجود إشارات إعجازية في كتاب الله تعالى ترد على هؤلاء وتثبت لهم أن الله أقوى منهم.
الحقيقة التي نبهني إليها أحد القراء جزاه الله خيراً، أن الزمن الذي عاش فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يتوقع أحد أنه سيأتي عصر يصعد فيه الإنسان للفضاء ويتحدى الخالق بإلحاده.. لقد تحدى الإنسان خالقه على الأرض كثيراً .. ولكن من كان يعلم زمن نزول القرآن أن هذا الإنسان سيتحدى الخالق في الفضاء أو السماء؟؟!
وربما نتذكر مكوك الفضاء الذي أطلقته وكالة ناسا قبل 28 عاماً وأرادوا أن يتحدوا الله فيه فأسموه (المتحدي) أو Challenger  وعلى الرغم من التقنيات الهائلة التي وضعت في هذا المتحدي والسنوات الطويلة والملايين التي أنفقت... إلا أن هذا التحدي لم يدم أكثر من دقائق معدودة! فقد انفجرت المركبة الفضائية قبل أن تغادر الأرض... وسبحان الله، هذه الآية تؤكد لنا أن البشر لن يعجزوا الله في السماء: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)...
 
المركبة تتحدى وتنطلق في السماء.. فقد استكبر الإنسان وغره علمه وكثير من علماء الملحدين تحدوا الخالق تعالى، وأرادوا أن يرسلوا رسالة للناس أنه لن يوقفهم شيء في تطورهم.. ولكن هل كلامهم هذا صحيح، وهل يستطيعون الصمود أمام الله تعالى الخالق؟
 
المركبة الفضائية التي كلفت الملايين تنفجر بعد أقل من دقيقتين.. ويفشل التحدي.. وكأن الله عز وجل يريد أن يرسل للبشر رسالة ليدركوا أنهم مهما تطوروا علمياً فإنهم يبقوا ضعفاء .. وهم عاجزون عن حماية أنفسهم.. فكيف يحمون غيرهم!!
 
وهكذا يثبت الإنسان ضعفه أمام قدرة الله تعالى.. إنها رسالة من الله للبشر ليدركوا مدى ضعفهم .. سبحان الله!
وكأن القرآن يقول لكل ملحد، كما أهلك الله أولئك المستكبرين والمتحدين لخالقهم في الماضي، أهلكهم على الأرض، فسوف يهلككم أيها الملحدون الجدد في السماء! ولذلك جاء التعبير القرآني (وَلَا فِي السَّمَاءِ) ليصور لنا أن الإنسان لن يعجز الله أيضاً في السماء... فكيف علم النبي الكريم بأنه سيأتي زمن يتحدى فيه البشر خالقهم خارج الأرض في الفضاء حتى يؤكد لهم بأنهم لن يعجزوه في السماء أيضاً... إن هذه الآية تثبت أن الله هو قائلها وليست من كلام بشر.. فسبحان الله!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعياد المسلمين .

 أعياد المسلمين . أحبتي فى الله لنتأمل عيد الفطر وعيد الأضحى، ما هي مناسبة هذين العيدين؟  الحقيقة أنني بحثت عن تاريخ ولادة النبي صلى الله ع...